













الدولة

قبل 11 سنة كانت اليمن عبارة عن دولة واحدة ضعيفة، ودولة حوثية صغيرة في صعدة، ثم أسقطت دولة الحوثي الدولة اليمنية ومزقتها شر ممزق، تمزيق لم يسبق له مثيل في التاريخ اليمني، أنتج سلسلة لامتناهية من الدويلات اليمنية غريبة الشكل والمضمون.

كثيرون هم الطامحون والمتهافتون إلى تولي أعلى المناصب في البلاد، ولكن لا أحد منهم حتى الآن لديه طموح حقيقي بالإنجاز الذي يحقق المجد، وينفع نفسه ومجتمعه من خلال تولي السلطة.

من الخطأ تصوير القبيلة كأنها نقيض للجمهورية فالمجتمع اليمني بطبيعته قبلي في بنيته الاجتماعية وإن اختلفت درجة تماسك هذه الروابط من منطقة إلى أخرى..

من لا يحاكم الخيانة، سيعيد إنتاجها. من لا يقف أمام المجرمين بصرامة، سيقف لاحقًا في صفوف اللاجئين، باكيًا على وطنٍ لم يحمه.

لا تزال القبيلة في مأرب تحافظ على حضورها الصلب، متمسكةً بنظامها القبلي والوجاهي الذي توارثته الأجيال. هذا التمسك بالجذور قد يصطدم أحيانًا، بوعي أو من دونه، مع نظام الدولة الحديثة.

لا يمكن للمكونات السياسية والعسكرية والادارية التي تنتمي للدولة الشرعية، وتشكل الهيكل الخارجي لها، أن تحمي نفسها وكل ما هو تحت يدها من مقدرات، إلا بأدوات الدولة ومؤسساتها، وعلى الجميع أن يدرك هذه الحقيقة الآن قبل فوات الأوان، فقد لا تكون هناك فرصة أخرى لتداركها.