الأخبار

بوليتيكو: العملية العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في البحر الأحمر الأكثر توسعًا واستمرارًا منذ الحرب على "داعش"

ترجمات| 8 أغسطس, 2024 - 9:35 ص

يمن شباب نت: ترجمة خاصة

image

وصفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، اليوم الخميس، العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر بأنها "الأكثر توسعاً واستمراراً منذ الحرب الجوية على "داعش" في العراق وسوريا التي بلغت ذروتها في 2016 ـ 2019م".

جاء ذلك في تقرير لها ـ ترجمه يمن شباب نت ـ سلطت من خلال الضوء على الكلفة المالية للعملية البحرية الأمريكية في البحر الأحمر ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وذكرت الصحيفة، أن ادعاء الرئيس جو بايدن، أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب في أي مكان في العالم، غير دقيقة، مشيرة إلى أن "هناك نقطة ضعف كبيرة تعترض هذا الادعاء وهي ما يحدث منذ ما يقرب من عام في سماء البحر الأحمر".

وتقود الولايات المتحدة الأمريكية، تحالفاً عسكرياً بحرياً متعدد الجنسيات تحت مسمى "حارس الإزدهار" الذي أعلن في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، بهدف التصدي للهجمات الحوثية التي تستهدف سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وقالت الصحيفة، إنه ومع تركيز انتباه العالم على الانتخابات الرئاسية الأمريكية والصراعات الأكثر أهمية مثل الغزو الروسي لأوكرانيا وحرب إسرائيل في غزة، دفع المعركة في البحر الأحمر إلى الخلفية، ولكن الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل في الأيام المقبلة سيعتمد بالتأكيد بشكل كبير على الوكلاء في لبنان واليمن، مما يضع السفن الأمريكية في المنطقة في وسط القتال.

وقال نائب الأدميرال جورج ويكوف، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية، في حديثه خلال فعالية افتراضية يوم الأربعاء، إن الحوثيين مسلحون جيدًا ولديهم خطوط إمداد قوية ومتسقة إلى إيران، "ويبحثون عن سبب لاستخدامها".

وفي حين تزعم الجماعة أن هجماتها الأخيرة على الشحن التجاري في البحر الأحمر تستهدف السفن الإسرائيلية، فإن الواقع هو أنهم يهاجمون أي شيء يمكنهم ضربه. وقال ويكوف إن 25 سفينة مدنية تعرضت لهجمات من قبل الحوثيين بين عام 2016 وأكتوبر 2023.

وتعمل البحرية الأميركية على إسقاط معظم الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تستهدف الشحن التجاري، الأمر الذي يتطلب من الولايات المتحدة نشر سفن حربية في البحر الأحمر لعدة أشهر. وقال ويكوف إن عمليات النشر الممتدة "ستؤثر على قرارات [الانتشار] بعد عامين من الآن، أو ثلاثة أعوام من الآن" في جميع أنحاء العالم.

وقال النائب جو كورتني من ولاية كونيتيكت، وهو الديمقراطي الأبرز في لجنة القوات المسلحة البحرية بمجلس النواب، إن العمليات الموسعة ستضع ضغوطا على المشرعين لرفع ميزانية البنتاغون بأكثر مما سعت إليه إدارة بايدن للعام المقبل.

وقال كورتني "أعتقد أنه من الواضح أننا سنضطر إلى التعامل مع مسألة زيادة الحد الأقصى"، مضيفًا أن المشرعين قد يحتاجون إلى مناقشة ما إذا كان سيتم إضافة مبلغ إضافي إلى هذا الحد. وأضاف كورتني أن عمليات الانتشار القتالية الموسعة "تضغط على قواتنا البحرية".

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأمريكية، أطلقت نحو 800 صاروخ وسبع جولات من الضربات الجوية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، منذ نوفمبر/تشرين الثاني، فيما أصبحت الحملة العسكرية الأكثر استدامة للقوات الأمريكية منذ الحرب الجوية ضد داعش في العراق وسوريا والتي بلغت ذروتها في 2016-2019.

وذكرت أن السفن البريطانية والفرنسية والهولندية واليابانية، أبحرت إلى جانب السفن الحربية الأميركية على مدى الأشهر التسعة الماضية، على الرغم من أن الجزء الأكبر من العملية كان على متن السفن الأميركية.

