













تعز

لنتفق على أسس واضحة للنقاش كي لا نظل في اشتباك صاخب مع المغالطات.. "الإصلاح" حزب سياسي انخرط في القتال تحت مظلة الشرعية، دفاعا عن الوطن والجمهورية ولاستعادة الدولة.. لم يرفع أي رايات أو شعارات خاصة، وقد وجد نفسه مضطرًا لأن يدفع بالكثير من قوامه داخل المؤسسة العسكرية، وتلك كانت تضحية كبرى لا زال يحسبها مناوئوه عليه، لا له؛ وهي تضحية لكون بلادنا كانت قد خسرت جيشها تماما،

كان اسم المقر نقطةَ قوةٍ لحزب الإصلاح في بداية الحرب تحديداً. عدم إدراك المؤسسة الحزبية لأهمية الخطاب الذي يوثِّق دور هذا المقر في المعركة ضد مليشيا الحوثي، وتصاعد خطاب المناكفات، أضعفا نقطة القوة وحوّلاها إلى مساحةٍ للهجوم المعاكس.

تعز اسمٌ مرادف للمقاومة، وشاهدٌ على التضحية، وعنوانٌ لثقافة عريقة متجذرة في التاريخ اليمني. إنها المدينة التي لم تتأخر يوماً عن أداء واجبها الوطني، وكانت في طليعة الصفوف كلما نادى الوطن، ولكنها اليوم تجد نفسها، على الرغم من كل ما قدمته، تدفع الثمن الأكبر والأفدح من بين كل المدن.

خلال الأيام الماضية تطوع البعض وبحماس منقطع النظير ولا يزال، لتقديم تفسيراته الخاصة لما حدث في تعز على خلفية مقتل الشهيدة افتهان المشهري، وتعمد هذا البعض تصفية حسابه مع القائد الذي لا يكذب أهله ولم يخذل تعز والوطن في الوقت العصيب.

لا تزال موجات التحريض والشيطنة تُشن ضد حزب الإصلاح، موجات متواترة تكشف انفصالًا واسعًا بين ما يُقال وما يحدث على أرض الواقع. كلما تأملنا هذا الخطاب المسموم، ازداد وضوح الفجوة بين ادعاءات الخصوم وحقيقة الوقائع الماثلة.

نعم، لا بد أن تكون العدالة أولاً، فوق كل الاعتبارات، فوق كل المصالح الضيقة، وفوق كل الحزبية التي تمزق النسيج المجتمعي. إن تطبيق الأحكام الشرعية والقانون يجب أن يكون المبدأ الأوحد الذي يُبنى عليه استقرار أي مجتمع، وأن يُرفع فوق كل شيء وقبل كل شيء.