













المعركة

نشط في الآونة الأخيرة جدال محتدم متناطح في أروقة الخطاب السياسي والصحفي والإعلامي اليمني، يستحضر لحظة الهزيمة اليمنية من قِبل المليشيات الحوثية، ويعيد قراءة تفاصليها، ويتتبع أبعادها، وخيوط تشكلها.

لقد تقاتل المجرمان اللذان ارتكبا أبشع الجرائم بحق شعوبنا، فمن السذاجة أن نصطف مع أحدهما أو نمنح أيًّا منهما شرف التأييد. علينا أن نتركهما يتعاركان، كفخّار يكسر بعضه، ولا بأس أن نشجعهما معًا، والأهم أن نغتنم تقاتلهما في استعادة عواصمنا ومدننا المخطوفة من أذرعهما، مع الاستعداد لمواجهة قادمة مع المنتصر منهما.

تتجلى أسمى معاني التضحية في كل بيت من بيوت تعز، تجد البيت الواحد منها الشهيد والجريح والأسير، وهي حقيقة تختزل وجعًا عميقًا وفخرًا عظيمًا.

حين يُترجم الأستاذ المبادئ التي يعلّمها لطلابه، ويتحول من حامل للكتاب إلى حامل للسلاح، يصبح في لحظة واحدة قائداً وجندياً وضابطاً، يستجيب لنداء الوطن حين يدعو، بلا تردد ولا حساب.

تقبل العبودية أمر لا تبرره مصلحة البتة؛ وإنما يفسره اختلال في التنشئة وعاهة في التركيبة الاجتماعية الأولى والسلوك الاجتماعي المتناقض الذي صنع أناساً مشوهين مغايرين للفطرة الحقة المنسجوة بالكرامة والحرية،

في كل المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، هناك قلوب الناس تنبض بأمل التغيير، ينتظرون معركة الخلاص بلهفة شديدة.