الأخبار

الرئيس العليمي: رد جميل تعز هو التحرير الناجز وجعلها منطلقا للخلاص من قوى الاستبداد والاستعمار في كل ربوع الوطن

سياسة| 27 أغسطس, 2024 - 6:54 م

تعز: يمن شباب نت

image

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، اليوم الثلاثاء، أن أفضل سبيل لرد جميل محافظة تعز هو التحرير الناجز، مشيرا إلى دورها المحوري في المعادلة الوطنية كصانعة للتحولات ومهد للتغيير، وحاضنة لحركات النضال، والتحرر الوطني شمالا وجنوبا.

جاء ذلك في لقاء عام لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، ومعه عضوي المجلس الدكتور عبدالله العليمي والشيخ عثمان مجلي بقيادة السلطة المحلية والمكونات السياسية والمدنية، والنسائية والشبابية بمحافظة تعز اليوم الثلاثاء في رحاب جامعة تعز، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

وقال الرئيس العليمي، إن تعز التي أنجبت الأستاذ النعمان، ورفاقه العظماء نساء ورجالا، واحتضنت الزبيري، وعلي عبدالمغني، والشعبي، ولبوزة، وباذيب فكانت منطلقا للذود عن صنعاء شمالا، وملاذا وخط امداد لا يتوقف للتحرير الناجز جنوبا، ستبقى خالدة في الذاكرة الوطنية كصانعة للتحولات، ومهد التغيير، وعاصمة للصمود، ورفض العنصرية، والاستبداد.

وفي بداية اللقاء طلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي من الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الذين بذلوا دماءهم رخيصة دفاعا عن الحرية والنظام الجمهوري، معربا على الترحاب الكبير الذي تلقوه خلال الزيارة من أبناء محافظة تعز على طول الطريق وصولا الى عاصمة المحافظة العزيزة.

وقال العليمي" نحن هنا اليوم واخواني أعضاء المجلس والفريق الوزاري والاستشاري المرافق لنحيي صمود أبطال وأبناء هذه المحافظة في الدفاع عن الجمهورية والحرية والكرامة، وقيم العدالة والمساواة في مواجهة المشروع الامامي الذي دفنه شعبنا منذ سبعة عقود".

وأشار الرئيس إلى أن تعز التي عرفت بآلهة الخصب ومحراب للحب وقصة لا تموت، هي ايضا المجد، والساحل والميناء العريق، وأبرز عاصمة لدولة قانون في التاريخ الوسيط، وأخلدها ذكرا، وأبعدها صيتا، وكرما، وتضحية.

كما ذكر بأن تعز هي معقل التبع الأكبر الذي قدم لنا أول فكرة مثلى لهزيمة العنصرية، والامامة بنهج دولته الرسولية التي تركت إرثا زاخرا من الشواهد العامرة بالمدارس والحصون والعلماء، في مقابل الدم والبارود، وتاريخ من الغزو والفيد الذي ورثه لنا الاماميون قديمهم وحديثهم.

وأضاف "من هنا مر ثوار سبتمبر، وأكتوبر معا، بمن فيهم ثلاثي النصر في ملحمة السبعين القاضي الارياني، والفريق العمري، والنقيب عبد الرقيب عبد الوهاب، كما جسد فيها الشهيد احمد سيف اليافعي قيم التلاحم بين الشمال والجنوب في أفضل صورة".

وتابع: "وهنا يجتمع اليوم في هذه القاعة أبناؤهم وأحفادهم مجددا من كل أنحاء اليمن يؤكدون على أنهم جميعها في ملحمة أسطورية أخر ى ليس امامها من خيار سو ى النصر، وبناء الدولة الاتحادية العادلة".

واوضح الرئيس أنه من الصعب أيفاء محافظة تعز حقها، وهي التي كان لها الفضل مع باقي أبناء المحافظات المحررة في ردع المشروع الامامي، وإبقاء شعلة التغيير وهاجة في القلوب، والأرجاء، مشيرا الى أن أفضل سبيل لرد جميل هذه المحافظة هو التحرير الناجز، وجعلها كما كانت على الدوام منطلق للخلاص من قوى الاستبداد، والاستعمار، والكهنوت في كل ربوع الوطن.

واعتبر أن تلك هي المسؤولية، والأولوية التي ارتضاها أبناء تعز على مر العصور، ومهما قيل عن حراكهم الوطني من أباطيل، فسيبقى ذلك مثالا للإيثار، ونزوعا أصيلا نحو الدولة العصرية التي يستحقها جميع اليمنيين.

وتطرق رئيس مجلس القيادة إلى التحديات والهموم التي تشغل أبناء المحافظة، وفي مقدمة ذلك الكهرباء، والماء، وكافة الخدمات الأساسية، لكنه شدد على أن استدامة هذه الخدمات لن يتأتى سوى بإعادة بلدنا المنهك إلى مساره الطبيعي.. بلد محرر، ومستقر، وعضو فاعل في منظموته الخليجية والعربية والدولية.

وأعرب عن ثقته بأن أبناء تعز لا يمكن أن يقايضوا الحرية والمواطنة المتساوية بدعايات زائفة من أي نوع، ولا يمكن ان تلهيهم مبادرة هنا او هناك عن معاناة شعبنا في مناطق سيطرة المليشيات المكبل بقيود من القهر، والعنصرية بعد نحو سبعة عقود من المولد السبتمبري العظيم.

