الأخبار

كيف يحمي الاحتلال الإسرائيلي عصابات منظمة لسرقة المساعدات في غزة؟

‫غزة‬| 19 نوفمبر, 2024 - 12:27 ص

يمن شباب نت

image

نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مصادر مختلفة معلومات تؤكد وجود عصابات منظمة تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية في مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن منظمات إغاثة وشركات نقل أكدت أن العصابات المنظمة قتلت واختطفت سائقي شاحنات مساعدات بمحيط معبر كرم أبو سالم.

وأكدت تلك المنظمات أن أعمال النهب أصبحت العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات بالجزء الجنوبي من غزة، وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية رفضت معظم الطلبات باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل في غزة، كما رفضت مناشدات بالسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات.

وقالت واشنطن بوست إن مذكرة داخلية للأمم المتحدة أكدت أن عصابات سرقة المساعدات في غزة "تستفيد من تساهل إن لم يكن حماية من الجيش الإسرائيلي"، وأن قائد عصابة أنشأ ما يشبه قاعدة عسكرية بمنطقة سيطرة للجيش الإسرائيلي.

ووفقا لتلك المذكرة فإن ياسر أبو شباب هو الطرف الرئيس في النهب المنظم للمساعدات في غزة. وأشارت الصحيفة نقلا عن عمال إغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة إلى أن قوات إسرائيلية كانت على مقربة من عمليات نهب في غزة ولم تتدخل.

في المقابل، نقلت واشنطن بوست رد الجيش الإسرائيلي الذي نفى الاتهامات بالتساهل والسماح بعمليات نهب المساعدات في غزة، وقال في بيان إنه "ينفذ إجراءات مضادة ضد لصوص المساعدات مع التركيز على استهداف الإرهابيين".

وقال مسؤول أميركي للصحيفة إن عمليات النهب هي أكبر عقبة أمام توزيع المساعدات في غزة، وأكد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تقف وراء تلك الهجمات.

كما أكد مسؤول في منظمة إغاثة دولية كبرى عدم تسجيل أي تدخل من حماس في برامج المنظمة سواء في شمال القطاع أو جنوبه.

نهب 109 شاحنة

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الإثنين، أن قافلة مؤلفة من 109 شاحنات "تعرضت لعملية نهب باستخدام العنف" عقب دخولها إلى قطاع غزة في 16 نوفمبر الجاري.

وقالت المسؤولة بالطوارئ التابعة للوكة الأممية، لويز واتريدج، لوكالة رويترز، إن عمليات النهب نجم عنها "فقدان 98 شاحنة".

وأضافت أن القافلة المحملة بالمواد الغذائية من "الأونروا" وبرنامج الأغذية العالمي، "تلقت أمرا دون فترة إعداد كافية من إسرائيل، بالدخول عبر طريق غير معتاد من خلال معبر كرم أبو سالم".

تحركت أجهزة وزارة الداخلية في غزة أمس الإثنين في مواجهة عصابات إجرامية وقتل أكثر من 20 من عصابات لصوص شاحنات المساعدات في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية. وفق ما نقلت قناة الأقصى.

وأشارت القناة، أن العملية الأمنية لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات، مضيفة "أن الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص".

وأكدت أن، الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك.

الاحتلال الإسرائيلي يحمي العصابات

وتخضع المناطق التي تحدث فيها عمليات سرقة الشاحنات التي تقل المساعدات لسكان غزة بالكامل للسيطرة الإسرائيلية، وهي مناطق قريبة من معبر كرم أبو سالم على أقصى الحدود الشرقية لمدينة رفح، حيث تنتشر على مقربة منها وعلى بعد عشرات الأمتار قوات كبيرة من جيش الاحتلال، تشارك منذ أكثر من ستة أشهر في عملية التوغل البرية في مدينة رفح.

ومنعت قوات الاحتلال حتى قبل احتلال مدينة رفح، أي قوة شرطية من غزة المشاركة في تأمين قوافل المساعدات، ونفّذت أكثر من مرة هجمات من خلال غارات جوية على عربات الشرطة وقتلت من فيها، خلال مهمات تأمين شاحنات تتبع منظمات أممية.

وبسبب غياب الأمن في تلك المناطق، يقوم أفراد مسلحون يقفون على مقربة من جنود الاحتلال، حسب ما أبلغ سائقو الشاحنات، بسرقة ونهب العديد من شاحنات المساعدات في طريق مرورها إلى قطاع غزة.

وزات وتيرة عمليات السرقة بشكل خطير جدا أخيراً، وهو أمر دفع بالعديد من المنظمات الأممية إلى تعليق عمليات استلام المساعدات، خشية من عمليات النهب.

وفي دلالة على شراكة الاحتلال في هذه المعضلة التي تزيد من مستويات الجوع في غزة، ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يسمح لمسلحين فلسطينيين في قطاع غزة بنهب وجباية مبالغ إتاوة، من شاحنات المساعدات.


المصدر: واشنطن بوست + مواقع إلكترونية

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024