الأخبار

لماذا تمثل ثورة 26 سبتمبر مصدر إلهام لليمنيين لمقاومة الإمامة؟

تقارير | 5 سبتمبر, 2024 - 6:57 ص

يمن شباب نت ـ خاص

image

ما أن يحل شهر سبتمبر من كل عام، حتى تنبعث معه روح الحرية وجذوة الثورة من جديد في نفوس اليمنيين الذين يعيش بعضهم تحت سلطة مليشيا كهنوتية غاشمة، استلبت أحلامهم ودولتهم على حين غرة من الزمن.

يعود سبتمبر المجيد ومعه يعود اليمنيون أكثر فأكثر إلى أصالتهم الوطنية وروحهم الثورية، إذا يزداد اهتمامهم وتفاعلهم وتتسع احتفالاتهم وإحيائهم لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، رغم أوضاعهم المعيشية والاقتصادية البائسة.

وسط غضب شعبي يتراكم وقابلية ثورية تنتظر اللحظة المناسبة للانفجار في وجه الإمامة بنسختها الحوثية، وعلى وجه الخصوص في المناطق الخاضعة تحت احتلالها، يحتفل اليمنيون بثورتهم المجيدة دون خوف أو وجل من قمع أو تهريب أو قوة، مستلهمين الدروس من الأجداد الأحرار الذين مرغوا أنوف الأئمة في التراب وصنعوا مجداً لن ينساه التأريخ، بدحر عهد الإمامة وإعلان الجمهورية اليمنية.

يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى الـ 62 من ثورة الـ 26 من سبتمبر وهم في معركة مستمرة منذ 10 سنوات لا يخالطها يأسٍ أو ملل، مع الإمامة بحلتها الجديدة، وكلهم أمل أن تلمم المكونات الاجتماعية والسياسية صفوفها وتوحد جهودها صوب هدف واحد يتمثل في إسقاط الإمامة بنسختها الحوثية وتحطيم أوهامها في إعادة الشعب إلى عهد العبودية والخضوع وثالوث الفقر والجهل والمرض..هدف واحد يتمثل في استعادة الدولة والجمهورية.

غضب متراكم

يؤكد المحلل السياسي عبدالهادي العزعزي، أن التفاعل الشعبي الكبير والتجمهر الكبير الذي يبرز هذا العام من اليوم الأول من شهر سبتمبر وبشكل مبكر يدل على وجود تراكم غضب شعبي من مليشيا الحوثي.

ويضيف في مداخلة مع برنامج "حديث المساء" الذي بثته قناة يمن شباب، مساء الثلاثاء، يثبت ذلك أن الحوثي أوصل الناس في مناطق سيطرته وبقية المناطق في عموم البلاد إلى استعدادهم للمواجهة مع هذه المليشيا نظير ماواجهوه من جرائم وانتهاكات وتسلط.

وأشار إلى أن الشعب يرى أن الفرصة سانحة اليوم للخلاص من الحوثي وأن أي تسويف سيؤخر هذا الخلاص لفترة طويلة خاصة مع اطروحات السلام التي يجري التسويق لها والتي قال إنها عبارة عن نتاج عن تفاهمات إقليمية بين إيران والسعودية وتهدف إلى إبقاء هذه الجماعة التي اغتصبت إرادة اليمنيين.

ويردف السياسي العزعزي، أن التفاعل الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين مع احتفالات ثورة سبتمبر هو تعبير أيضاً عن مزاج المكونات المجتمعية والسياسية في تلك المناطق الذين رأوا بأن الحوثي غدر بهم ويتحرك بمفرده أمام الفاعلين الدوليين والإقليميين كممثل وحيد للمناطق التي يسيطر عليها، ولمعرفتهم بأن المستقبل الذي ينتظرهم سيكون أكثر بساعة من الوضع القائم.

