













Houthi

تفرض المليشيا الحوثية سيطرة قمعية خانقة على محافظة "إب"، منذ أكثر من عشر سنوات، لكنها لم تشعر معها بالطمأنينة والاندماج والأمان؛ بل ظلّت دخيلة وخائفة وأشبه بوباء ثقيل، كونها بلا قبول شعبي، ولا جذور راسخة..

يريد الكيان ضربة كبيرة خاطفة ليغسل دماء العجز عن وجهه.. وتريد طهران تمرير رسالة لنتنياهو، واختبار بعض التقنيات في إطار التجهيز لمواجهة محتملة. ويبدو أن العاصمة اليمنية صنعاء، المحتلة من الحوثة، كانت المكان المناسب لتبادل المنافع للطرفين.

من الواضح أن المواطنين لا يحتاجون إلى معجزات ليؤمنوا أن ثمة دولة، بل ربما وجود مؤشرات إيجابية من شأنها أن توحي لديهم بأن هناك دولة حقيقية. هناك أفق، ولهذا، كان لتحسن أسعار صرف الريال اليمني خلال الأيام الماضية تأثير بالغ، تجاوز لغة الأرقام إلى لغة النفوس، خصوصًا بعد المعاناة المعيشية البالغة..

في كل منعطف جديد من سلوك مليشيا الحوثي، تتجلى فلسفة الرعب باعتبارها الأداة الوحيدة التي بقيت للجماعة كي تبسط حضورها القسري على حياة اليمنيين. لم تعد عمليات الاختطاف تعبيرًا عن طيش أمني أو رد فعل ارتجالي، بل تحوّلت إلى سياسة ممنهجة، تستهدف إعادة صياغة الإنسان اليمني بوصفه تابعًا فاقدًا للذات.

ما أن اعتقلت القوات الحكومية القيادي الحوثي "محمد أحمد الزايدي" في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، في الثامن من يوليو الجاري، أثناء محاولته التسلل إلى سلطنة عُمان، ثم توقيف وزير الخارجية السابق للمليشيا "هشام شرف" في اليوم التالي بمطار عدن، حتى انفجرت الماكينة الإعلامية للمليشيا الحوثية بالعويل والإدانة والاستنكار، وبدَت أشبه بـ "لصّ" شهير يُلقي درسًا في الأخلاق، وجلّاد وقح يتحدث عن الإنسانية...!

بعد توقف الحرب بين الشرعية والحوثي، ولم يفض مسارها إلى نقطة انتصار أو هزيمة، وتوقفها على الأرض في حدود جغرافية معينة؛ تعمد الحوثي تغيير سياسته واللجوء إلى خطط بديلة واستراتيجيات خفية هدفها إرباك المشهد السياسي وافتعال الأزمات في المناطق الشرعية