الأخبار

لماذا تخشى مليشيا الحوثي من إقامة احتفالات شعبية بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة؟

تقارير | 21 سبتمبر, 2024 - 7:13 ص

يمن شباب نت ـ خاص

image

 

تعيش مليشيا الحوثي الإرهابية منذ مطلع فجر الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري، حالة هلع هستيرية، وانهزامية مبكرة أمام جسارة الجماهير التي كبُرت على خوفها، واختبرت مقياس شجاعتها في ذكرى الثورة العام الماضي، وخرجت للشارع بالآلاف مبتهجة بيوم إعلان ميلاد الجمهورية  وأفول نظام الإمامة والكهنوت، وتتطلع أن تعيد الكرة في ذكرى الثورة الـ 62 التي ستصادف الخميس القادم.

حالة هلع حوثية من سبتمبر وأي صلة به، انعكست  على الأرض حملات اختطافات مسعورة طالت العشرات من الناشطين والإعلاميين والسياسيين الذين استقبلوا الشهر باحتفالات مبكرة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أو أولئك الذين عبروا عن عزمهم الاحتفال بالمناسبة الوطنية الكبيرة.

لم تكتفِ مليشيا الحوثي بحملات الاختطاف التي تزداد وتيرتها كلما اقتربنا من يوم الثورة، بل تعدت ذلك إلى ترهيب عشرات الناشطين واستدعائهم عبر الأمن والنيابات، وإصدار توجيهات إلى المدارس والجامعات والمعاهد والمؤسسات بمنع إقامة أي فعالية احتفالية بالمناسبة، كما أقرت خطة زمنية طويلة لاحتفالاتها بذكرى انقلاب 21 سبتمبر تمتد حتى 28 من الشهر، مافهم أنها محاولة لتغييب ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة وتجريم المحتفلين بها.

اختطافات واسعة

شنت مليشيا الحوثي خلال الأيام الثلاثة الماضية، حملة واسعة طالت أكاديميين وناشطين وإعلاميين ومشايخ وقيادات في حزب المؤتمر في أمانة العاصمة (شمال)، وإب  (وسط)، في محاولة منها لقمع وإرهاب السكان من القيام بأي ترتيبات لتنظيم فعاليات شعبية بذكرى الثورة.image

وقالت مصادر محلية لـ "يمن شباب نت"، إن مليشيا الحوثي اختطفت خلال اليومين الماضيين، العشرات بينهم قيادات حزبية ووجاهات قبلية.

وبحسب المصادر فإن المليشيا استهدفت كل من يدعو أو يعبر عن فرحته بثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة التي تناصبها العداء.

وأشارت المصادر أن حملات اختطافات أخرى طالت آخرين في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا بمافي ذلك ذمار والبيضاء ومناطق سيطرتها في تعز، دون خروج أسماء الضحايا إلى الإعلام.

خوف حوثي من إب

حالة الخوف والهلع الحوثية وماصاحبها من عمليات قمع، تجلت بصورة أكبر في محافظة إب منذ اليوم الأول من الشهر الجاري، حيث شنت مليشيا الحوثي حملة اختطافات طالت العشرات من الناشطين والتربويين في مركز المحافظة ومديرية السدة ومدن أخرى.

ووفقاً لمصادر "يمن شباب نت"، فإن مليشيا الحوثي اختطفت منذ بداية الشهر نحو 40 شخصاً، كما عمدت إلى التواصل مع إعلاميين وناشطين واستدعت آخرين إلى مراكز الشُرط والنيابات وهددتهم بالسجن حالة المشاركة في فعاليات احتفالية بذكرى الثورة.

وأضافت المصادر أن مليشيا الحوثي استقدمت قبل أيام قوات خاصة من صنعاء وذمار واستحدثت نقاط  تظهر وتختفي بين الحين والآخر في بعض شوارع مدينة إب، وذلك ضمن تخوفها من أي خروج شعبي في ذكرى الثورة، ولمحاولة إرهاب المواطنين.

المليشيا كانت قد افتتحت شهر سبتمبر بعقد لقاء مع مديرات مدارس البنات في مدينة إب، ووجهتهم بعدم إقامة أي فعالية ثورية في المدارس، التوجيهات ذاتها تم توجيهها للجامعات والمعاهد والمؤسسات.

image

ويرى الناشط "أحمد هزاع" أن الحملات المسعورة التي تقوم بها المليشيا في إب، تأتي في إطار مخاوفها من اندلاع احتجاجات واسعة في المحافظة التي شهدت عشية ذكرى الثورة العام الماضي، تظاهرات واسعة استمرت يومين، وسبقتها فعاليات مناهضة للحوثي كانت أبرزها فعالية تشييع الشهيد المكحل.

وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، مليشيا الحوثي تخشى إب، حيث يختبئ في نفوس الناس بركان غضب يوشك أن ينفجر ثورة لا تُبقي على أحد.

وتابع: المليشيا تستهدف إب ورمزيتها الثورية في محاولة يائسة منها لإطفاء جذوة الثورة في نفوس الناس، ولذا نراها اليوم تستهدف مدينة السدة مسقط رأس الشهيد علي عبدالمغني، وتختطف العشرات من نخبة المجتمع وناشطيه في محاولة لإرهاب الناس من إقامة الفعالية الثورية التي اعتادوا على إقامتها كل عام أو على الأقل إقامة فعالية باهتة تقام تحت عيونها.

وأشار "هزاع" إلى أن المليشيا مستعدة للمضي في حالة القمع إلى النهاية، حاثا أبناء المحافظة على أن يكونوا أكثر حذراً ولا ينخرطوا في أي صدامات أو احتكاكات مع المليشيا، مع الاحتفاظ بحقهم في الاحتفال بالمناسبة بكل الأساليب الفرائحية الممكنة.

لماذا يخشى الحوثي الاحتفاء بسبتمبر؟

"تخشى مليشيا الحوثي الاحتفاء بذكرى الثورة لأنها تمثل احتفاء باليوم الذي أسقط الحكم الامامي الكهنوتي البائد في شمال الوطن، وأنهى قرونا من الاستبداد والكهنوت والعنصرية والتخلف والفقر والجهل والمرض، وبات رمزاً للحرية والعدالة الاجتماعية، واحياءه يُعد تأكيداً على رفض العودة للحكم الإمامي ورفضا لانقلاب مليشيا الحوثي التي هي امتداد سياسي وفكري وتاريخي وسلالي للإمامة البغيضة"، كما يؤكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني.

ويضيف في بيان على منصة إكس "إن الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر يرمز إلى قيم الدولة والقيم الجمهورية التي تتعارض مع المشروع الحوثي الذي يسعى لعودة الإمامة وظلامها وغطرستها، وفرض نظام طائفي يستند إلى ولاية الفقيه وتقديس الرموز الدينية الايرانية، لذلك، تحاول المليشيا قمع هذه الاحتفالات، لأنها ترى في الثورة تهديدا لمشروعها الساعي إلى إعادة نمط الحكم الإمامي بواجهة جديدة، ولتجنب إثارة المشاعر المعارضة والنزعة الجمهورية لدى ابناء شعبنا اليمني".

وتابع الإرياني أن الاحتفال بثورة 26 سبتمبر له مدلولات سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية، إلى الجانب السياسي، تتعارض كلياً مع مليشيا الحوثي، فعلى المستوى الثقافي تسعى مليشيا الحوثي لفرض هوية ثقافية تتناسب مع أيدولوجيتها، بما في ذلك الترويج للولاء للولاية الإمامية والولي الفقية في ايران، بينما تمثل 26 سبتمبر رمزا للثقافة الوطنية اليمنية  العربية والتحرر من الحكم الإمامي الكهنوتي، كما تسعى مليشيا الحوثي لتغيير المناهج التعليمية لطمس ذكرى الثورة وتوجيه الأجيال الجديدة نحو قبول أيدولوجيتها المتطرفة، والاحتفال بالثورة يعيد تذكير الناس بتاريخهم وهويتهم الثقافية الوطنية.

وعلى المستوى الاقتصادي، يشير الوزير الإرياني، إلى أن الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر يذكّر بالحق في التوزيع العادل للموارد والتنمية الاقتصادية بعيدا عن الاحتكار الطائفي والفساد الذي تمارسه المليشيا الحوثية.

وترمز 26 سبتمبر على المستوى الاجتماعي، للوحدة الوطنية والتكاتف الشعبي ضد الظلم والطغيان، والاحتفاء به تقويض لجهود مليشيا الحوثي في تقسيم المجتمع على أسس طائفية ومذهبية، يؤكد الوزير الإرياني.

الثورة سلاح مواجهة

ويرى الصحفي والمحلل السياسي "سلمان المقرمي"، أن خشية الحوثي من الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، لأن مليشيا الحوثي النقيض السياسي والإقتصادي والثقافي والأخلاقي والاجتماعي للثورة.

وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، أن ثورة سبتمبر هو الحافز للشعب لمواجهة الحوثيين، فالاعتداد الشعبي بالجمهورية واليمنية هو السلاح الذي لابد أن يُشهر في وجه السلالة الهاشمية والحكم الكهنوتي الإمامي، كما فعل اليمنيون ذلك في قرون وعقود سابقة.

وأكد المقرمي، أن الجماهير ستتغلب على كل الإجراءات القمعية الحوثية، وستحتفي بثورتها كما يجب، لأن لها تجارب ناجحة في الخروج على الحوثي، مستدلاً بالتظاهرات الشعبية التي شهدتها محافظات إب وصنعاء والحديدة في ذكرى الثورة العام الماضي، فضلاً عن الفعاليات الاحتجاجية والمناهضة للحوثي التي برزت بشكل ملفت في محافظة إب على وجه الخصوص وكانت أبرزها تلك التي خرجت في تشييع الشهيد المكحل.

وتابع: الحوثي سيمضي في القمع حتى النهاية، لكنه سيفشل في مواجهة الجماهير، لأنه لم يعد له رهبة في نفوس الشعب الذين كسروا كل حواجز الخوف وباتوا أكثر جرأة للمواجهة.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024