في استغلال سياسي وتحريض طائفي.. "الحوثي" يهاجم الإدارة السعودية لموسم الحج

[ مشعر عرفات بالأراضي المقدسة (الفرنسية) ]

هاجم زعيم مليشيات الحوثي الإرهابية المدعو عبدالملك الحوثي، المملكة العربية السعودية و"خادم الحرمين الشريفين" الملك سلمان بن عبدالعزيز، متهما إياه بـ"استغلال الحرمين للحصول على أموال هائلة وابتزاز الحجاج ووضع المزيد من التعقيدات والصعوبات أمام المسلمين"، فيما يبدو هذه التحريض الحوثي يأتي ضمن توجها إيرانيا واسعا.
 
وقبل أيام دعا المرشد الإيراني علي خامنئى وزعماء الفصائل الشيعية في العراق ولبنان إلى ما وصفوه بـ"حج البراءة من أعداء الله ورسوله"، وهو ما بدا توجها لتصدير الأزمة إلى المشاعر المقدسة أثناء مناسك الحج.
 
على أن عبدالملك الحوثي صدر نفسه كرأس حربة وجبهة متقدمة في المعركة الإيرانية الجديدة التي تهدف إلى تصدير فوضى إلى المشاعر المقدسة وإرباك الإدارة السعودية للحج.
 
وظهر الحوثي أكثر جرأة في مهاجمة السعودية وإدارتها لملف الحج، إذ أنه ركز على تحريض المسلمين على المملكة وخادم الحرمين، والحكومة السعودية، وزعم أنها تفرض "النظرة الوهابية الضيقة" على أداء فريضة الحج، منطلقا في خطابه التحريضي وتصوره لفريضة الحج من دوافع طائفية وخارجة عن إجماع المسلمين.
 
وفي الوقت الذي لم يحدد طبيعة وتفاصيل ما زعم أنها "النظرة الوهابية التي تفرضها السعودية على فريضة الحج"، يأتي التفسير، في بيان لأحد زعماء الفصائل الشيعية في العراق وهو "مقتدى الصدر" والذي دعا إلى أن يكون الحج في مكة من "باب علي".
 
وزعم الحوثي -في خطاب خصصه اليوم السبت لمهاجم المملكة العربية السعودية وإداراتها للحج- بأن "المسلمين يعانون بشكلٍ كبير فيما يتعلق بالتمكن من أداء فريضة الحج بسبب القيود والإجراءات والتعقيدات التي تمارسها السعودية تجاه المسلمين".
 
كما اتهم السعودية بـ"فرض جبايات بحق الحجاج والمتاجرة بفريضة الحج وابتزاز واستغلال المسلمين"، وقال أيضا إن "المملكة لم تكتف بالموارد الضخمة والهائلة من النفط وظلت تتعامل مع بيت الله كمورد مالي".
 
الحوثي هاجم الملك سلمان بن عبد العزيز بشكل خاص، بقوله، إن "من يطلقون على أنفسهم ألقاب "خادم الحرمين" هم يستغلون الحرمين الشريفين للحصول على أموال هائلة جداً ولابتزاز الناس".
 
وقال أيضا، إن ما وصفه بـ"السيطرة على مكة لا تعطي أي جهة مشروعية التصرف كما يحلوا لها"، زاعما أنه "ليس للسعودية شرعية"، في ما وصفها بـ"قيودها وإجراءاتها الظالمة والخاطئة التي تعيق أكثر المسلمين عن أداء فريضة الحج"، على حد زعمه.
 
وأضاف، أن "القيود التي تفرضها السعودية والإجراءات الظالمة والمخاطر الأمنية تدخل كلها تحت عنوان الصد عن المسجد الحرام"، وأن "التوجه السياسي للسعودية يهبط بكل شعائر الحج تحت سقف توجهه السياسي الذي لا يعزز الأخوة الإسلامية ولا يرسخ الموقف الإسلامي من أعداء الأمة".

كما زعم عبدالملك الحوثي، أن السعودية "اعتقلت حجاجا من بلدان متعددة وهم يؤدون شعائر الحج وهم في الديار المقدسة"، (ربما في إشارة إلى اعتقال أحد قيادات مليشيات الحشد الشعبي العراقية).

تسييس الحج
 
وتزامن تحريض زعيم مليشيات الحوثي الإرهابية على إدارة السعودية للحج، في الوقت الذي توجه فيه عددا من قياداتها إلى المملكة لأداء الفريضة.
 
لكنه جاء اتساقا مع حديث لكل من المرشد الإيراني علي خامنئي، وزعيم التيار الصدري الشيعي في العراق مقتدى الصدر، عن ما وصفاه بـ "حج البراءة"، وهي لغة اعتبرها مراقبون "لغة تحريضية واضحة وصريحة لتسييس حج هذا العام".
 