وأضافت "يوما بعد يوم، كانت البحرية الأميركية في المقام الأول هي التي تقاتل موجات من الطائرات بدون طيار الرخيصة المنتجة بكميات كبيرة والتي أطلقها الحوثيون لاستهداف السفن في البحر الأحمر. ويوم بعد يوم تستمر الطائرات بدون طيار في الوصول، مما يضطر الجيش الأميركي إلى حرق مئات الصواريخ التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات في مهمة لا نهاية لها في الأفق".

وتابعت: "إنها معركة برزت باعتبارها العملية العسكرية الأكثر توسعًا واستمرارًا التي تخوضها الولايات المتحدة حاليًا، وهي حملة تخاطر باستنزاف الذخائر التي يفضل البنتاغون تخزينها لمواجهة محتملة مع الصين. كما تتناقض في بعض النواحي مع إعلان بايدن الشهر الماضي، عندما أعلن أنه ينهي حملته لإعادة انتخابه، أنه أول رئيس في هذا القرن "يبلغ الشعب الأمريكي أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب في أي مكان في العالم".

وترى الصحيفة أن إيران تؤجج القتال إلى حد كبير بمساعدة بعض الشركات الصينية التي تبيع مكونات ذات استخدام مزدوج يمكن استخدامها في الطائرات بدون طيار وغيرها من المعدات، مما دفع إدارة بايدن إلى فرض عقوبات على الحوثيين والأفراد والشركات الإيرانية، ورغم ذلك، تظل خطوط الإمداد إلى اليمن مفتوحة، حسب الصحيفة.

وتضيف الصحيفة: "ردا على المخاطر التي تهدد الشحن التجاري، أرست الولايات المتحدة حاملات الطائرات ومدمرات الدفاع الصاروخي في البحر الأحمر لعدة أشهر متتالية، وأنفقت الوقت والمال على معركة لا تكلف طهران الكثير وتسحب السفن والأصول من مهام أخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأماكن أخرى".

يقول جوناثان لورد، المسؤول السابق في البنتاغون وعضو مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن: "هناك تكلفة باهظة" تفرض على الولايات المتحدة لمواصلة مهمتها في البحر الأحمر، بما في ذلك "تكلفة استراتيجية حقيقية لجاهزية الولايات المتحدة، ناهيك عن التكلفة البديلة لقدرتنا على فرض القوة في العالم".

وتشير الصحيفة إلى وجود مهمتان متداخلتان للقوات الأميركية في البحر الأحمر. فمهمة Prosperity Guardian هي جهد دفاعي متعدد الجنسيات لحماية الشحن التجاري في الممر المائي، ومهمة Poseidon Archer هي حملة عقابية تديرها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتي تلاحق بنشاط أهداف الحوثيين في عمق اليمن.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن الجولات السبع من الغارات الجوية - التي شاركت فيها المملكة المتحدة - تتطلب موافقة بايدن و"دمرت قدرًا كبيرًا من قدرات الحوثيين"، بما في ذلك "العشرات من مرافق تخزين الأسلحة والمعدات، والعديد من مرافق القيادة والتحكم، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات، وطائرات الهليكوبتر المتعددة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه وخلال مهمة حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور الممتدة لتسعة أشهر في البحر الأحمر، أطلقت القوات الأمريكية أكثر من 135 صاروخًا من طراز توماهوك للهجوم البري، وهي أسلحة تكلف أكثر من مليوني دولار لكل منها، على أهداف حوثية في اليمن. كما أطلقت السفن 155 صاروخًا قياسيًا من أنواع مختلفة، تكلف ما بين مليوني دولار وأربعة ملايين دولار لكل صاروخ، لتدمير الطائرات بدون طيار.

وأضافت: "كما أطلقت طائرات إف-18 على متن حاملة الطائرات أيزنهاور 60 صاروخًا جو-جو و420 سلاحًا جو-أرض أثناء الضربات الدفاعية في البحر والأهداف على الأرض. وعادت حاملة الطائرات أيزنهاور وسفنها المرافقة إلى موقعها في فرجينيا في يوليو/تموز، وسلمت المهمة لمجموعة حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت، التي استمرت في إسقاط الطائرات بدون طيار بشكل يومي".

وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه وفي حين فرضت إدارة بايدن عقوبات على الشركات والأفراد الإيرانيين الذين يزودون الحوثيين بمكونات الطائرات بدون طيار والصواريخ، بمافي عقوبات 31 يوليو/تموز، التي استهدفت شخصين وأربع شركات فيما يتعلق بشراء الأسلحة، بما في ذلك "مكونات عسكرية" من شركات صينية، فإن بعض الجمهوريين، يقولون "إن الحل لمشكلة الحوثيين يتطلب المزيد من الضغوط على إيران".

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024