













المجتمع

العشر الأوائل من ذي الحجة، أيام عظيمة الشأن، جليلة واستثنائية، ذات مهابة في النفوس ومكانة في القلوب، غير أنها في كثير من أريافنا تُنتهك وتُهدر وتُشوّه، ويجري تحويلها إلى أيام ضجّة وصخب وإزعاج..!

الجغرافيا في اليمن ليست تضاريساً وطقوساً بل هي نظرية وجودية شمولية تشكل مظاهر الحياة، وتفرض حضورها في التركيبة البنيوية العميقة للمجتمع، تركيبة الوعي والسلوك والثقافة والمعتقد

قد نستفحل في التنظير والتحليل في إشكاليات سياسية وفكرية يومية وعامة، وثمة قضايا خطيرة عالقة على جدار الهامش المعاش ننأى عن التنبه لأبعادها، وأثرها في تشكيل الواقع حاضراً ومستقبلاً، وأعني الجيل الذي أفرزه هذا الواقع المنحط البائس والمتشظي.

طيلة عقد منذ ابتلاع الحرب للبلد لم يشهد اليمنيون في المناطق المحررة تأزماً معيشياً فتاكاً كهذا، رغم أنهم عايشوا كل أهوال الحرب والخوف والنزوح والتشرد، وكانت حياتهم أمنياً على كف عفريت..

قد يبدو اليمن بلداً متحداً بهوية واحدة وخاصة إبان قيام ثورته الجمهورية، لكن في الحقيقة أن فيه الكثير من الهويات الطافية على سطحه، أو المضمرة في سلوكه، هويات ناشئة خاضعة لظروف سياسية طارئة..

في المجتمعات غير المتمدنة كثير من السلطات القمعية والرقابية- سواء كانت سياسية أو دينية أو ثقافية- لكن أن يبني المجتمع سلطة رقابية لا مرئية على ذاته، سلطة لسان وسمعة تخشى مضاربها كما لو كانت كاميرا تجسس لا يسلم من رؤيتها فرد في المجتمع.