













أراء

في مشهد سياسي محتقن، تصاعدت أزمة المجلس الرئاسي اليمني، إذ تحوّلت إلى صراع إرادات بين قوى المجلس، الأمر الذي عكس نفسه على أطر السلطة التوافقية، وعلى أداء الحكومة المعترف بها دولياً، فضلاً عن تصعيد حالة غير مسبوقة من الاستقطاب السياسي في المناطق المحرّرة

خلال العقد الماضي كانت إيران تلعب باحترافية عالية، استطاعت التحكم في «أربع عواصم عربية»، وكان جنرالها قاسم سليماني يعبر الحدود من إيران للعراق فسوريا ولبنان، كما يسافر من طهران لقم.

وصف أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري، حال اليمنيين تحت سلطة الكهنوت قبل أكثر من ثمانية عقود بقوله: ماذا دهى قحطانَ، في لحظاتهم *** بؤسٌ، وفي كلماتِهم آلامُ؟

في حفل عشاء صغير بواشنطن، دار الحديث حول إمكانية التعايش بين العرب والإسرائيليين، أو اندماج إسرائيل بالمنطقة في سياق ما يُسمّى «الديانة الإبراهيمية». وكما هي عادة أحاديث العشاء، كان النقاش ناعماً، يبحث عن القواسم المشتركة حتى لا تُفسد الجلسة.

على مدى سنوات مضت حُوصر هذا الشيخ اليمني البارز وتعرَّضَ لضغوطٍ وتهديدات لم يستسلم لها أبدا، لأنه كان يرى نماذج من الممارسات البشعة التي طالت شخصيات من زملائه وقعت في قبضة الجماعة وانتهى بها الأمر إما للتعذيب والتغييب أو الموت.

لم يكن أحد يعرف الشيخ صالح حنتوس. كان ممكنًا ان يموت في منزله أو في سجن الحوثي بصمت، لكنه قرر التخلص من الخوف، وهو الخط الذي يصنع بتجاوزه الأبطال ويجعل للحياة معنى وللفرد القائد حضور في الحياة وبعد الموت.

لم تعد المجاهرة بالدعوة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل تتطلّب جرأةً، أما نبرة التحدّي الزائفة المطلّة من غياب الحرج فتُفشي سوءَ توقيتٍ في ظروف التغوّل الإسرائيلي الأميركي في الإقليم الذي يُغني المستقوي به عن الجرأة والشجاعة غير الأدبية.

بيان جماعة الحوثي بشأن مقتل الشيخ صالح حنتوس مجرد تبرير أمني مفضوح لما جرى، بل هو في حقيقته وثيقة إدانة صريحة تكشف طبيعة الجماعة التي نعرفها، وكيف ترى المواطن، والدين، والمسجد، بل والوطن من زاويتها فقط.

لستم أقوياء، أنتم خائفون، مذعورون، مسكونون بالرعب؛ عصابة آثمة منكرة، تعاني قلق اللامشروعية، وتحاول إثبات وجودها وإخراس مخاوفها بقوة السلاح.