













اليمن

المشهد الذي جمع الأشقاء السعوديين بما يسمى "رئيس الجنوب العربي" وبحضور علم غير علم الجمهورية اليمنية، ليس مجرد تفصيل بروتوكولي أو خطأ شكلي، بل هو رسالة سياسية عميقة المعاني في توقيت شديد الحساسية...

يخوض الريال اليمني موجة صراع مريرة، يقاتل بشراسة حزمة العوائق والتعثرات التي تعترض طريق تعافيه واستعادة قيمته، فأمامه تحديات جسيمة بعضها ظاهرة وأخرى خفية عملت لسنوات على وأده..

في خضم موجة الغضب الشعبي المفهومة، والمشروعة، ضد غول الأسعار، انطلقت حملات تدعو لمقاطعة التاجر، وعلى رأسهم القلعة التجارية التي نشأنا على منتجاتها. والهتاف الموحد يقول: "التاجر هو العدو".

قبل 11 سنة كانت اليمن عبارة عن دولة واحدة ضعيفة، ودولة حوثية صغيرة في صعدة، ثم أسقطت دولة الحوثي الدولة اليمنية ومزقتها شر ممزق، تمزيق لم يسبق له مثيل في التاريخ اليمني، أنتج سلسلة لامتناهية من الدويلات اليمنية غريبة الشكل والمضمون.

اختفى الطالب اليمني فجأة في باكستان. المثير للقلق أن المختفي منذ ثلاثة أشهر، هو أحمد الشرعبي، رئيس اتحاد طلاب اليمن في باكستان، أي أنه ليس مواطناً مغموراً أو مغترباً يكدح محتاطاً من المؤسسات التي تلاحق المخالفين والمقيمين بطرق غير شرعية.

في كل منعطف جديد من سلوك مليشيا الحوثي، تتجلى فلسفة الرعب باعتبارها الأداة الوحيدة التي بقيت للجماعة كي تبسط حضورها القسري على حياة اليمنيين. لم تعد عمليات الاختطاف تعبيرًا عن طيش أمني أو رد فعل ارتجالي، بل تحوّلت إلى سياسة ممنهجة، تستهدف إعادة صياغة الإنسان اليمني بوصفه تابعًا فاقدًا للذات.