













الحوثيين

في لحظة تاريخية فارقة، أصبح اليمن على مفترق طرق حاسم، حيث يتضح جلياً التمايز بين خيارين لا ثالث لهما: الإمامة والجمهورية. هذا ليس صراعاً سياسياً عابراً، بل هو معركة وجودية تحدد هوية الأمة ومستقبلها.

إن ما يحدث في مدارس اليمن، سواء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أم في مناطق الحكومة الشرعية، لا يمثل مجرد تدهور، بل هو انهيار بطيء وممنهج يهدد بضياع جيل كامل، وتحويل اليمن إلى بؤرة أمية غير مسبوقة.

من نواح عدة، شكّل تحول جماعة الحوثي، وكيل إيران، إلى قوة فاعلة في معسكر المقاومة الإسلامية المناوئ لإسرائيل تغيّراً في مساريها، السياسي والعسكري، وتحسّناً في مركزها المحلي وأيضاً الإقليمي، بيد أن تبعات هذا الدور وانعكاساته السياسية، والأهم الاقتصادية، بات يفرض نفسه على جماعة الحوثي، من حيث طبيعة التحدّيات التي تواجهها بوصفها سلطة أمر واقع.

في فبراير 2013، حضرت أول مؤتمر صحفي لجهة يمنية رسمية هي وزارة الداخلية. المؤتمر الصحفي كان حول السفينة التي ضبطتها الأجهزة الأمنية، وتُدعى "جيهان 1"، تحركت من الموانئ الإيرانية وأبحرت في مسارات التهريب في طريقها إلى الحوثة.

من الغباء بمكان الاعتقاد بأن طهران هي الداعم الوحيد للحوثي في هذا المجال، لكنها قد تكون نقطة التجميع الأهم في شبكة شراء الأسلحة وتسهيل وصولها.

منذ تشكيله في أبريل 2022، أُنيط بمجلس القيادة الرئاسي في مهمة جسيمة، قيادة المرحلة الانتقالية، ومواجهة مليشيا الحوثي. وكان الهدف الأساسي من هذا المجلس، هو توحيد الصف اليمني المناهض للانقلاب.