













اليمن

في منعطف جديد من مسيرة اليمن الجريح، سؤال يدور في خلد كل مواطن مثقل بالهموم، هو: ماذا بعد أن صعد سالم بن بريك سدة رئاسة الوزراء..

تعود الساحة اليمنية إلى واجهة الصراع الإقليمي مجدّداً، وهذه المرّة من حيث خفض التصعيد، إذ شكل اتفاق الهدنة بين الإدارة الأميركية وجماعة الحوثي القاضي بوقف الأعمال العدائية المتبادلة تحوّلاً في نهجهما التصعيدي، إلا أن اتفاق الهدنة فرضته حسابات الطرفين وتشابكات مصالح الشركاء والحلفاء في هذه المرحلة،

في الجوف تتبدى بطولات المقاومة الشعبية فرادى وجماعات، قتلت مليشيا الحوثي مطلع الأسبوع الماضي شخصا من قبيلة الشولان، فردت عليه القبيلة خلال ساعات، وتحشد مليشيا الحوثي عشرات المدرعات للانتقام من القبيلة، وتستعد الشولان وكل دهم للمقاومة.

مضى أسبوع منذ أن أصبح الأستاذ سالم بن بريك رئيسًا للوزراء، وبدأت عدن تغلي بتظاهرات مطلبية تقودها النساء هذه المرة، في مشهد يعكس حجم السخط الشعبي على تردي الخدمات العامة والانهيار الاقتصادي. صيف ساخن يلوح في الأفق، والبلاد على أعتاب أزمة معقدة لم تشهدها من قبل.

ذوبت المواقف المخاتلة اليمن كجليد في محيط متلاطم الأمواج، وعجلت مناياها بلا أقدار، حيث لم يبن الصراع فيها وبشأنها على حقائق، ولم تكن المواقف المتعلقة بها في الداخل ومن الخارج قائمة على منطق وتجليات صريحة وانحيازات ثابتة تسند الحق وتناطح الباطل..

الحقيقة فهي أن الحوثي استسلم للأمريكان، والتزم بعدم التعرض للسفن، وغداً تمرّ السفن، وتذهب إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دولة الاحتلال