هل يجدب ربيع ثورات العرب ؟!


نسيم القواس

ست سنوات مرت منذ انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي ومنذ أن أشعل بوعزيزي جسده وكأنه أشعل فتيلها فكانت بداياتها من تونس الخضراء ورحيل بن علي ولكن  نهاياتها لم تقف عند مقتل طاغية ليبيا القذافي.

وبسرعة خاطفة انفرط عقد بعض حكام العرب فاستجابت الدول وخرجت الشعوب إلى الساحات تلبيةً لنداء الحرية وبحثاً عن الكرامة.

 امتلأت الساحات بالحشود طالبوا فيها الحكام بالرحيل ورفعوا شعارات اسقاط أنظمة الفساد وتشبث الطغاة بكراسي الحكم فتمسك الثائرون بمطالبهم وبضرورة اسقاطهم.

اتسعت الساحات واعتصم فيها الشباب والشيوخ الأطفال والنساء وكانوا يعلمون أن ثمن ما يطلبوه غالي، فجعلوا الثمن أرواحهم.

أزهرت أوراق الربيع فرحل بن علي ،وتخلى مبارك عن الحكم، وقتل القذافي، ولكن لم تنتهِ الثورات هنا ولم يكتمل الربيع.

فها هي سوريا ثورتها مستمرة قائمة شامخة رغم جروحها الغائرة ورغم تآمر الكثير من الأنظمة القمعية العربية والغربية عليها.

وأما في اليمن تتأرجح الثورة بين أن ينتصر ا?حرار من صناعها وطلابها أو أن تنتصر الهزيمة وتعود بشعبها الى الماضي الإمامي الذي ثارت يوماً عليه، وأسقطته بجميع رموزه وأعلامه.

وهناك ثوار ليبيا الذين أسقطوا رأس النظام لكنها لم تنتهِ ثورتهم فالحرب والثورة مستمرة ما استمرت أركان نظام الطاغية، وإليك ثوار مصر بعد سنوات من إسقاط نظام مبارك والانقلاب على مرسي تستعدُّ لثورة تسقط فيها طاغية اختلف وجهه ولكن لم يختلف القمع في عهده عن من سبقه إن لم يكن أشد.

 ماتزال الشعوب تدفع ثمن مطلب الحرية والكرامة أرواح شبابها وقوت أيامها والأحرار يسقون غرس الحرية بدمائهم الطاهرة الزكية، ومنذ أن خرجوا الساحات افترشوا ا?رض والتحفوا السماء، تعاهدوا على أن لا عودة حتى اكمال المسير وتحديد المصير، تمسكوا بعهدٍ أهدافه سامية و غايته نبيلة، فتمسك بهم التشرد والنزوح والاعتقال كضريبة تضحية للحرية وهاهم لم ينقضوا العهد ولم يتخلوا عنه فقد كان وطنهم الذي أفتدوه بكل غالي يمتلكونه.

مازال ربيع العرب مزهر والدماء تسقيه.. فهل بعد كل ذلك يجدب وتتساقط أوراقه؟؟

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر