













مجلس القيادة

ظل مصطفى نعمان يكتب نقدا وسبا وشتما للحكومة اليمنية طوال سنوات، وازداد نقده حدة مع تولي رشاد العليمي منصب رئيس مجلس القيادة، واصفا إياه بأبشع الألفاظ حتى رضخ العليمي له وعينه في منصب نائب وزير الخارجية.

خلال عودة الثلاثة العليمي والزبيدي – وهذا غادرها قبل أيام عائدا إلى أبوظبي حيث إقامته الأثيرة- لم يعقدوا أي اجتماع رسمي لمناقشة أي من مهامهم، كما لم يعملوا على أي شيء لمواجهة ما يمكن أن تخلفه العقوبات الأمريكية على الحوثيين، ولا صاغوا حتى على المستوى النظري أي خطط لما قد تسببه الغارات الأمريكية على مليشيا الحوثي.

عاد رشاد العليمي إلى اليمن من الرياض كما يعود المغتربون اليمنيون بعد سنة أو سنتين أو ثلاث، وسيمكث في عدن على الأكثر كأي مغترب يأخذ إجازة لا تزيد عن شهر أو قريبا منه في أحسن الأحوال

قبل أشهر لم يكن أحد يذكر الثورة السورية بعد 14 سنة من سحقها على يد تحالف الروس والحرس الثوري والأسد ومليشيات حزب الله والمليشيات الشيعية بما فيها مليشيا الحوثي، ولكن ما إن بدأت عملية ردع العدوان باسم الثورة السورية حتى التهب أوراها في وجدان الشعب السوري.

هذا تحذير أوجهه إلى كل اليمنيين، وتذكير مستحق على وجه الخصوص للنخب الرسمية في السلطة الشرعية، بكل مستوياتها ومسؤولياتها وتأثيرها، وإلى النخب السياسية التي تتعاطى مع الشأن العام عبر المنصات الحزبية ومنابر الرأي ومن خلال المركز الاجتماعي..

سيكون من العبث تكرار القول إن مظاهرات اليمنيين في ذكرى 26 سبتمبر تستهدف الحوثي وحده، لأن تلك التظاهرات ومعظمها من الشباب الأصغر سنا، تريد الجمهورية والديمقراطية بمضامينها التي تحمي الكرامة وتجعل من مؤسسات الدولة وسيلة فعالة لتنمية المجتمع والشعب، وبوابة لممارسة السياسة والأعمال العامة والمهنية. إن الحكومة ومجلس القيادة يفتقد كليا لتلك المضامين.