













مليشيات الحوثي

لم يكن أحد يعرف الشيخ صالح حنتوس. كان ممكنًا ان يموت في منزله أو في سجن الحوثي بصمت، لكنه قرر التخلص من الخوف، وهو الخط الذي يصنع بتجاوزه الأبطال ويجعل للحياة معنى وللفرد القائد حضور في الحياة وبعد الموت.

لم تكن "جريمة حنتوس" في الحقيقة إلا فضيلة عظيمة: أن يكون عالمًا وفقيهًا يحفظ القرآن الكريم في محافظته ريمة ومنطقة السلفية تحديداً. هذا هو "ذنبه" الوحيد في نظرهم، وهو ما كلفه حياته.

ذوبت المواقف المخاتلة اليمن كجليد في محيط متلاطم الأمواج، وعجلت مناياها بلا أقدار، حيث لم يبن الصراع فيها وبشأنها على حقائق، ولم تكن المواقف المتعلقة بها في الداخل ومن الخارج قائمة على منطق وتجليات صريحة وانحيازات ثابتة تسند الحق وتناطح الباطل..

تتجلى أسمى معاني التضحية في كل بيت من بيوت تعز، تجد البيت الواحد منها الشهيد والجريح والأسير، وهي حقيقة تختزل وجعًا عميقًا وفخرًا عظيمًا.

لا نوايا سلام ولا بوادر إنسانية ولا إشفاق أو أخلاق يمكن أن تصدر عن مليشيات إرهابية تتقن صناعة الزيف وتتصنع الجنوح للسلم..

أهملت الشرعية الدور الريادي الذي تمثله مؤسسة الجمهورية في معركة الوعي. من المفترض أن الصحيفة قد عادت للصدور في السنة الأولى للحرب. من 2015 مرت السنوات سنة بعد أخرى، وتعز بلا صوت أعلامي مؤثر..