













الثقافة

لا يقتصر صراع الهيمنة المنتج للتهميش على السياسة والاقتصاد فحسب، بل شمل الثقافات والفنون والآداب، التي غدت مجالًا خصبًا لتلك الإشكاليات التي تضخّمت في مرحلة ما بعد الكولونيالية، وتعود جذورها إلى عصر الاستعمار العسكري الغربي الذي رافقه استعمار ثقافي هدف إلى إعلاء مرتبة ثقافة المستعمِر وازدراء ثقافة المستعمَر وتهميشها، وتأكيد دونيتها.

الجغرافيا في اليمن ليست تضاريساً وطقوساً بل هي نظرية وجودية شمولية تشكل مظاهر الحياة، وتفرض حضورها في التركيبة البنيوية العميقة للمجتمع، تركيبة الوعي والسلوك والثقافة والمعتقد

لهذه العزلة عدة صور بعضها مرئية مباشرة، وبعضها لا مرئية غير مباشرة، فعلى السطح يحضر الغياب الثقافي كعلامة بارزة، فمنذ لحظة الانقلاب انقشع المفهوم وتلاشت أدواته من حياة النخب، تهاوى المشهد الثقافي كلياً وفقد ملامحه.

هم اليمنيون، على مر العصور أحرار ثوار لا يقيمون على ضيم، لم يعيشوا نكرات، استلفتوا انتباه الحقب برجولتهم وشجاعتهم وحضورهم وشمائلهم الكريمة