الأخبار

تأكيد سعودي يمني: منفذ اعتداء سيئون لا يمثل القوات المسلحة اليمنية والحادثة لن تؤثر على العلاقة بين جيشي البلدين

تقارير | 10 نوفمبر, 2024 - 6:21 م

يمن شباب نت- خاص

image

أرشيفية

 

وصل وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، اليوم الأحد، إلى مدينة سيئون في حضرموت، بعد يومين من مقتل ضابطين سعوديين على يد جندي في الجيش اليمني، في حادثة لم تكشف تفاصيلها بعد، في حين أكدت السعودية واليمن التنسيق لإجراء التحقيقات.

وقال مراسل "يمن شباب" في سيئون إن "انتشارا أمنياً وعسكريا مكثفاً تشهده الشوارع الرئيسية والفرعية والأحياء بالمدينة، مع استمرار عمليات البحث عن منفذ الهجوم على الضباط السعوديين".

ووفق مصادر أمنية فإن سيئون أصبحت مدينة مغلقة أمنيا وعسكريا، وجهود البحث عن منفذ العملية تشارك فيها الأجهزة الأمنية وقوات عسكرية من المنطقة العسكرية الأولى، ووحدات من قوات درع الوطن، حيث تشير التقديرات إلى أن منفذ الهجوم لايزال في مدينة سيئون ولم يتمكن من مغادرتها.

وفجر السبت، أعلنت إدارة الأمن والشرطة بوادي وصحراء محافظة حضرموت عن مكافأة مالية قدرها 30 مليون ريال يمني لمن يلقي القبض أو يدلي بمعلومات عن الجندي "محمد صالح العروسي".

كما ناشدت شرطة وادي حضرموت المواطنين بمساندة قوات الجيش والأمن في مهمة البحث عن المتهم، وشددت على ضرورة البحث (في المزارع والوديان والشعاب والمثاوي والجبال والصحراء والطرقات).

المنفذ لا يمثل القوات المسلحة اليمنية

وفيما حاولت بعض الأطراف وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، استغلال الحادثة للتحريض على المنطقة العسكرية الأولى وإحداث خلافات بين الجيشين اليمني والسعودي من خلال ضخ إعلامي مكثف ومضلل، فقد أكدت المواقف السعودية واليمنية أن الحادثة لن تؤثر على العلاقة والتعاون بين الجيشين، وأن منفذ الهجوم لا يمثل القوات المسلحة اليمنية.

واليوم الأحد، زار عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي، مقر قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية، حيث كان في استقباله، قائد القوات المشتركة الفريق الركن فهد بن حمد السلمان، وعدد من القيادات العسكرية، وفق المركز الإعلامي للقوات المسلحة.

وفي اللقاء، عبر العليمي، عن عميق الأسف والتعازي الحارة بالنيابة عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واعضاء المجلس، والحكومة، والشعب اليمني، لقيادة المملكة وقيادة وزارة الدفاع السعودية، والقوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية عن الاعتداء الإرهابي والآثم والذي تسبب باستشهاد ضابط وصف ضابط وإصابة ضابط ثالث من أفراد القوات المسلحة السعودية والتي كانت تؤدي واجبها في تدريب وإسناد القوات اليمنية في المنطقة الأولى بمدينة سيئون.

وقال العليمي، إن "هذه الأعمال الجبانة والغادرة لا تعبر إلا عن مرتكبها، الذي لا يمثل الشرفاء من منتسبي القوات المسلحة اليمنية الذين يقدرون الدور العظيم والكبير للأشقاء في قوات تحالف دعم الشرعية وتضحياتهم الجسيمة الى جانب الشعب اليمني، ولا يمكن ان تؤثر على طبيعة العلاقة المتينة بين اليمن والمملكة التي تعززت بالدماء الطاهرة والمواقف الأخوية الراسخة".

من جانبه، عبر قائد القوات المشتركة أن هذا الحادث الغادر لا يمثل الشرفاء من منسوبي وزارة الدفاع اليمنية الذين يقدرون الدور الإيجابي والمهم الذي تقوم به قوات التحالف لدعم الشرعية اليمنية ومساندة الأعمال الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، مشيراً إلى ان التحالف بقيادة السعودية لن يحيد عن تحقيق أهدافه من أجل مصلحة اليمن وشعبه الكريم.

وكان المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، أعلن مساء السبت، "استشهاد ضابط وضابط صف وإصابة ضابط بجروح؛ نتيجة اعتداء غادر وجبان داخل معسكر قوات التحالف بمدينة (سيئون) مساء الجمعة الماضي".

وأوضح المالكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، "واس"، أنه "تم تنفيذ الاعتداء من أحد الأشخاص المنتسبين لوزارة الدفاع اليمنية"، مؤكداً على أن "المذكور لا يمثل الشرفاء من منسوبي وزارة الدفاع اليمنية الذين يقدرون الدور الإيجابي والمهم الذي تقوم به قوات التحالف لدعم الشرعية اليمنية ومساندة الأعمال الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني".

وبين العميد المالكي أن القوات المشتركة ستعمل وبالتنسيق مع وزارة الدفاع اليمنية لمتابعة إجراءات التحقيق لمعرفة الأسباب والدوافع والقبض على المنفذ وتقديمه للعدالة.

من جانبه، نعى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، الضابطين السعوديين، مؤكدا أن "الاعتداء الإجرامي الذي أقدم على ارتكابه، أحد الجنود المنتسبين لقوات المنطقة العسكرية الأولى يعد عملا إرهابيا جبانا، لا يمثل الشرفاء من منتسبي القوات المسلحة اليمنية الذين يقدرون الدور العظيم للأشقاء في قوات تحالف دعم الشرعية.."

كما وجّه بضبط منفذ الاعتداء على الضباط والجنود السعوديين، وإجراء التحقيقات في الجريمة بالتنسيق مع قيادة القوات المشتركة في تحالف دعم الشرعية، واتخاذ الإجراءات اللازمة على مختلف المستويات".

بدوره، أعرب وزير الدفاع اليمني في برقية عزاء لنظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان وقائد القوات المشتركة الفريق فهد السلمان، عن بالغ الأسى والحزن لهذه الجريمة البشعة والمدانة والتي تحاول استهداف عمق الروابط الأخوية المتينة التي تجمع الجيشين والشعبين الشقيقين وجهود الأشقاء في تثبيت دعائم الأمن في بلادنا وبناء ودعم وتأهيل قواتنا المسلحة".

وأكد الفريق الداعري، أن هذا الحادث المدان لا يمثل منتسبي قواتنا المسلحة البواسل الذين يكنون كل التقدير وعظيم الامتنان للأشقاء في التحالف بعد أن تعمدت العلاقات الأخوية بالدم في معركة المصير والوجود العروبي المشترك".

كما أكد وزير الدفاع، "استمرار التحقيقات بالتنسيق مع الأشقاء في القوات المشتركة لمعرفة دوافع ومسببات الجريمة والقبض على منفذ العملية النكراء وتقديمه للعدالة لينال جزاءه الرادع".

وأكد بيان صادر عن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان" أن منفذ الاعتداء الجبان والغادر لا يمثل شرفاء شعبنا اليمني وقواتنا المسلحة الذين يقدرون عاليا جهود قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لدعم واستعادة الشرعية ومساندة الأعمال الإنسانية لتخفيف معاناة شعبنا اليمني".

ولفت البيان إلى أن هذه الحادثة المدانة لن تزيد القوات المسلحة إلا يقظة وتنسيقا مع قوات تحالف دعم الشرعية، لمواجهة التحديات  المشتركة، والعبور بالبلاد نحو المستقبل الآمن والمستقر.

وأوضح البيان أن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، تواصل الجهود والتنسيق مع القوات المشتركة لمتابعة التحقيقات ومعرفة الأسباب والدوافع والعمل على سرعة القبض على منفذ الجريمة الغادرة وتقديمه للعدالة لينال جزاءه الرادع والعادل.

سياسيا، أدانت الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح بشدة الجريمة الغادرة التي ارتكبها أحد جنود المنطقة العسكرية الأولى بحق ضباط السعودية "الذين كانوا وما زالوا نعم السند والعون لإخوانهم في اليمن"، مؤكدا، أن هذه الجريمة البشعة لا تعبر عن أخلاق اليمنيين، بل هي سلوك همجي إجرامي يحرمه الشرع والقانون وأعراف وقيم اليمنيين"

وطالب الإصلاح في بيان له، الجهات والأجهزة المعنية بالقيام بمسؤولياتها في ملاحقة وضبط المجرم، وتقديمه إلى العدالة على وجه السرعة لينال عقابه الرادع جراء ما اقترفه من جرم، داعيا إلى إجراء تحقيق عاجل وشفاف لكشف ملابسات هذه الجريمة الغادرة.

من جانبه، أدان المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية هذه الجريمة الآثمة التي استهدفت أبطال الجيش السعودي" الذين قدموا إلى بلادنا لإسناد ودعم الشعب اليمني للتخلص من مخلفات الإمامة الكهنوتية التي جثمت على صدور أبناء شعبنا وأذاقتهم الويلات".

وقال التكتل في بيان إن "هذا الفعل يعد سلوكًا غادرًا، ولا يمت بأي صلة لديننا وعاداتنا ولقيم الشعب اليمني الكريم، بل هي خدمة دنيئة تقدم لقوىً معادية لمصالح الشعب اليمني تسعى من خلال هذا الفعل الإجرامي إلى النيل من العلاقات الأخوية التي تجمع الجمهورية اليمنية بأشقائها في المملكة العربية السعودية".

وشدد التكتل على "الجهات المعنية سرعة القبض على الجاني وإحالته لمحاكمة عاجلة، مؤكدا بأن هذه "الجريمة لا تخدم سوى أعداء اليمن والسعودية على حدٍ سواء، ولن تنال من عزيمة البلدين والشعبين الشقيقين في المضي قدمّا لاستعادة الأمن في ربوع اليمن وإنهاء مشاريع الفوضى والخراب وبالأخص المشروع الحوثي الإيراني الإرهابي".

استغلال الحادثة

وفي مقابل الإدانات الواسعة للجريمة، فقد سعى المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي التابع للإمارات عبر أذرعه الإعلامية منذ لحظة انتشار الخبر، إلى تأجيج الحادثة من خلال شن حملة إعلامية مكثفة جمعت بين التحريض على المنطقة العسكرية الأولى والتعريض بالقوات السعودية.

وتعليق على ذلك، قال المحلل السياسي ياسين التميمي، إن طريقة تعاطي أنصار المشروع الانفصالي مع حادثة اغتيال ضابطين سعوديين في سيئون، تعكس سطحية وضحالة التفكير وانتهازية لا حدود لها" مضيفا: "لا أعتقد أن الحادثة المؤسفة ستحدد مصير المنطقة الأولى كما يتطلع المتطرفون الانفصاليون المرتبطون بالنفوذ الإماراتي".

وأوضح التميمي عبر منصة "إكس"، أن استمرار وجود قوات في حضرموت والمهرة وهي في الأصل امتداد للقوات المسلحة اليمنية في نسختها القديمة، يعود إلى رغبة سعودية في بقاء هذه القوات، التي تخضع على ما يبدو لعمليات تجديد في قوامها البشري لمعالجة الطغيان الجهوي الصارخ بالنظر إلى أن غالبيتها العظمى تنحدر من محافظات شمالية كانت تشكل بالنسبة لنظام علي عبد الله صالح قاعدة التأييد والمدد".

ومنذ سنوات يحرض المجلس الانتقالي الانفصالي، ومن خلفه دولة الإمارات على المنطقة العسكرية الأولى التي تنتشر قواتها في مناطق وأدي وصحراء حضرموت، وتحظى بدعم سعودي منذ عقود، حيث يرى الانفصالي أن هذه القوة العسكرية تشكل عقبة أمام مخططه للسيطرة على محافظة حضرموت وضمها إلى مشروعه الانفصالي.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024