وعي يتنامى

من جهته يرى الكاتب الصحفي مأرب الورد، أن الشعب اليمني بات اليوم على وعي بأهمية الثورة والنظام الجمهوري أكثر من ذي قبل نظراً للفارق الزمني الذي فصل بين الثورة في 62م والأجيال الحالية.

ويضيف في مداخلته للبرنامج عبر الاتصال المرئي، أن الوعي الشعبي بأهمية الثورة والنظام الجمهوري ينمو ويكبر بسبب مايقوم به الحوثيون فمن لم يعرف الإمامة ولم يعشها ولم يقرأ عن جرائمها بحق اليمنيين أرضاً وإنساناً فإنه يعرف ذلك اليوم من خلال ممارسات وجرائم الحوثيين حيث لا يكاد يخلو بيت يمني الا وقد وصل أذى الإمامة إليه، وبالتالي فإن مايقوم به الحوثي من ممارسات وجرائم ينعكس إيجابا على بناء الوعي التراكمي عند الشعب اليمني.

وشدد الكاتب الورد على أهمية الحفاظ على هذا الوعي الشعبي المتنامي وتحصينه عبر استراتيجية وطنية تأخذ في الاعتبار المنافذ التي كانت تتسلل إليها الإمامة للعودة إلى الحكم بين كل فترة زمنية وأخرى ليتسنى لنا منع أي عودة للإمامة بعد الانتصار عليها في هذه المعركة الوطنية المستمرة.

وأكد أنه مالم يحدث ذلك فإنه وللأسف ستظل دورات الصراعات تتكرر وستعود من خلالها الأسر الإمامية للحكم طالما وهي تملك القوة.

استشعار للخطر يستدعي قيادة وطنية

احتفال اليمنيين الدائم والمتنامي عام تلو آخر بعيد ثورة سبتمبر المجيد ينم عن استشعار شعبي لخطر حقيقي كبير أكثر من أي وقت مضى يتهدد جمهوريتهم، خوفاً من عودة الملكية أو الإمامة أو الحكم الثيوقراطي، يقول الصحفي فهد سلطان.

وأضاف في حديثه للبرنامج أن الشعب اليمني بات يعرف اليوم أن التعويل على الخارج أو التفاهمات السياسية ستطيل الأزمة وستمكّن الحوثيين من رقابهم، مؤكداً وجود مخطط دولي وبمشاركة إقليمية لتمكين الحوثيين وجعله واقعاً في حياة اليمنيين.

ولتفادي هذا الخطر يرى الصحفي فهد سلطان، ضرورة تشكل قيادة وطنية من الداخل ومقاومة شعبة غير مرتبطة بالخارج.

وأشار إلى أن هذه الزخم الشعبي الكبير المحتفي بالجمهورية يتطلع اليوم لقيادة وطنية ومقاومة شعبية خالصة ليلتف حولها في مواجهة الحوثي وإسقاط نظامه الرجعي، موضحاً أن مليشيا الحوثي ليست قوية إلا بمقدار الفراغات التي تركتها الحكومة الشرعية والنخب الحالية.

وختم سلطان بالقول "هناك تكتل يمني واسع مستشعر لخطر الوباء الحوثي ولا بد أن تتخلق من الداخل قيادة جديدة تحمل تطلعات اليمنيين وتفرض واقع على الأرض".

ماذهب اليه فهد سلطان أيده السياسي "العزعزي"، قائلاً يجب أن تكون على الأرض حتى يأتي إليك الخارج ليدعمك، داعياً كل اليمنيين في عموم البلاد بمافي ذلك المكونات والأحزاب والقبائل أن يضحوا في سبيل القضاء على هذا الكابوس.

من جانبه أكد مأرب الورد على أهمية وجود قيادة وطنية لديها استعداد بالتضحية وتؤمن بالمشروع الوطني وتغلب المصلحة العليا للوطن، لقيادة الشعب في معركته الوطنية للخلاص من الحكم الإمامي البغيض بنسخته الحوثية.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024