نزاهة وتجرد


صلاح م. إسماعيل

النزاهة والتجرد أن تحدد موقفك من بلد ما وفق علاقتها ببلدك سلبا أو ايجابا، وليس وفق الايدلوجيا. من يقف مع قطر من أيدلوجيا لا يختلف عمن يقف ضدها من أيديولوجيا مقابلة.
 
لا يمكن اعتبار إعلان و طلب موقف عدائي من قطر كل مرة نذكر التحالف إلا كموقف أيدلوجي، وليس من حرص على الوطن و كشكل كالتجرد وحشر الوطنية في هذا الأمر شيء مستغرب. فما دخل الوطن بالمطالبة بتحديد موقف عدائي من دولة لم تمس بلدي بسوء. الوطن ليس الأيديولوجيا التي تعتنقها.
 
أما عن نية قطر للتدخل سلبا في اليمن مستقبلا نكاية بالسعودية، فالمواقف ليست بطاقة دفع مسبق ولا تحدد بالنيات بل بالأعمال. حين تقوم بذلك الدور سنكون لها بالمرصاد.
 
إن التابع أو العميل لدولة أخرى سيقف معها بالكلمة في كل الأحوال، حين لا تضر بلده و حين تضرها، أي أن الموقف لا يتحدد بطبيعة دورها و علاقتها مع بلده سلبا أو ايجابا، بل بمصلحته الشخصية منها.
 
في المقابل لا يمكن أن يكون عدم مهاجمة دولة لا تمارس أدوار سلبية و تدميرية في بلدك، معيار لعدم تبعيتك أو عمالتك لها. لماذا أضطر لمهاجمة دولة لا تعطيني المبرر لذلك بعدم تدخلها المباشر في بلدي؟
 
هل أقوم بذلك لكي اثبت نزاهتي و تجردي و عدم انحيازي حين أهاجم دولة أخرى بسبب تدخلها و مشروعها في اليمن!

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر