الأخبار

شمال غزة يباد.. الأمم المتحدة تحذر: هجمات إسرائيل المروعة تهدد بإنهاء الوجود الفلسطيني

‫غزة‬| 21 أكتوبر, 2024 - 6:14 م

image

الاحتلال الإسرائيلي يجبر المئات من الفلسطينيين في مخيم جباليا على إخلاء منازلهم والنزوح قسراً (الأناضول)

حذر مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من احتمال أن تؤدي هجمات إسرائيل والقيود التي تفرضها والتهجير القسري الذي تمارسه شمال غزة إلى "إنهاء الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة"، في حين حذّر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من انهيار كامل لمستشفيات شمالي القطاع.

وأوضح المكتب في بيان، الاثنين، أن "الهجمات التي تشنها إسرائيل في شمال غزة، مروعة"، مضيفا، أن الحياة أصبحت "مستحيلة" بالنسبة للمدنيين المحاصرين في شمال غزة، وأن الكثير من السكان على حافة المجاعة بسبب النزوح القسري المتكرر والقيود الشديدة المفروضة على الوصول إلى إمدادات المساعدات الإنسانية الأساسية.

وأشار إلى أن إسرائيل تواصل قصف المنطقة ومهاجمتها بوحشية، لا سيما مخيم جباليا للاجئين وما حوله، لفتا إلى قيام القوات الإسرائيلية بتجريد العديد من المواطنين من ممتلكاتهم قبل حلول فصل الشتاء وتدمر المنازل والمدارس التي تستخدم كملاجئ.

والاثنين، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة.

في السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الصمت الدولي المريب عن تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لـ"خطة الجنرالات" في شمال قطاع غزة مشاركة فعلية في الجريمة.

وأضافت حركة حماس أن على المجتمع الدولي التحرك العاجل لوقف المذابح بحق الفلسطينيين شمالي القطاع، وأشارت إلى أن خطة الجنرالات، التي تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها، وصفة إبادة متكاملة الأركان، وتهجير قسري وتطهير عرقي.

ولفتت الحركة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت، منذ 21 يوما، دخول أي مواد إغاثية إلى مخيم جباليا وشمال القطاع، وأنها تستمر في قصف الأحياء والمنازل وتدمير آبار المياه وقطع الاتصالات والتواصل مع العالم الخارجي.

وأظهرت مقاطع بثتها وسائل إعلام عبرية اليوم الاثنين إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي المئات من الفلسطينيين في مخيم جباليا على إخلاء منازلهم والنزوح قسراً إلى مناطق أخرى من شمال القطاع وإلى خانيونس جنوبا.

ويشير المشهد إلى مضي الاحتلال في تنفيذ ما تسمى "خطة الجنرلات" القاضية بتهجير سكان شمال القطاع كلياً تحت وطأة التهديد العسكري وعمليات الإبادة بالقصف الجوي والتوغل البري المترافق مع حصار مشدد ومطبق على المخيم الأكبر في القطاع.

وخلال الساعات الأخيرة، تداولت وسائل إعلام عبرية مقاطع تهجير الفلسطينية مرفقة إياها بتعليقات لا تخلو من الاحتفاء بكسر صمود هؤلاء المدنيين وإجبارهم على النزوح. وذهب بعضها إلى نسب هذا "النجاح في التهجير القسري" إلى استشهاد زعيم حركة حماس يحيى السنوار.

وقالت قناة "كان" العبرية في تعليقها على مقطع فيديو يظهر فيه تجمع كبير من السكان وهم يسيرون إلى وجهة غير معروفة: "الفلسطينيون يرفعون علماً أبيض ويمرون عبر نقاط التفتيش بالقرب من جنود الجيش الإسرائيلي".

وقال مراسل "العربي الجديد" إن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسع اليوم الاثنين من عمليته البرية في محافظة شمالي قطاع غزة والتي دخلت يومها السابع عشر، وبات يسيطر بالقوة النارية على المحافظة بشكل كامل، بما فيها مخيم جباليا، وبلدات جباليا، وبيت لاهيا، والمشروع، وبيت حانون، والمناطق الغربية.

وأضاف: "خلال حصار المدارس ومراكز الإيواء في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، طلب جيش الاحتلال من الرجال ما بين 16 و60 عاماً تسليم أنفسهم، وأجبر النساء والأطفال على سلوك الطريق الشرقي باتجاه شارع صلاح الدين، وطلب منهم الذهاب جنوباً".

المستشفيات مهدّدة بانهيار كامل

في الأثناء، حذّر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، من انهيار كامل لمستشفيات شمالي قطاع غزّة، وخروجها عن الخدمة خلال أشدّ أوقات الطوارئ صعوبةً وأقساها مع استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي وتكثيفه لليوم السابع عشر على التوالي في المحافظة.

وأكد تعمد قوات الاحتلال قصف الطوابق العليا لمستشفيات العودة والإندونيسي واستهدافها ومحاصرة المرضى والأطقم الطبية فيها قبل يومين في الوقت الذي صعدت عمليات قصفها ووتيرة استهدافها للأحياء السكنية ومنازل المدنيين فوق رؤوس ساكنيها.

ونبّه المركز في بيان إلى تكرار الاستهداف المتعمد للمستشفيات في قطاع غزّة، وقصفها وقتل من فيها من مرضى وطواقم طبية ونازحين وحصارها وإخلائها بالقوة، على الرغم من محاولات إعادة التأهيل الجزئية لبعض تلك المستشفيات، إلا أنّ قوات الاحتلال تُصرّ على استهدافها المرة تلو الأخرى، وترك المدنيين بلا مستشفيات تعالجهم وهو ما يشكل جزءاً من جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتفرض قوات الاحتلال حصاراً صارماً تحرم فيه السكان المدنيين في شمال قطاع غزة من أي إمدادات أساسية تنقذ حياتهم، وتؤكد عبر أوامر الإخلاء القسري سعيها لإفراغ ما تبقى منهم باستخدام الجوع والحرمان من العلاج سلاحاً لتحقيق أهدافها العسكرية، ما يعكس إمعانها واستمرارها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وفق المركز الحقوقي الفلسطيني.

وأشار المركز إلى أنه بعد مضي أكثر من أسبوعين على الهجوم العسكري المكثف، ورفض السكان مغادرة بعض الأحياء السكنية المحاصرة في مدينة جباليا ومخيمها وباقي مناطق محافظة شمال قطاع غزة التي باتت معزولة تماماً عن مدينة غزة.

وقال إن عشرات الآلاف من المدنيين أصبحوا عالقين في منازلهم بين الموت والجوع، بدون أبسط مقومات الحياة الأساسية، بعد تقييد وصولهم إلى الغذاء والمياه، وقطع الاتصالات والإنترنت عنهم، واستهداف وتهديد المستشفيات بالإخلاء قسراً ووقف خدماتها العلاجية رغم تدفق أعداد كبيرة من الإصابات الحرجة إليها، وتكدس عشرات الجثث للقتلى المدنيين فيها.

وبسبب الحصار المطبق واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية يخشى من خروج المستشفيات الثلاثة، كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي، عن العمل وتعرضها لظروف تشابه إخلاءها في نوفمبر وديسمبر2023، فهي الآن تعمل بأقل من الحد الأدنى من قدراتها، وبإمكانيات منهكة، جراء الاستهداف سابقاً، والنقص الحاد في الأطقم الطبية، وإمدادات الوقود، والأدوية، والغذاء.

ولفت إلى أن يهدد حياة جرحى العدوان وما يزيد عن 285 مريضاً يرقدون في هذه المستشفيات، بينهم ثمانية أطفال حديثي الولادة وخمسة بالغين في أقسام العناية المركزة، ونحو 161 مريضاً موجودون في أقسام الطوارئ، الكثير منهم في حاجة عاجلة إلى إجراء عمليات جراحية متقدمة، من قبيل جراحة الأعصاب وجراحة الأوعية الدموية وجراحة العيون والطب التجميلي، وهي خدمات غير متوفرة في هذه المستشفيات، وفق مجموعة الصحة في فلسطين.

ومع تصاعد عمليات القصف في اليومين الماضيين وإعلان قوات الاحتلال توسيع عمليتها العسكرية، تتأثر خدمات صحية مهمة في أقسام الولادة التي ما تزال تقدم خدماتها في مستشفيي كمال عدوان والعودة ضمن أسوأ حالات الطوارئ، ما يجعل حياة المواليد الجدد في الحاضنات والنساء اللواتي يعانين مضاعفات الحمل على المحك.

وأعرب المركز عن خشيته الكبيرة على حياة أكثر من 9 آلاف سيدة حامل في المناطق المحاصرة وذلك مع توقف العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية البالغ عددها 25 مركزاً في محافظة شمال غزة.

وشدد المركز على أنّ ترك المنظومة الصحية في مناطق شمال قطاع غزة تواجه خطر الانهيار الكامل، وحصار منشآتها واستهدافها من قبل القوات المحتلة يعتبر بمثابة حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى، يخالف القوانين الدولية والإنسانية.

ودعا المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، إلى إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية، وإرغامها على وقف هجومها العسكري، واتخاذ التدابير الواجبة لحماية المدنيين والمدنيات والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك التوقف عن استهداف المنشآت الطبية بشكل فوري.

وأكّد المركز ضرورة الضغط على قوات الاحتلال من أجل فتح مسارات متعددة لإخلاء المرضى والجرحى من ذوي الحالات الحرجة وإدخال الإمدادات بالغة الأهمية إلى سكان محافظة شمال قطاع غزة، وتأمين الاستجابة الإنسانية الآمنة لهم.

وطالب المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية بالتحلي بمسؤولياتها والضغط من أجل حماية المستشفيات واستمرار عملها في تقديم الخدمات الصحية في مناطق شمال قطاع غزة، وتقديم المساعدة والدعم الكامل لها.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي عن بدء اجتياح لهذه المناطق، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة، أكثر من 142 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.​​​​​​​

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: يمن شباب نت + الأناضول+ العربي الجديد

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024