وقال خامنئي مطلع مايوم الماضي، إنّ "البراءة هذا العام أكثر بروزاً من أيّ زمن مضى. الحجّ هذا العام هو حجّ البراءة؛ البراءة من الوجه المتعطشّ للدماء، المنبثق من الحضارة الغربيّة، الذي سطّر الجرائم في غزة".
 
وأضاف، "منذ بداية الثورة (الإيرانية)، كانت البراءة ركن جارٍ في الحج، لكن الحج هذا العام هو حج البراءة، نظراً إلى الأحداث الضخمة والمدهشة التي تحدث في غزة، والتي كشفت أكثر من أي وقت مضى الوجه المتعطش للدماء المنبثق من الحضارة الغربية".
 
من جانبه نشر مقتدى الصدر بيانا في 25 مايو/أيار، قال فيه: "إن من شاء أن يأتي بيت الله من بابه فعليه بالتقوى أولا وبالتفقه بأحكام الحج ثانيا وبالالتزام بالأخلاق الإسلامية ثالثا وبنصرة المظلومين وعدم التغافل عن المصالح العامة رابعا".
 
وأضاف: "نحن الإمامية الإثنا عشرية لا ندخل بيت الله إلا من باب علي عليه السلام التي أبقاها رسولنا محمد سيد الكونين مفتوحة دون غيرها من الأبواب. فباب علي الذي وُلد في جوف الكعبة هي باب بيت الله بعد باب التوحيد الأكمل إذ البيت رمز التوحيد الأول"، حسب قوله.

تحذير سعودي

وتطرح مسألة تسييس الحج كل عام رغم تأكيد المسؤولين في السعودية ودول الخليج أن فريضة الحج فريضة دينية مقدسة لدى جميع المسلمين ولا ينبغي ربطها بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول.
 
وغالبا ما تثير إيران هذه المسألة كل عام مع محاولة فرضها طقوس خاصة بالطائفة الشيعية، وتصر على تلبية مطالب من بينها "تضمين فقرات في محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي.
 
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل"؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
 
وتحرص السعودية على تأمين مناسك الحج للمسلمين على أكمل وجه، والابتعاد عن اعطائها أبعاد سياسية تنغص أداء الفريضة، حيث أصدر رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة العراقية سامي المسعودي، حزمة توجيهات إلى الحجاج والمتعهدين محذراً من "رفع الصور والهتافات والشعارات السياسية والتقاط الصور للرموز والشخصيات السياسية والدينية".
 
وأكد المسعودي في بيانه على "ضرورة إرشاد الحجاج وتوعيتهم وتثقيفهم بالابتعاد على كل شيء يعكر صفو الحج"، مؤكدا على "منع أي شخص خارج بعثة الحج العراقية من المكوث في مخيمات الحجاج في عرفة ومنى".

وتتعامل السلطات السعودية مع أمن الحج والحجاج باعتباره "خطا أحمر"، وتؤكد كل مرة أنها لا تتهاون مع أي محاولة لتعكير صفو شعيرة الحج أو رفع شعارات سياسية خلالها.
 
وسبق أن أكد النائب العام السعودي الشيخ سعود المعجب، أن النيابة العامة ستقف بحزم أمام أي محاولة للإخلال بأمن الحج أو تعكير راحة الحجاج.وقال المعجب في تصريحات لقناة "الإخبارية" المحلية "إن النيابة ستقف بحزم أمام من يحاول أن يعكر صفو الأمن أو راحة الحجاج"، معتبرًا هذا الأمر خطًا أحمر.
 
وفيما حذر من "التعدي على الحجاج أو التعدي على رجال الأمن أو التساهل في خدمة الحجاج"، دعا ضيوف الرحمن إلى التعاون مع رجال الأمن؛ للخروج بحج آمن مطمئن.
 
وحذر قائد قوات الطوارئ الخاصة برئاسة أمن الدولة اللواء ركن محمد العمري، في تصريحات صحفية في موسم الحج العام الماضي من أي محاولة للإخلال بأمن الحج، وقال "نتعامل مع الحجاج كضيوف رحمن على مستوى واحد.. مواطنًا كان أو مقيمًا أو وافدًا.. هؤلاء ضيوف الرحمن ونحن نتعامل معهم ونرفعهم على كفوف الراحة".
 
وردًا على الإجراءات التي ستتخذها السلطات لمنع أي محاولة لتسييس الحج، أضاف "متى ما تيقن أو توفرت معلومات عمن يريد الإخلال بالحج.. ثقوا أن القطاعات في رئاسة في أمن الدولة ستكون له بالمرصاد.. أمن الحج خط أحمر.. لن نرضى الوصول إليه، بل قبل (المساس به) الوصول إليه".
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر