













الصحفيين

من الظواهر المريبة الدالة على تدني الوعي السياسي اليمني وفقدانه توازنه، أن ثلة من الكُتّاب الصحافيين والسياسيين والناشطين المقيمين في المناطق الحوثية لم تعد لديهم أية حساسية مع الوجود الحوثي، لكنهم – في ذات اللحظة – يشاركون بآرائهم في كل شاردة وواردة في المناطق المحررة، يشنون هجومًا لاذعًا على خصومهم السابقين، وكأن الزمن ما زال قبل الانقلاب.

مرّ عيد الأضحى، وارتسمت على وجوه الأطفال البسمات، وعلت أصوات الفرح في كل بيتٍ يمني رغم الأوجاع . لكن في زاويةٍ قصيّة من هذا الوطن المثخن بالجراح، كان العيد يمرّ محملاً بغيابٍ موجع. غيابٌ ليس كأي غياب، بل هو غياب الكاتب محمد دبوان المياحي، الذي قضى أكثر من تسعة أشهرٍ قسرًا خلف قضبان سجون مليشيا الحوثي.

المليشيا تمارس إجرامها في الأقبية تحت الأرض كما تمارسه فوق الأرض، حتى مع اليمنيين الذين تحوثوا وتماهوا معها، من الأفضل المواجهة في الفضاء المفتوح على الاختناق بالأقبية..