أبعاد ودلالات زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى اليمن ولقائه الحوثيين في صنعاء (تقرير خاص)

[ أثار الحرب في اليمن - تعبيرية ]

يعكس الحراك الدبلوماسي الذي تشهده المنطقة، الاهتمام الدولي باليمن، إذا بدا واضحا هذه المرة فيما يبدو جدية المجتمع الدولي والأطراف لإنهاء الحرب في اليمن.

وبات واضحا أن الحراك الدبلوماسي الذي تشهده المنطقة وعدد من العواصم العربية هذه الأيام، قد يجعل من حل الأزمة اليمنية المستفحلة منذ أكثر من ثلاث سنوات أمرا ممكنا.

 وفي إطار هذه الجهود التي يبذلها عدد من الأطراف الإقليمية والدولية في سبيل البحث عن حل سياسي يفضي إلى إيقاف الحرب وإنهاء معاناة اليمنيين، وصلت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي "انطونا كالفو-بويرتا"، أمس الإثنين الماضي، إلى العاصمة صنعاء، على رأس وفد أوروبي رفيع المستوى يتكون من: سفير فرنسا "كرستيان تيستوت"، وسفيرة هولندا "يرماماريا"، ومبعوث خارجية مملكة السويد "هانس بيتر"، ورئيس القسم السياسي في البعثة الأوربية "ريكاردو فيلا"، وذلك للقاء بقيادات جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء).

وأوضحت كالفو بيورتا، في بيان صحفي، حصل "يمن شباب نت" على نسخة منه، أنها تقوم بزيارة لصنعاء "ضمن جهود الاتحاد الأوروبي في التواصل مع جميع الأطراف اليمنية لحثهم على الانخراط في حوار شامل وذو مصداقية للتوصل لتسوية سياسية للأزمة اليمنية".

وأكدت على أن الاتحاد الاوروبي "يدعم الجهود الاممية للتوصل لتسوية سياسية دائمة للأزمة اليمنية، ويدعو جميع الاطراف للانخراط وبنوايا حسنة مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث".

إقناع الحوثيين

وكشف مصدر لـ "يمن شباب" نت طلب عدم ذكر اسمه، إن الوفد، سيلتقي بالحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة منذ 21 سبتمبر 2014.

وأضاف أن الهدف من الزيارة، إقناع الحوثيين بالعودة لطاولة المشاورات والاستماع لوجهة نظرهم حول التسوية ضمن جهود الاتحاد الأوروبي في حث جميع الأطراف اليمنية على التوصل لتسوية مقبولة للجميع".

وأكد أن هذه الجهود محاولة لدعم جهود المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث الذي سيزور السعودية والإمارات خلال الأيام القادمة في أول جولة له للمنطقة منذ توليه مهامه.

ومن المتوقع أن تستغرق زيارة الوفد ثلاثة، أيام بحسب المصدر الذي أوضح أن الوفد سيصدر بيانا لاحقا حول طبيعة زيارته.

ويأتي وصول الوفد الأوربي إلى صنعاء للقاء قيادات حوثية ومسؤولين في حزب المؤتمر جناح صنعاء بعد لقاءات سرية مباشرة كشفت عنها وكالة رويترز، مطلع الأسبوع الحالي، جرت بين مسؤولين في الاستخبارات السعودية والناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام المتوكل في العاصمة العمانية مسقط، دون علم الحكومة اليمنية، حيث تمخضت بموافقة الحوثيين على تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف وعدم استحواذهم على اليمن كشرط لوقف الحرب.

وكانت الرئاسة اليمنية أكدت الاثنين الماضي، على ضرورة بناء الثقة بين أطراف الصراع، عن طريق الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وذلك خلال اجتماع عقده الرئيس عبدربه منصور هادي، مع هيئة مستشاريه، حسب وكالة سبأ اليمنية الحكومية.


فيما أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، خلال لقائه الرئيس هادي، أنه سيبذل جهود مضاعفة لإحلال السلام في اليمن، على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وفِي مقدمتها القرار 2216.

أفكار جديدة لإحياء السلام

في عضون ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي علي الفقيه في تصريح لـ"يمن شباب نت"، "إن الزيارة تحمل مؤشرات أن المجتمع الدولي لديه أفكار جديدة لإحياء عملية السلام في اليمن ويريد مناقشتها مع مختلف الأطراف ومن ضمنهم الحوثيين وحزب صالح، كما أنه تمهيد للجولة التي من المقرر أن يقوم بها المبعوث الأممي الجديد".

ولفت إلى أن سفيرة الاتحاد الأوروبي التقت بالمسؤولين في الحكومة الشرعية والأحزاب المؤيدة لها في الرياض، ومن الطبيعي أن تنتقل إلى صنعاء للاستماع للحوثيين، فهم طرف رئيسي في الحرب".

وأشار إلى أن الزيارة تحمل مؤشر على أن المجتمع الدولي لم يعد لديه مزيد من الصبر على استمرار الحرب في اليمن وأن تأخر الحسم العسكري ينعش بورصة تسوية سياسية قد لا تكون مرضية لطرف الشرعية، بقدر ما أنها باتت ضرورية مع تفاقم حالة التدهور في الأوضاع الإنسانية، وتلاشي ملامح حضور الدولة في معظم المناطق المحررة التي باتت تتنازعها فصائل مسلحة تعمل على الضد من الحكومة الشرعية".

إثراء تصورات الحل السياسي

من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي لـ"يمن شباب نت" أن زيارة الوفد الدبلوماسي الأوروبي ربما تكون استكمالاً للمهمة التي بدأتها رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي والتي زارت صنعاء العام الماضي، بهدف حشد التأييد وجمع الوجاهات في جلسات حوار في بروكسل بهدف إثراء التصورات الخاصة بالحل السياسي للأزمة.

وذكر أن التصور ذاته لا يزال يهيمن على نظرة الغرب للأحداث في اليمن، حيث يجري التركيز على نشاط تنظيم القاعدة الذي تراجع دوره إلى حد كبير، ويجري النظر إلى الحوثيين بأنهم أحد الأدوات الفاعلة في مواجهة هذا التنظيم، وهو التصور الذي سمح بانهيار العملية السياسية في اليمن والانقلاب على اتفاق الحل من جانب الحوثيين وشريكهم صالح.

وأضاف "في جانب منها تعبر هذه الزيارة عن أولويات الاتحاد الأوروبي، الذي يركز بصورة خاصة على التداعيات الإنسانية للحرب، نتيجة الضغوط التي تتعرض لها الحكومات الغربية".

وتابع "لكنني أعتقد أن زيارة كهذه إذا لم يتسع أفقها وتشمل مناطق ومحافظات أخرى فإنها ستكون بمثابة دعم سياسي غير مستحق للحوثيين، الذين يواجهون تحديات هائلة وضغوطات عسكرية ونزيف كبير في شعبيتهم نتيجة الإخفاق في معالجة المشاكل الاقتصادية والمعيشية المزمنة والفشل في صرف المرتبات".

ثلاثة شروط

وكان مستشار الرئيس اليمني وعضو لجنة المفاوضات الدكتور محمد العامري، حدد ثلاثة شروط لاستئناف الحوار بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي الانقلابية.

وقال في تصريح لصحيفة «عكاظ» السعودية، "إن الدخول في حوار يتطلب ثلاثة إجراءات لبناء الثقة تتمثل في (الإفراج عن جميع الأسرى والمخفيين قسرا، فك الحصار عن المدن والمحافظات بما فيها تعز، والالتزام بوقف استهداف الأراضي السعودية).

ونفى العامري وجود أية حوارات في الوقت الراهن مع الميليشيات الحوثية.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر