لعلهُ خير


نسيم القواس

كثيراً ما تقف بنا الحياة عند محطات صعبة تمثل لنا اختباراً حقيقياً لصبرنا، وقوة عزيمتنا وأخلاقنا، ولكل المبادئ والقيم التي لن تغيرها تلك المحطات، ولا خياراتها الصعبة المؤلمة، التي نتعجب بعد أن نتخطاها، كيف عملنا ذلك؟!

كيف أستطعنا الوقوف أمامها ومواجهتها دون أن نحيد عن طريق الحق، أو نتخلى عن ضمائرنا، ونغلق على أنفسنا الأبواب، وكأنها لا تعنينا ولا تؤثر على سير حياتنا؟!

كيف وقفنا في واجهتها؛ لنواجه ونتصدى لتبعاتها من أجل فقير معدم، أو مظلوم تجنى عليه أهل الباطل، فلم يجد سند يمد له يديه، ويرفع قضيته غيرنا؟!..

لا طلباً منا لشهرة يدفنها الموت مع أجسادنا، ولا بحثاً عن منصب في مجتمع تخلى فيها أصحاب المناصب والمسؤوليات عن الناس خلفهم، ولا بحثاً عن عرض الدنيا الزائفة..

ونردد بعد وقبل تخطي تلك المصائب والإختبارات (لعله خير)

لعلنا تُهنا عن طريق الحق الذي نذرنا العٌمر لأجله، فتركناه يواجه زيف الباطل الذي نغرق به، والذي تجمهر حوله المصفقون حتى ظن أهلُ الحق أنهم على باطل، فتاهوا عنه بين الريبة والشك في زمننا المليء بزيف مظاهر الناس والقيم والأخلاق والمعادن.

فأعادنا الله إلى طريق الحق السوي بمصيبة أو بموقف مؤلم، نقف أمامه عاجزين، نلجأ بعده إليه؛ طالبين عفوه ورحمته والعون منه .ِ

باحثين عن أهل الحق ليسيروا إلى جانبنا حتى لا نتخطى طريق الخير بقلّة عددنا، وضعف إيماننا إلى الشر.

وحتى لا تحيد خطانا المتسارعةٌ بالسير إلى الله عن طريقه؛ لتخطو خطوة في طريق الباطل؛ رغبة في الإطلاع والتعرف عليه، لكثرة تجمهر أهله، حوله والسائرين فيه، وإليه.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر