













الدولة

تابعنا جميعًا كيف تمكنت الحكومة والبنك المركزي، من مواجهة مضاربي العملة وشركات الصرافة التي حاولت التلاعب بأقوات الناس، في تلك اللحظات حضرت الدولة. وحضورها ليس مجرد مفهوم سياسي أو اقتصادي، بل هو ضرورة وجودية وحاجة شعبية ملحة، وهو ما أثبته الواقع اليمني مؤخرًا في معركة استعادة قيمة الريال اليمني.

حينما تأخذ الدولة في التفكك والانهيار، فإن المجتمع، الذي تتشكل منه هذه الدولة، يقوم بإعادة تنظيم نفسه في حاضنات وتكوينات تعود إلى ما قبل الدولة، وترتبط بوشائج الدم والقرابة والعشيرة، والقبيلة، والطائفة، وأيضًا بالمصلحة التي يُعلن عن حضورها بالاستناد إلى معطى تاريخي أو فاعل مستجد.

قبل 11 سنة كانت اليمن عبارة عن دولة واحدة ضعيفة، ودولة حوثية صغيرة في صعدة، ثم أسقطت دولة الحوثي الدولة اليمنية ومزقتها شر ممزق، تمزيق لم يسبق له مثيل في التاريخ اليمني، أنتج سلسلة لامتناهية من الدويلات اليمنية غريبة الشكل والمضمون.

كثيرون هم الطامحون والمتهافتون إلى تولي أعلى المناصب في البلاد، ولكن لا أحد منهم حتى الآن لديه طموح حقيقي بالإنجاز الذي يحقق المجد، وينفع نفسه ومجتمعه من خلال تولي السلطة.

من الخطأ تصوير القبيلة كأنها نقيض للجمهورية فالمجتمع اليمني بطبيعته قبلي في بنيته الاجتماعية وإن اختلفت درجة تماسك هذه الروابط من منطقة إلى أخرى..

من لا يحاكم الخيانة، سيعيد إنتاجها. من لا يقف أمام المجرمين بصرامة، سيقف لاحقًا في صفوف اللاجئين، باكيًا على وطنٍ لم يحمه.