













حرب

يمكن لأي قائد عسكري وطني، ومحارب جمهوري شجاع، أن يُبعد أولاده عن الجبهات وخطوط التماس. أن يحتفظ بهم في الظل، وأن يكتفي بما يقدّمه هو من تضحيات، دون أن يُقحم فلذات كبده في لهيب المعارك. غير أن ثمّة قادة عسكريين، ورموزًا في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، لا يكتفون بأدوارهم العظيمة تلك، ولا تُغريهم سيرتهم المُشرّفة، أو عطاءاتهم الكبيرة، بالاكتفاء..

مع استمرار الضربات الأمريكية على مواقع الميليشيا الحوثية، تبرز تساؤلات جوهرية وسط كثرة التحليلات والتوقعات: هل نحن بصدد لحظة تحول حقيقية؟ وهل باتت معركة الخلاص من المشروع "السُلالي/ الخميني" وشيكة؟ أم أننا أمام مرحلة جديدة لإعادة ترتيب "البيت اليمني" وفقًا لرغبات وتوجهات القوى الإقليمية المؤثرة في القرار اليمني؟

عشر سنوات مرت، تجرعت فيها "تعز" مرارة الحصار والقصف والدم. عشر سنوات وقفت فيها شامخة في وجه الانقلاب الحوثي الغاشم. اليوم، ونحن نستعيد ذكرى انطلاق المقاومة الشعبية الباسلة، لا يسعنا إلا أن ننحني إجلالاً لتلك الأرواح الطاهرة التي بذلت الغالي والنفيس، ولتلك الإرادة الصلبة التي كسرت شوكة الغزاة.

واضحٌ أنَّ الشَّرقَ الأوسطَ يحبسُ أنفاسَه. إنَّه موعودٌ بأيامٍ أدهَى. ترابطُ عواصفِ النَّارِ ينذرُ بتحوّلها إعصاراً. لم يسبق أن عاشَ حرباً متعددةَ الخرائط على هذا النحو. حرب تفيضُ عن حدود مسارحِها وفي غياب أي شرطي دولي.

هل نفدت الأفكار والحلول من العقل السياسي داخل صفوف الشرعية، بمكوناتها الكبيرة، لتوحيد الجهود عملياً لحسم الصراع مع الحوثي؟

نحن نعرف، والحلفاء، والأمم المتحدة والدول الكبرى ذات الصلة؛ أن الحل العسكري مع ميليشيات الحوثي هو الضامن لاستقرار اليمن والإقليم. وأن هذا الحل هو أنسب وأسهل وأيسر الطرق للوصول إلى السلام وتحقيق تطلعات اليمنيين..