













الوحدة

وفي حين يمضي بعضُ أطراف الشرعية في الهدم العبثي لقدرات وسلطات ونفوذ هذه السلطة، والاستمرار في فرض جريمة الانفصال، التي يجري التطبيع معها بشكل صريح وواضح على المستوى الإقليمي، كما يجري التطبيع مع "السلطات" في صنعاء، ينحشر المشروع الوطني ضمن خيار واحد لا ثالث له، وهو القتال حتى استعادة نفوذ الدولة..

ظلت اليمن حبيسة الماضي وغارقة في قعره بكل مساوئه وجموده، ولم تخط نحو المستقبل إلا ثلاث مرات في 26سبتمبر و14أكتوبر و22مايو، خطوات صنعت وجوده ورسمت ملامحه الحقيقية في خارطة العالم، فأصبحت هي حقائقه الوطنية المثبتة لحيويته وديمومة حضوره..

وقد عمل كرب إل وتر على توحيد البلاد تحت سلطة واحدة وإنهاء عصر الدويلات المستقلة من خلال نهج يجمع بين السلمي والعسكري، ففي الأول أقام تحالفا مع اتحاد قبائل سمعي في شمال الرحبة، وفي الثاني أخضع مملكة أوسان، التي كانت تشكل منافسا سياسيا، بالقوة وضم أراضيها.

بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، يستحضر اليمنيون لحظةً تاريخية مثّلت ذروة تطلعاتهم الوطنية نحو دولة موحدة، مدنية، ديمقراطية، تقوم على المواطنة المتساوية والتعددية السياسية.

لا قدرة لأي قوة، مهما عظمت، على زرع فجوة حقيقية بين أبناء هذا الوطن، ولا مجال لترسيخ فكرة الانفصال التي تقابلها ذاكرة الأمة وهويتها الجامعة برفض تاريخي عميق الجذور.

أيدت أمريكا وحدة اليمن عام 1990 وعام 1994، على الرغم من أن دولاً في الإقليم، صديقة للغرب، كانت ضد وحدة اليمن حينذاك.