













تعز

لم يخذل الشرعية طرف ما كما خذلها النضال المفبرك الذي كلفها الكثير من العطاء والإغراء بالمال والمناصب لجذب مؤيدين لها ومنطويين تحت جناحيها، كما لو كانت وليمة منبوذة سعت بكل السبل لجلب آكلين نهمين يكسرون حاجز عزلتها..

يمثل الجيش الوطني في محور تعز نموذجًا متقدّمًا للقيادة الواعية الأكثر إدراكًا بخطورة الحصار المفروض عليه، إدراكًا يتجاوز مجرد معرفة تفاصيله، إلى فهم أسبابه وأهدافه، وإلى إدراك أن استهداف الجيش في قوته ومعيشة أفراده لا يقل خطورة عن استهدافه في ميدان القتال.

خلف كل ضغينة، فتّش عن الناصري. يغيب الناصري وتحضر ضغائنه. يطالب بأن يُفسح له المجال فيما ما تبقى منه لا يكفي حتى لإثبات وجوده.

إن ما يجري في جبهات تعز وصمة عار على جبين الحكومة، التي عجزت عن إطعام مقاتليها، بينما تُنفق الأموال الطائلة في كشوفات الإعاشة وموكب هذا المسؤول أو حراسة ذاك الوزير.

واضح جدًا أن ثمّة استهدافًا ممنهجًا للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز تحديدًا؛ استهدافًا يطال أولئك الأبطال الذين كسروا معادلة المستحيل، ووقفوا في وجه زحف الانقلابيين الحوثيين، وحموا ما تبقّى من مسبحة اليمن قبل أن تتساقط حباتها تباعًا في أيدي الكهنوت.

مشكلة تعز أن محافظها نبيل شمسان يعيش في وضع مختلف تماماً عن الواقع، ولذلك تختلف أولوياته عن المهام التي يفترض أن يؤديها.