













اليمن

نشط في الآونة الأخيرة جدال محتدم متناطح في أروقة الخطاب السياسي والصحفي والإعلامي اليمني، يستحضر لحظة الهزيمة اليمنية من قِبل المليشيات الحوثية، ويعيد قراءة تفاصليها، ويتتبع أبعادها، وخيوط تشكلها.

لا تموت الأصوات، تموت الأجساد. الأصوات تبقى، تتسلل من بين الأشرطة القديمة، من بين صدور الناس، من خلف الذكريات، وتظل تحوم فوق المآذن، وتطوف الساحات، وتتمشى في شوارع المدينة كلما فقدت شيئًا من روحها.

قبل سنوات استنجدت سيدة يمنية بإلهها باكية كانت تدعو بأعلى صوتها: الله يجعلكم مشردين في الجبال.

الفرح بقصف طهران ليس انتشاءً لحظة، إنه فعل سياسي وأخلاقي، وعدالة تاريخية مؤجلة. كلما كانت تفيضُ الدماء العربية كلّما اتسعت شهية إيران للهيمنة، يغدو الفرح بقصف طهران فعلًا سياسيًا وأخلاقيًا، لا مجرد انتشاء لحظة.

عانينا من نظام إيران كثيراً، ويكفي أن يكون حليفهم في اليمن؛ الحوثي، الذي تسبب في نكبة تاريخيّة ومأساة إنسانية يمنية غير مسبوقة. وإذا كنا نحترم شعب إيران، فلا أحد ممن اكتوى بنار النظام الحاكم هناك، وحلفائه، يكن لذلك النظام مودةً أو تعاطفاً.

في العام ٢٠٠٦ هلل العرب لنصر الله، ورفعت صوره، وقدم بحسبانه بطل الحرب الوجودية مع العدو. غير أن الحرب السورية عرضت وجهاً فاشياً لبطل الإسلام، ولحية لا تعرف للرحمة سبيلاً.