الإنسانية بين الأنا والآخر


نسيم القواس

لا بدلي ولكل إنسان إن نتعلم معنى الإنسانية ونتعامل بها في سلوكنا وممارساتنا ولكن لا ننسى أنفسنا باسم تلك الإنسانية .

فقد أكون أنا معها في كثير من الأحيان وقد لا أكون أنا احيانا أخرى.

وبين أن أكون أو لا أكون يقف ضميري على شرفات الأمل والألم والحياة .

ضمير يرفض إن يصنع ألم لا أحدهم ويرفض أن يصنعه لنفسه.

فكيف أكون مصدرا للألم وأدعي الإنسانية، وكيف أكون متحدثا عن الحياة وأمارس عادات الموتى وأنا على قيدها.

وكيف لي أن أبتسم أمام شخص حزين بدعوى أن تلك الابتسامة صدقة وأظن أني شاركته الحزن بابتسامة.

وكيف لي أن اكتب عن الأمل واعبس في وجه الحياة وأعيش اليأس بكل تفاصيله وأتحدث عن التفاؤل وأثقل كاهلي بالهموم.

وكيف لي أن اتحدث عن الفقراء وجاري جائع وعن الأيتام وأنا لا اتصدق, وعن السجين وأنا أنسى قضيته وعن المظلوم وأنا اناصر الظالم بالصمت حينا وبالحياد حينا آخر .

وكيف لي أن أدعو الناس إلى الحب وقلبي يمتلئ بالكراهية وأن امسك بالقلم لأكتب فيه عن التغيير وأنسى نفسي.

 وعن الضحايا والانتصار اتحدث وأنا أبرر للقتل واشعر بالهزيمة وانتقد الفساد وأشارك به.

وكيف لي أن ارسم واخطط للمستقبل وأنا اشغل حاضري بالتفكير فيما مضى وأن أصل لهدف لم أخطط له ولم أعمل من أجل الوصول إليه .

وكيف لي أن اقدم مواساة لمن فقد عزيزا عليه واعتقل آخر وأن لا اشعر بما يشعر ولا اقف حيث يقف، وكيف لي ولمن يضعون أيديهم بالماء أن يخففوا من ألم أولئك المجبرون على وضعها بالنار.

وكيف اقنع من لا مشاعر لهم و ضميرهم ميت إن يحييوه ليشعروا بالناس حولهم.

 وكيف لي أن اجبر نفسي على إن تكون يوماً ما اريد ويوماً ما لا اريد بدعوى الضمير .

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر