













اليمن

حين يسقط قادة في صفوف المليشيا الحوثية بصاروخ إسرائيلي، يظن البعض أننا سنقف في حيرة، هل نصفق للقاصف أم للمقصوف؟ غير أن الحقيقة أوضح من كل هذه الالتباسات، فلا يمكن لعاقل يدرك ويشعر بمعاناة اليمنيين أن يُصفّق أو يساند أيّ طرف منهما.

تبنّى اليمنيون الجمهورية، كغيرهم من شعوب أخرى، لكن دوافعهم كانت ربما أكثر منطقية ومعقولية من دواعي غيرهم، لأن اليمن عاش تجارب حكم كهنوتية شديدة التخلف والظلم والهمجية والانحطاط السياسي، والكارثة أن هذه التجربة الكهنوتية كانت مرتبطة باستبداد ديني مذهبي بوصفها واحدة من أكثر تجارب الاستبداد الديني والسياسي انحطاطاً في التاريخ.

من يقف مع الحوثي تحت أي ذريعة، إنما يثبت أن ولاءه هشّ، وأن وطنيته مشوبة بالشك. لم يخش هؤلاء على اليمن حين حاصر الحوثي تعز، ولم يبكوا على اليمنيين حين جاع أطفالها، ولم يتحرك ضميرهم حين دُمرت القرى وشُرّد أهلها.

المشهد الذي جمع الأشقاء السعوديين بما يسمى "رئيس الجنوب العربي" وبحضور علم غير علم الجمهورية اليمنية، ليس مجرد تفصيل بروتوكولي أو خطأ شكلي، بل هو رسالة سياسية عميقة المعاني في توقيت شديد الحساسية...

يخوض الريال اليمني موجة صراع مريرة، يقاتل بشراسة حزمة العوائق والتعثرات التي تعترض طريق تعافيه واستعادة قيمته، فأمامه تحديات جسيمة بعضها ظاهرة وأخرى خفية عملت لسنوات على وأده..

في خضم موجة الغضب الشعبي المفهومة، والمشروعة، ضد غول الأسعار، انطلقت حملات تدعو لمقاطعة التاجر، وعلى رأسهم القلعة التجارية التي نشأنا على منتجاتها. والهتاف الموحد يقول: "التاجر هو العدو".