بلاد العرب أوطاني


نسيم القواس

تغنينا كثيراً ببلاد العرب التي تنتمي إلينا قبل انتمائنا إليها.. رتلنا كلمات الانتماء بكل حب وكل شوق إلى ذلك اليوم الذي تتوحد فيه كل أقطارها فلا تبقى تلك الحدود  التي رسمها الاستعمار ولا يسأل الشخص فيها من أين أنت فكل شبر يقف فيه يكون وطنه.

كنت أحلم حين تاقت نفسي بأن لا تبقَ حدود ولا جوازات سفر ولا تأشيرة تمنعني، أو تمنع غيري من رؤية بلدٍ عربي، يجذبنا الحب والحنين إليه والى معرفة كل شبر فيه..!

ولكن صحوت وصحا غيري على واقعٍ سرق منا لحن النشيد وبدَّد إيقاع الكلمات ومحا عنا تأثيرها فصوت الرصاص غير اللحن وأزيز الطائرات صنع إيقاع آخر، لم يعد تجدي أمامه كلمات النشيد ولم تعد تستطيع أن تقف أمامه كل الدول العربية وشعوبها وجراحها غائرة ..

صحونا وقد سرقت الحرب أوطاننا وشردتنا فلم نستطع حتى الآن أن نجتمع ونقف في صف واحد لنردد معاً بلاد العرب أوطاني.

فعن أي الأوطان العربية سنتحدث  تلك التي يسكنها احتلال أو التي يسكنها الموت والقمع والإذلال ؟!

عن حلب التي تقصف بكل أنواع ا?سلحة، أو عن الموصل التي تكوى بكل أحقاد  الطائفية، أو عن تعز التي ترزح تحت وقع ضربات وهمجية ووحشية السلالة، أو عن طرابلس حفتر أو قاهرة السيسي أو بيروت حزب الله أو ... أو.... !!

 من أين لنا بمرددي النشيد ومعظمهم تخطفهم النزوح حين  تركوا أوطانهم الصغيرة عندما ضاقت ذرعاً بهم واستقبلتهم دول الغرب فتحت لهم الملاجئ ومدت لهم الخيام..!!

فربما  كان يقصد الشاعر قول  بلاد الغرب أوطاني، وسقطت النقطة عن الغين سهواً..!

فكانت بلاد العرب أوطاني وإن لم تكن سهواً فأي بلاد العرب يقصد ؟؟

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر