













الدولة

لا تزال القبيلة في مأرب تحافظ على حضورها الصلب، متمسكةً بنظامها القبلي والوجاهي الذي توارثته الأجيال. هذا التمسك بالجذور قد يصطدم أحيانًا، بوعي أو من دونه، مع نظام الدولة الحديثة.

لا يمكن للمكونات السياسية والعسكرية والادارية التي تنتمي للدولة الشرعية، وتشكل الهيكل الخارجي لها، أن تحمي نفسها وكل ما هو تحت يدها من مقدرات، إلا بأدوات الدولة ومؤسساتها، وعلى الجميع أن يدرك هذه الحقيقة الآن قبل فوات الأوان، فقد لا تكون هناك فرصة أخرى لتداركها.

حين يُترجم الأستاذ المبادئ التي يعلّمها لطلابه، ويتحول من حامل للكتاب إلى حامل للسلاح، يصبح في لحظة واحدة قائداً وجندياً وضابطاً، يستجيب لنداء الوطن حين يدعو، بلا تردد ولا حساب.

قبل الحرب طبعا؛ كانت الدولة هي من تحتفي بهذه المناسبة الوطنية. وكان الناس (تقريبا) يكتفون بذلك، أو بالأحرى يتبعونها، لأنهم كانوا يدركون جيدا أن الاحتفاء بأعياد الاستقلال سنويا جزء أثير من واجبات الدولة، في إطار مفهوم التعبئة العامة..