كما تطرق الرئيس الى كل المبادرات التي قدمها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لدفع المليشيات من أجل صنع السلام، قائلا "لكننا لم نجد المشترك معهم للتقدم على هذا الطريق، إذ ليس لديهم سوى الحرب والدمار كخيار صفري".

وأكد العليمي أن دعم صمود هذه المحافظة، والتخفيف من معاناة أبنائها، وخلق فرص العمل، وتحسين خدماتها بما في ذلك تطوير منظومة التعليم، وتنمية مواردها المحلية، ورعاية أسر الشهداء والجرحى، ستظل أولوية قصوى على كافة المستويات.

وأشار إلى إنه انطلاقا من هذه المبادئ فقد تم استهلال هذه الزيارة بوضع حجر الأساس لنصب الشهداء التذكاري الذي يخلد تضحيات أبناء هذه المحافظة الأبية وكل شهداء الجمهورية، فضلا عن تدشين أكثر من 260 مشروعا حيويا على نفقة المملكة العربية السعودية، والسلطة المحلية في مختلف المجالات.

ووضع الرئيس قيادات ومكونات تعز في صورة الصعوبات والتحديات بشأن الفرص المحدودة لتحقيق كافة الطموحات والتطلعات المشروعة لأبناء محافظة تعز، وبقية المحافظات المحررة، خصوصا على صعيد المشاريع الاستراتيجية التي كان من المخطط إطلاقها قبل أن تقدم المليشيات الحوثية الإرهابية على هجماتها المدمرة لمنشآتنا النفطية التي افقدت خزينة الدولة نحو 70 بالمائة من مواردها الرئيسية.

وقال "لهذا فإن المشاريع التي ندشنها أو نضع حجر أساساها اليوم هي في الغالب بدعم من السعودية، وفي مقدمتها كليات الطب، والتمريض، والصيدلة، ومركز الأورام، ومحطة كهرباء المدينة بقدرة 30 ميجاوات، إضافة الى طريق التربة لحج الاستراتيجي، والمستشفى التعليمي، وكلية مرتقبة لطب الأسنان، فضلا عن تلك المشاريع التي تنفذها الإمارات العربية المتحدة بمديريات الساحل الغربي من المحافظة".

ونوه في هذا السياق بالمنحة الكريمة من المملكة والتي كان لها دورها الحاسم في استمرار دفع مرتبات الموظفين، في وقت تعمل فيه الحكومة على تحسين مواردها الذاتية نحو هدف الاعتماد على النفس، والحد من هيمنة العائدات النفطية على إيرادات الموازنة العامة للدولة، والتي تحقق بدعم الاشقاء والأصدقاء تقدما جيدا في هذا الاتجاه.

وجدد الرئيس في ختام كلمته الشكر والتقدير لقيادة السلطة المحلية، وكافة الفعاليات في المحافظة على دورها المشهود في إبقاء صوت أبنائها عاليا وفي المقدمة المكونات السياسية، ولجنة المصالحة والسلم الاجتماعي التي ضربت مثالا يحتذى في تعزيز قيم التسامح واعلاء المصلحة العامة، وكذلك الشخصيات والوجاهات الاجتماعية ورجال العدالة، والمرأة والشباب الذين حملوا على الدوام مشاعل التغيير، والابداع في مقاومة الحرب، وتعزيز فرص الصمود.

وقال العليمي "لقد ظهرت المحافظة خلال هذه الزيارة بمستواها اللائق، ونتمنى ألا يكون ذلك إجراء عابرا او موسميا بل برنامج عمل مستدام في مختلف القطاعات"، مؤكدا بأن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، سيراقبون أداء السلطة المحلية بما في ذلك على مستوى المديريات خلال الستة الأشهر المقبلة وتقرير ما يلزم لتصحيح الأداء وتعزيز حضور مؤسسات الدولة.

كما تعهد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالعمل على الاستجابة لنداءات الجرحى من خلال حلول جذرية تليق بتضحياتهم الغالية من اجل رفعة وعزة وطننا، مشيرا إلى توجيهاته بإخلاء المؤسسات المدنية من المظاهر المسلحة ومن ضمنها المعهد الفني، ونادي الصقر، ودراسة إمكانية استئجار منازل المواطنين في مناطق التماس، بما يضمن سلامتهم وحماية ممتلكاتهم الخاصة على أكمل وجه.

كما أشار الى توجيهاته بإعداد الدراسات الفنية للاعتماد على الطاقة المتجددة خصوصا في القطاعين الصحي والزراعي بالاستفادة من التجربة المدعومة من دولة الإمارات، مشجعا الجامعات على التحول نحو التخصصات التقنية والنوعية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، ونظم الاتصالات والمعلومات.

ودعا العليمي القوى السياسية والمدنية الى مزيد من التعاضد، وتعظيم شراكاتها، والتفرغ لمعركة الشعب اليمني كعنوان عريض، وميثاق شرف للمرحلة المقبلة، مؤكدا ثقته بان أبناء تعز المثقلون بأوجاع هذه المحافظة، سيكونون على قدر كبير من المسئولية، وسيترفعون عن المهاترات الجانبية، والتحرر من تأطيرهم كمجتمع أكثر قابلية للفرقة والشقاق، وسيستحضرون في كل لحظة، قوله تعالى: ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024