الصراع بين القيادات الحوثية يتصاعد.. المؤسسات الإيرادية ساحة مفتوحة (تقرير خاص)

 قبل أشهر اعتدى القيادي الحوثي النافذ إبراهيم الشامي الذي يعمل رئيسا للهيئة العامة للأراضي والعقارات، ورئيس المؤسسة العامة للكهرباء في مناطق سيطرة الحوثة؛ على عدد من العناصر الحوثية الأقل مرتبة بطريقة مهينة.
 
وقال والد أحمد اللساني، الموظف السابق في هيئة العقارات بأمانة العاصمة، في تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس الماضي، إن "هاشم الشامي سب ابنه وقذفه واعتدى عليه في مصلحة الأراضي والعقارات دون أن يجد أي إنصاف لكرامته المهدورة".
 
وكشف عن أن ابنه توفي الجمعة الماضية، بجلطة رغم أن عمره 33 سنة، بسبب الظلم والغبن الذي لحق به، من اعتداء الشامي عليه، بما في ذلك فصله من العمل وتوقيف رواتبه لأشهر طويلة.
 
ويعد الشامي أحد أذرع القيادي أحمد حامد مدير مكتب رئيس المجلس السياسي للمليشيا المدعو مهدي المشاط؛ وأحد أقوى رجاله في السيطرة على الإيرادات في المناطق الخاضعة للجماعة المدعومة من إيران.
 
ولجأ والد اللساني إلى وسائل التواصل الاجتماعي بعد فشل كل المحاولات والشكاوي برد اعتباره من هاشم الشامي، سيء الصيت حتى بين أوساط الحوثة أنفسهم.
 
وبحسب الوثائق التي حصل عليها "يمن شباب نت" اعتدى الشامي بالسب والقذف على اللساني في أبريل من السنة الماضية، دون أي مبرر سوى سلوكه الطغياني.
 
وتفيد وثيقة أخرى، بتقديم المجني عليه أحمد اللساني، شكوى إلى أحمد حامد بالقضية، دون أي إنصاف. قالت مصادر حوثية أخرى، إن حامد شكل لجنة لكنها لم تنصف اللساني.
 
أكثر من ذلك قام أحمد حامد بفصل رئيس تلك اللجنة ويدعى حمود غابش، ليكون هو الآخر في قائمة الضحايا. وعلى ضوء الواقعة كشف آخرون قيام الشامي نفسه، بإهانة عنصر كبير في المليشيا في تعز، قبل شهر رمضان الفائت.
 
وتشير وثيقة حوثية حصل عليها "يمن شباب نت"، إلى أن الشامي اعتدى على عنصر حوثي يعمل نائبا لحراسة المنشآت في محطة كهربائية بتعز، بالسب والشتم ونزع رتبته لرفضه إخلاء حراسة موقع تابع لمؤسسة الكهرباء.

لم يحصل أي إنصاف للرجل، رغم كل خدماته، وتقديم الشكوى عبر وزير داخلية الحوثي إلى أحمد حامد. ووفقا للقيادي في المليشيا محمد المقالح، فإن الشامي صفع أيضا شخصين آخرين، دون أن ينصفهما أحد.
 
القيادة الحوثية المتوسطة تتغول أكثر
 
لا تقتصر الجرائم الحوثية بحق أتباعها من قبل القيادة الحوثية المتوسطة على الشامي، لكنه يشمل قادة آخرين، إذ كشفت وثائق حوثية مسربة عن قيام عبدالجبار أحمد الجرموزي المقرب من أحمد حامد، بفصل 19 موظفا في مصلحة الضرائب الحوثية أكبر مؤسسة إيرادية لدى الحوثة، في أمانة العاصمة خلال الأسابيع الماضية.
 
وفي صنعاء نفسها، قام القيادي الحوثي بندر العسل مدير هيئة الأوقاف في إب، باغتيال شقيق القيادي في المليشيا ناصر العرجلي نهاية السنة الماضية، دون أن تقوم المليشيا أيضا بإدارة وحل الصراع فيما بينهم.
 
وكشف موظفون آخرون في سلسلة من الشكاوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن جرائم حوثية أخرى بحقهم، دون أن يجدوا طريقا لحلها، بما في ذلك ما كشفه عبدالرحمن الخزان الذي زعم أنه كان يعمل في جبهة الحوثة بحجة، وتم فصله وسرقة رواتبه ومستحقاته مع غيره من العناصر بعد الهدنة.
 
بينما كشف موظف آخر في شركة النفط بأمانة العاصمة يدعى حسن ناصر عبدالله أبوهديره عن اعتداءات مهينة تعرض لها بيد مدير الشركة عمار الأضرعي، شملت الاعتداء الشخصي والسب والتشهير والاستعانة بأطقم المليشيا ضده، وسجنه.
 
ما الذي يعنيه ذلك؟
 
في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت" قال أحد الخبراء في شؤون الجماعة الحوثية، إن الصراعات التي تحدث في أي جماعة بين مستوى القاعدة ومستوى القيادة الوسطى، وعجز القيادة العليا على حلها، إحدى مؤشرات انهيار أي تنظيم اجتماعي أو سياسي أو عسكري مهما كانت قوته.
 
وأضاف: "تعمل القاعدة الدنيا في الجماعة والمتوسطة على التغلغل في أوساط الناس، والسيطرة عليها، وتوجيهها، وحين يكون هناك انفصال بينهما، تفشل مهمتهم، وتتلاشى حضور الجماعات".
 
كما كشفت مصادر أخرى عن وصول الصراعات بين الحوثة إلى مستوى الاغتيالات كما حدث في ذمار لاغتيال مشرف حوثي في مديرية الحدا في الأيام الماضية، بينما اندلعت عدة اشتباكات بين القيادات الحوثية في إب وذمار ومناطق أخرى.
 
في محافظة إب، أكدت ثلاث مصادر حوثية متطابقة عن إقالة المليشيا لأحد أهم قادتها الأمنيين في المحافظة وسط اليمن، بعد سلسلة من الفشل وقع به القيادي المدعو"أبوهاشم الضحياني"، واستغله خصومه للإطاحة به من منصب مدير الأمن والمخابرات في إب، الذي يعد الحاكم الفعلي هناك.
 
فشل محاولات وقف التصدع
 
مع ازدياد الانقسام بين المليشيا وتحول غطرستها حتى على أتباعها، كانت قد أعلنت بداية السنة الجارية، عن تحديد يوم أسبوعي، لكل مديري المؤسسات التابعة لها، للاستماع إلى شكاوي الناس، في محاولة يائسة لوقف تصدعاتها.
 
في بضع أسابيع فشلت الخطة الحوثية، واستمر التصدع بين قادة المليشيا وأتباعها، ضمن أحد أهم المؤشرات على فقدان المليشيا ولاء أفرادها.
 
بشأن قضية اللساني؛ قال نصر الدين عامر رئيس وكالة سبأ الحوثية، إن المشاط شكل لجنة جديدة للتحقيق في قضية اللساني الذي توفي الأسبوع الماضي.
 
وقال مصدر حوثي مطلع إن "كشف الجرائم التي ارتكبها هاشم الشامي مؤخرا، وانتشارها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، انعكاس مباشر لصراعات نخب المليشيا في صنعاء".
 
وأشار إلى أن كثير من القيادات ارتكبت الجرائم بطريقة مهينة، لكن ما يصل منها للإعلام نسبة قليلة، لكن تلك النسبة تعبر عن صراعات تلك النخب، ورغبتها الإطاحة بمنافسيها وخصومها.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر