في ظل المتغيرات الجديدة.. هل تتجه القبائل اليمنية لنبذ خلافاتها والتوحد لمواجهة مليشيا الحوثي؟ (تقرير خاص)

[ الشيخ حمير الأحمر يتوسط عدد من شيوخ القبائل خلال تشييع جثمان شيقيه صادق في صنعاء ]

 لم تؤد الهدنة القائمة في اليمن إلى وقف إطلاق النار في كل الجبهات، بين قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة، وبين مليشيا الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى، رغم الانحسار الواسع في الأعمال العسكرية.
 
بدلا من ذلك، نشأت جبهات جديدة بين مليشيا الحوثي والقبائل في مناطق سيطرتها على مدى أشهر الهدنة التي بدأت مطلع أبريل/ نسيان الماضي، وحتى اليوم. ومن المتوقع أن تستمر بتصاعد كثيف، نسبة إلى المؤشرات التي ظهرت خلال الفترة الماضية.
 
ورصد مشروع بيانات الصراع والحدث الأمريكي في الستة الأشهر الأولى من الهدنة ارتفاعا في معدل الحروب التي تشنها مليشيا الحوثي على القبائل أو فيما بين القبائل نفسها بمقدار 59% مقارنة بالستة الأشهر السابقة للهدنة، بينما جاء معدل الوفيات عن هذه الحروب بنسبة 64% .
 
تركزت الصراعات -وفق المعهد الأمريكي ومصادر قبلية محلية-، على موارد مالية بالدرجة الأولى، تشمل العقارات، وموارد المياه، والجبايات، والثارات، كما ارتبطت أيضا بعودة مقاتلي القبائل من مليشيا الحوثي إلى قراهم، بالإضافة إلى توجيه الموارد من القتال ضد الحوثي إلى القتال ضد القبائل.
 
بالنسبة للحوثي، فإنه على مدى السنة الفائتة، تشكل الجبهة الداخلية لمليشياته وجماعته أولوية قصوى. تبذل المليشيا من أجلها كل الجهود، كما تقوم بعمليات استباقية واسعة لمواجهة الغضب الشعبي المتفاقم ضدها، الذي تحول في عدة مناطق إلى مظاهرات أو مواجهات مسلحة أو إضرابات واعتصامات.
 
تصاعد مخاوف القبائل
 
خلال الفترة الماضية، كانت القبيلة الهدف الرئيسي للحملات الحوثية القمعية، المدججة بسلاح ثقيل، ومتطور، وصل حد استخدام الطيران المسير كما في الحملة الحوثية على قبيلة ذو محمد في أقصى جنوب غربي الجوف نهاية السنة الفائتة.
 
تلك الحملات دفعت بالقبيلة إلى التخوف من استمرار معادلة الصراع على وضعها الحالي؛ أي الوضع الذي يسمح فيه لمليشيات الحوثي بشن أي حملة عسكرية على أي قبيلة دون أي رد فعل، في ظل الهدنة.
 
وقال الشيخ صالح العزي عبدان من مشايخ قبيلة ذو حسين في محافظة الجوف في نوفمبر الماضي في إشارة إلى مليشيا الحوثي:" بقاء الوضع لا حرب ولا سلم هو الخطر الحقيقي الذي يهدد المجتمعات ويمنح السلطات الحاكمة الفرصة للتهبش والاستيلاء على الممتلكات الخاصة ( )".
 
سبق أن وجه الشيخ صالح عبدان نقدا شديدا للهدنة بصيغتها السابقة، التي لم تنعكس بأي فائدة على السكان، وقال في منشور آخر على صفحته بفيسبوك ( ) إن مليشيا الحوثي التي ترفض الهدنة واستعرضت قواتها العسكرية في عدة محافظات غير قادرة على نقض الهدنة والدخول في جولة جديدة من الحرب، ولا تلبية المطالب الشعبية، مثلها مثل الحكومة، واتهم الطرفين بأنهما أدوات للخارج فقط.
 
تشير التعليقات النادرة من شيوخ القبائل هؤلاء، إلى"تخوف حقيقي من هجمات حوثية منتظمة على مناطقهم، قد تتسبب بها المليشيا بطريقة غير مباشرة لانتزاع مواردهم، وفق شيخ قبلي تحدث إلى "يمن شباب نت".
 
وضع القبيلة اليمنية
 
انعكست الصراعات السياسية والعسكرية قبل سقوط الجمهورية  في سبتمبر/ أيلول 2014م على أوضاع القبيلة، ومع سقوط مؤسسات الدولة العسكرية والسياسية الرسمية وغير الرسمية في يد الحوثي، سقطت القبيلة أيضا.
 
 وبينما تعمل مليشيا الحوثي على إعادة بناء السياسة والدولة وفقا لمصالحها وإيران، تلاشت فاعلية التنظيمات السياسية والاجتماعية والثقافية في مناطق سيطرتها بشكل كبير في مواجهة تك الحملة، دون أن يعني ذلك تلاشي مقاومة الحوثي، لكن بفاعلية ضعيفة.

ويعتبر محمد العلائي القبيلة اليمنية أحد أبرز التنظيمات العميقة التي تحاول أن تملأ فراغات انهيار السلطة والدولة في اليمن، رغم ضعفها الشديد، مقارنة بما كانت عليه من قبل. ويشير إلى أن القبيلة شكل أولي من دولة محدودة، تمثل هيئة من هيئات التنظيم الاجتماعي، القادرة على البقاء بعد انهيار الدولة الوطنية، بوظائف محدودة.
 
لكنه أشار -في منشور على صفحته بالفيسبوك- إلى نقطة مهمة في تفسير قدرة القبيلة على البقاء كتنظيم اجتماعي، "استجابة بديلة للمشكلة الأمنية، مثلها مثل الدول".
 
في بحث عن حوكمة القبيلة، للباحثة اليمنية ندوى الدوسري نشرته قبل سقوط الجمهورية، أشارت إلى تراجع شديد في قدرة القبيلة على احتفاظها بقوتها التي تنبع أساسا من أعرافها ومصالحها الاقتصادية، وعلاقة شيوخها بالحكومات، ومدى قدرتهم على العمل من أجل بقائهم.
 
ويقول الباحث اليمني سليم عبدالعزيز إن "القبيلة والسياسة لا يجتمعان أبدا، خاصة في قبائل مثل حاشد. وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت": "تمثل السلطة العامل الرئيسي في تفرق أو توحد القبيلة، ويرتبط بمدى علاقة شيوخ بطون القبيلة بالسلطة".
 
وأشار إلى أن "وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ساهم في تعزيز تفرق القبيلة، خاصة أثناء حكم صالح، موضحا أن اتفاق قبائل حاشد حول شيخ واحد لا يعني اتفاقها بالضرورة على موقف سياسي موحد، رغم أهمية توافقها حول مشيختها".
 
ويجادل الباحث اليمني الدكتور عادل دشيلة، أن القبيلة ليست بمستوى واحد، فالقبيلة في صنعاء خاصة وشمالها عامة مفككة بدرجة شديدة بفعل عقود من الصراع، وبلغ أوجه في السنوات العشر الماضية.
 
وأوضح دشيلة لـ"يمن شباب نت"، أن القبيلة خاصة في طوق صنعاء ما زالت غارقة في صراعاتها الداخلية القديمة، وتصفية حساباتها الخاصة فيما بينها، موظفة في ذلك الصراع السياسي حيث يعمد أنصار طرف سياسي إلى تصفية حساباته مع خصومه من القبيلة نفسها المحسوبة على طرف سياسي آخر.
 
إلى ذلك، عمدت مليشيا الحوثي إلى توظيف وتعميق الانقسامات القبلية بكل قوة؛ وتسعى جاهدة لإعادة بناء القبيلة وفق مصالح الجماعة. فعلى سبيل المثال "تؤجج مليشيا الحوثي الحرب بين سفيان وذو محمد منذ سبعة أشهر تقريبا حول وادي مذاب وكلا القبيلتين من بكيل ومتجاورتين من مئات السنوات.
 
محاولات مبكرة للتوحد

تعددت المحاولات القبلية التي تميل إلى التوحد، بعد الانقسام الواسع الذي أصابها، بفعل سياسة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح في العقود الماضية، ودوره في تقسيمها أثناء الغزو الحوثي للمدن والمحافظات بالسنوات الماضية.
 
وبلغت المحاولات القبلية في إعادة وحدة القبلية ذروتها، بعد مقتل صالح، واشتداد الحملات الحوثية عليها، مثل قبيلة حجور في مديرية كشر محافظة حجة، في مطلع 2019، التي خاضت مواجهات شرسة أكثر من شهرين، انتهت بهزيمتها، بفعل الفارق الهائل بالسلاح، لصالح الحوثي.
 
كذلك شهدت مناطق أخرى مثل عتمة في ذمار، مواجهات متقطعة ضد الحوثيين في 2015 و2017 انتهت هي الأخرى بهزيمتها لصالح الحوثي. كما شهدت عدة قبائل في محافظة البيضاء محاولات للتوحد، طيلة السنوات الماضية، في رداع وقيفة، وآل عواض، لم تكن مصيرها بأفضل حال من سابقاتها.
 
الهزائم العسكرية التي لحقت بالقبائل، لم تكن كل نتائجها سلبية، لكنها فتحت الآمال مجددا بخيار التوحد في مواجهة الحوثي وفاعليته في الحفاظ على أمن وسلامة المناطق التي تقطنها ومصالحها المختلفة، مثلما حدث لاحقا في منطقة خبزة بقيفة أو في الجوف.
 
ويوجد تشابه في مستوى التوجه نحو وحدة القبيلة من منطقة إلى أخرى. ففي صنعاء مثلا، ما زال تأثير الانقسام الحزبي على القبيلة يقف عائقا حقيقيا أمام توجه شيوخ القبيلة نحو إعادة الاتحاد.
 
وقال الدكتور عادل دشيلة، إن "الحملة الحوثية الجديدة على قبيلة همدان المستمرة منذ أسابيع، تورط بها شخصيات من الموالين للحوثي والمؤتمر ضد قرى ومناطق أخرى يعتبرونها موالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح".
 
وهو الأمر الذي أكده عبدالوهاب قطران، من أبناء قرية الجاهلية حيث تستعر الحملة الحوثية، مشيرا إلى أن الحملة الحوثية تستهدف المناطق التي يعتقد الحوثي أنها موالية لحزب الإصلاح.
 
وندد قطران -في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر"- بصمت عدد كبير من شيوخ قبائل همدان أمام الحملة الحوثية، وحذرهم من مغبتها.
 
ويؤكد سليم عبدالعزيز الباحث في شؤون جماعة الحوثي، إن القبيلة تختلف من منطقة إلى أخرى، في سعيها نحو التوحد، تمثل العلاقة بالسلطات أحد أهم العوائق التي تقف في وجه وحدة قبلية واسعة ضد الحوثي في المرحلة الحالية، لكنه لا يستبعد أن تتغير تلك العلاقة في المستقبل وتسارع القبيلة في اتجاه وحدتها.
 
وضع قبيلة حاشد
 
أشار أستاذ جامعي من أبناء القبائل في صنعاء- طلب عدم الكشف عن هويته- إلى أن كل قبيلة تختلف عن الأخرى في مواجهة عوامل تفكيكها. وقال أن حاشد على سبيل المثال، مثلت في جنازة تشييع صادق الأحمر وتنصيب حمير خلفا له في مشيخة القبيلة محاولة واضحة من احتشاد حاشد خلف قادتها.
 
ولفت إلى أن أهم عوامل هذا الاحتشاد بالطبع هو موقف أسرة الأحمر في مواجهة الحوثي والإمامة الجديدة، دون أن يكون هو السبب الوحيد.
 
من جانبها اعتبرت الباحثة الدوسري تشييع صادق الأحمر بكثافة، هو رد فعل واسع من قبيلة حاشد على تفككها الذي ساهم في إسقاط الجمهورية، وقالت في تصريح لـ"يمن شباب نت"، إن "احتشاد حاشد في جنازة صادق الأحمر، بمثابة استفتاء من قبيلة حاشد على تمسكها بالقبيلة كبنية اجتماعية مؤثرة".
 
وقال شيوخ قبليون في حاشد إن وضعهم حاليا تجاه وحدة القبيلة أفضل بكثير مما كان عليه الوضع في 2014 وما قبلها. وأشار إلى أن القبيلة تجاوزت أسباب كثير من الصراعات التي فرقتها في السنوات والعقود الماضية.
 
وأشار مصدر قبلي في عمران إلى حضور أبرز خصوم بيت الأحمر، جنازة صادق، وتنصيب حمير شيخ خلف له ومنهم الشيخ حميد جليدان، والشيخ مبخوت المشرقي والشيخ أبو عوجا، وهم أبرز حلفاء الرئيس السابق صالح الذين ناهضوا أسرة الأحمر في حاشد نهاية 2013 وحتى سقوطها في 2014، أثناء تحالف صالح مع الحوثي.
 
يتفق كثيرون على أن مقتل صالح، والتنكيل الذي لحق بشبكته ساهم في تلاشي أسباب الصراع في حاشد. وقال مصدر قبلي في حاشد لـ"يمن شباب نت"، إن "معظم شيوخ حاشد وشخصياتها الرئيسية في مختلف قبائلها ليست مع الحوثي، وكل المؤثرين والمشايخ في حاشد، تماسكوا أكثر بعد انهيار شبكة مشايخ صالح، وصارت تكن الاحترام أكثر لبيت الأحمر".


 
وقال مصدران قبليان لـ"يمن شباب نت": "تعمل أسرة الأحمر وشيوخ حاشد على مواجهة عوامل تفكيك القبيلة"، مؤكدين أن "بقاء أسرة الأحمر في مناطق سيطرة الحوثي للحفاظ على وضع القبيلة".
 
وأكد سليم عبدالعزيز، أن "بيت الأحمر في حاشد لهم دور مهم في تثوير القبيلة وجعلها تمارس الدور السياسي وصولا لكبح جماح الكثير من أن يكونوا مطية إمامية سابقا وحاليا ..هذا عامل مهم خصوصا في هكذا منعطفات تاريخية وقاسية".
 
لكنه أشار إلى أن ثقل قبيلة حاشد الرئيسي مصدره علاقتها بالسياسة والسلطة، وما دامت بعيدة عن السلطة وغياب شيخ كاريوكي يقودها بمستوى الشيخ عبدالله بن حسين يصعب من وحدة القبيلة.
 
وعن دلالة احتشاد القبيلة في جنازة صادق يقول سليم يمكننا تفسيره من زاويتين:
 
الأولى: "تنم عن خيبة أمل وطمعا في رجاء بأن تعيد لحمتها من جديد وبالتالي تحاول اكتساب الزخم  والبريق الذي كان ولم يعد يغري".
 
والثانية: "أنها ترى ضرورة استعادة لحمتها واكتساب نفوذها من ثم او المحافظة على كيانها أملا في خلق ترتيب خاص لها مع السلطة الحوثية او الشرعية".
 
وكل هذا دليل على اعتراء الضعف والخور والانقسام داخلها وليس العكس.. فثقافتهم كقبيلة دايما وتاريخيا متقلبة وميالة وتهفو للسلطة ايا كان شكلها ورسمها وطريقها ومن أي كانت وليست كما ننظر او نحاول ايجادها على انها صاحبة موقف وسلوك دايم وترفض كل ما سواه.
 
إلا أن عبدالعزيز يضع نقطة مهمة لاستعادة حاشد دورها ومكانتها: "التحدي الأبرز أمامها كقوة هو ما تراه وترومه -بافتراض أنها موحدة الشعور والموقف والسلوك- من استعادة توازنها النفسي والقبلي ابتداء، فهذا هو ما تفتقده اليوم وبالتالي انسحب على وزنها السياسي والاجتماعي ككل.. والحوثية تلعب على خلخلة هذا التوازن داخل وفي كل وعموم القبل والجهات والمناطق".
 
 
 إضافة إلى أن النظر لحاشد كقوة خارج إطار الجمهورية والصف الوطني المناهض للحوثية خطأ فحاشد لو أرادت أن تعود وتكون حاشد فعليها أن تكون حاشد موقفا وسلوكا ووجودا وطنيا قبل اي شئ أخر.
 
