هتلر اليمني وبئس المصير


أحمد الجارالله

حين انقلب عبد الملك الحوثي على الشرعية اليمنية، توهم أن لا أحد من حوله يمكنه التصدي له وتأديبه هو ومشغله الإيراني.

 

وحين بدأت عملية دحر مشروع نظام الملالي التوسعي في الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية، عبر تحرير الجيش الوطني والمقاومة اليمنية وبدعم من التحالف العربي، اليمن من فلول الانقلابيين، لم يجد المأفون الحوثي غير كهف أو سرداب يختبئ فيه، تماما كما هي حال نظيره في العمالة اللبناني حسن نصرالله، حيث يخرجان علينا بين الحين والآخر مطلقين التصريحات النارية التي تحمل في طياتها الكثير من الألم طبقا للمثل الشعبي «الصراخ على قدر الألم».

 

بات واضحا للجميع في هذا العالم ان عملاء إيران لا يمكنهم العيش الا في السراديب والأقبية والكهوف كتعبير أمين عن حقيقة أفكار نظام الملالي الذي مازال قادته يعيشون سياسيا في كهوف العصور الوسطى حيث تتوالد أوهام التوسع في عتمة التخلف وهي ليست صالحة للواقع المخالف لكل ما يحاولون تصويره لأتباعهم المغرر بهم.

 

أصدق تعبير عن حال اليأس المستبدة بالحوثي جراء الهزائم المتتالية لعصاباته، دعوته إياها لقتل مخالفيه حتى في دور العبادة والمساجد، وهو بذلك يسقط آخر أقنعة التأسلم التي تقنع بها في السنوات الماضية، معلنا صراحة استباحة بيوت الله، متماهيا بدعوته هذه مع الزعيم النازي ادولف هتلر الذي أعمى بصيرته السكن في أحد سراديب برلين وأودى به الى جنون العظمة وجعله يرتكب المجازر ضد ملايين الأبرياء في هذا العالم.

 

اليوم، يتكرر المشهد الإجرامي النازي لكن بثوب حوثي نسجه الخياط الإيراني لساكن الكهوف هتلر اليمني المتفاخر بالعمالة لطهران، مستخدما النبرة واللكنة الفارسية ذاتهما مثل نصرالله، لكن إذا كان الأخير استطاع مصادرة قرار لبنان في مرحلة ما، محاولا بيع نصفه الى ايران، فان الحوثي لم ولن يستطيع بيع اليمن في ظل تصدي التحالف العربي ومقاومة الشرعية اليمنية للمخطط الإيراني.


هذه الحقيقة كانت أهم أسس استناد المجتمع الدولي لرفض الانقلاب واستمراره الاعتراف بالشرعية ما أدى إلى الحد من الاندفاع الإيراني نحو احتلال تلك المنطقة المهمة من العالم العربي، بل ان هذا المجتمع ما يزال يجدد دعمه للتحالف العربي والجيش والمقاومة الوطنية في عملية تحرير اليمن.

 

دعوة الحوثي أنصاره إلى ملاحقة المعارضين وقتلهم في المساجد ليست مستغربة بعدما رأى العالم إقدامه وبتوجيه مباشر من قادة نظام الملالي على محاولته قصف مكة المكرمة والأماكن الإسلامية المقدسة في السعودية بصواريخ إيرانية، فمن يستبح أقدس بقع الأرض ومهوى أفئدة مليار ونصف المليار مسلم يهن عليه تدنيس المساجد، لكن كما للبيت العتيق رب يحميه، أيضا للشعب اليمني شرعية وجيش وطني ومقاومة ودول عربية تحميه وتحرره من اسر عصابات العمالة الإيرانية، وليست شمس الحرية اليمنية ببعيدة، فلابد أن تشرق قريبا وينكشف الحوثي ولصوصه أجمعين.


*السياسية الكويتية

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر