













الهوية

من يقف مع الحوثي تحت أي ذريعة، إنما يثبت أن ولاءه هشّ، وأن وطنيته مشوبة بالشك. لم يخش هؤلاء على اليمن حين حاصر الحوثي تعز، ولم يبكوا على اليمنيين حين جاع أطفالها، ولم يتحرك ضميرهم حين دُمرت القرى وشُرّد أهلها.

من المثالب المأخوذة على العهد الجمهوري طيلة عقوده إهماله للتراث اليمني وإغفاله للتاريخ، وتجاهله لأغلب المخطوطات، والكتب النفيسة التي تمثل كنزًا حضاريًا وقيمة فكرية عظيمة قادرة على تأسيس هوية حقيقية ووعي وطني مستنير،

بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، يستحضر اليمنيون لحظةً تاريخية مثّلت ذروة تطلعاتهم الوطنية نحو دولة موحدة، مدنية، ديمقراطية، تقوم على المواطنة المتساوية والتعددية السياسية.

قد يبدو اليمن بلداً متحداً بهوية واحدة وخاصة إبان قيام ثورته الجمهورية، لكن في الحقيقة أن فيه الكثير من الهويات الطافية على سطحه، أو المضمرة في سلوكه، هويات ناشئة خاضعة لظروف سياسية طارئة..