الأخبار
Image Description

سلمان المقرمي

عن الخدمات الحكومية في اليمن وقطاع غزة

‫كتابنا‬| 28 أكتوبر, 2024 - 9:00 م

 

يقال: "والحق ما شهدت به الأعداء"، ولكن الأهمّ ما يلمسه الشعب قبل غيره من الأعداء، فلا ثقة أصلا في العدو وما يقوله سواء كان يريد تضخيم عدوه، أو الاعتراف فعلا به. يقول تقرير حديث لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن حكومة الظل في حماس في قطاع غزة، ما زالت فعّالة بقوة، ويعرف التقرير حكومة الظل وأنشطتها بأنها الخدمات الإدارية والأساسية العامة، مثل النظافة وفتح الطرقات وتقديم الخدمات اللازمة من صحة وتعليم وخدمات طوارئ بما فيها قيام وزارة المالية بصرف مرتبات نقدية لموظفي الحكومة بالقطاع. 

يقول التقرير "يبذل العاملون جهودًا لمواصلة جمع القمامة، وتجديد البنّية التحتية الأساسية مثل المياه، والصرف الصحي، والكهرباء، والطرق. وفي مناطق أخرى، شكلت الحركة لجان طوارئ لتحل محل مؤسسات الحكومة المحلية المنهارة بما فيها لجان للدفاع المدني". 

ويستشهد التقرير بأن ما يصفه حكومة الظل في قطاع غزة التابعة لحماس وهي بتوصيف التقرير من أعضاء حماس وموظفيها "غير المنخرطين بالجانب العسكري في أغلبيتهم"، نفذت حملة تطعيم ضد شلل الأطفال لكل أطفال القطاع في غضون خمسة أيام فقط، لعدد 550 ألف طفل. ثم يصفها "فعالية لافتة للانتباه".

يعترف التقرير الذي يتحدث عن حكومة الظل في قطاع غزة بأن كل شيء تدمر على يد الاحتلال، والعمليات العسكرية مستمرة بصورة أبشع من بداية الحرب، كما يعرف الجميع من متابعة الأخبار، ولكن المرافق المدنية تدمرت: 87% من المدارس مدمرة، 17 مستشفى فقط ما زالت تعمل تحت الحرب والقصف من أصل36، وبعض هذه المستشفيات أعيد أصلا ترميمها بسرعة أكثر من مرة مثل مستشفى الشفاء الشهير بالقطاع، وأيضا الطرق مُدمّرة، والدفاع المدني انتهى تقريبًا، والمرافق الحكومية مدمرة كليًا، لكن إرادة المقاومة في خدمة الشعب الفلسطيني الذي تعده أهم مكونات المقاومة، يستحق من المقاومة بذل جهود مضاعفة للتخفيف عنه.

يصف التقرير أن الخدمات في المجالات المدنية في القطاع، تجعل السكان يؤمنون بأن حكومة حماس هي الأكثر فعالية لخدمتهم، وأنه لا بديل عنها في إدارة الخدمات المدنية مهما حاول الاحتلال تدميرها، ليس لأن كل الناس متضامنون معها لدفاعها عنهم، ولكن لفعالية وكفاءة إدارتها. ومن يستطيع أن يصدق أن حكومة غزة التي كانت تديرها حماس مازالت تواصل تقديم الخدمات التعليمية في ظل النزوح القسري المستمر منذ سنة وشهر؟.

عند المقارنة بين الخدمات المدنية التي تقدمها المقاومة الفلسطينية وبين ما تقوم به الحكومة اليمنية، ومكوناتها المختلفة خاصة التي ضحت بعشرات الآلاف شهداء وجرحى في مواجهة الاحتلال الإيراني على المستوى العسكري، وبين خدماتها في المجالات المدنية، يصاب أي يمني بإحباط بالغ، ويعده تنكرًا واضحًا لتضحيات المقاتلين الأبطال في جبهات القتال العسكرية.

إن المقارنة بين المقاومة اليمنية والفلسطينية في المجال العسكري، تعد مقبولة نوعًا ما وعند حدود معينة، لكن المقارنة في الخدمات المدنية، يجعل أي شخص يصف بلا تردد أن الحكومة اليمنية بمؤسساتها الرسمية وبالقوى السياسية والاجتماعية المكونة لها، تقترب من حالة العداء مع الشعب اليمني، وربما عدو له تمامًا مثلما هو الحال مع الحوثيين.

يصف التقرير بأن حماس تعمل في كل الخدمات وتسبق أيًا كان يحاول أن يكون له دور مهم في المستقبل في قطاع غزة في الجانب الخدمي، وتنطبق عليهم: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024