 
الهدنة.. محاولات جديدة لتوحيد القبيلة
 
في مواجهة كثافة الهجمات الحوثية، على القبائل وقراها، ومصالحها، منذ الهدنة الأممية في مطلع أبريل/ نيسان 2022، ظهرت محاولات قبلية متعددة للتوحد أيضا، لحماية نفسها ومصالحها.
 
وتقول ندوى الدوسري التي كتبت عدة أبحاث عن القبائل، إن "هناك علاقة عداء شديدة بين القبيلة وبين الحوثي، الذي قطع كل المصالح التي كانت تحصل عليها من حكومات الجمهورية، وتمادى الحوثي في إهانتها، وإذلالها وتغيير بنيتها الاجتماعية والثقافية، وخاضت معه عدة مواجهات عسكرية خاسرة، إلا أنها لم تستسلم تماما".
 
وأضافت،" تحاول القبيلة الآن، الحفاظ على مناطقها من المواجهات ومن الفوضى، وهي المحدد الرئيس حاليا لطبيعة العلاقة الصعبة والمقعدة ضد الحوثي".
 
في نوفمبر/ تشرين الثاني من السنة الفائتة؛ وقعت معظم قبائل دهم في محافظة الجوف، وثيقة وحدة قبلية، تنص على وقوف القبيلة صفا واحدا في مواجهة أي عدوان داخلي أو خارجي.
 
ويفسر تاريخ الوثيقة التي صدرت في أول نوفمبر الماضي، العدوان الداخلي بمليشيا الحوثي، التي حاولت السيطرة على عشرات الكيلو مترات من مزارع قبيلة همدان في مركز محافظة الجوف.
 
ويشير دلالة العدوان الداخلي إلى مرحلة شديدة من العداء بين قبائل دهم ومليشيا الحوثي. نجحت الوقفة القبلية الكبيرة في حزم الجوف في صد حملة عسكرية حوثية كبيرة كان يشرف عليها عبدالكريم الحوثي.


 
وكان التجلي الأبرز لأحد أهم نجاحات التوحد القبلية في مواجهة الحوثي، ما حدث في منطقة خبزة بقيفة في محافظة البيضاء في يوليو/ تموز الماضي؛ حيث احتشدت قبائل قيفة صفا واحدا في وجه حملة حوثية استهدفت القرية، في منتصف يوليو.
 
وقاد الشيخ أحمد سيف الذهب، الذي يملك ثقلا قبليا متناميا، وساطة لمنع الحوثي من اقتحام القرية بعد مواجهة استمرت أسبوعين. ووضع الشيخ الذهب ومعه شيوخ قيفة الحوثيين أمام خيار مواجهة كل قبائل قيفة إن لم يسحب حملته العسكرية من محيط خبزة ويتوقف عن قصفها، مقابل وساطة قبلية يقودها هو وشيوخ آخرين.
 
وأسفر التوحد القبلي في منطقة ردع في صد أول حملة عسكرية حوثية وردعها عن تحقيق أهدافها منذ الهدنة، رغم استخدام السلاح الثقيل والدبابات والمسيرات.
 
وقال مصدر قبلي في البيضاء لـ"يمن شباب نت"، إن "شيوخ قيفة، يتجهون إلى إعادة وحدتهم في ظل الأوضاع الراهنة، حماية لمصالحهم وقبائلهم من الاستهداف".
 
يقول الباحث دشيلة خلال حديثه لـ"يمن شباب نت"، إن" وضع القبيلة في محافظات الجوف والبيضاء ومأرب يختلف عن أوضاع القبيلة في صنعاء وعمران".
 
وأشار إلى أن مستوى وحدة القبيلة وتباينها الفكري والاجتماعي والسياسي ضد الحوثي أهم عوامل الاختلاف، ويميل لصالح أن يكون على القبائل في منطقة الشرق دور بارز في مواجهة الحوثي، وسيساعد القبائل في عمران وصنعاء على التقاط أنفاسها.

وأوضح أن القبائل مثلا في البيضاء متماسكة أكثر ضد الحوثي سياسيا وفكريا، ويعول عليها أن تساعد القبائل في المناطق الشمالية الخروج من تحت حكم الحوثي مستقبلا، لكن الوضع برمته مرتبط بالتطورات العسكرية والأمنية بمجمل أوضاع البلد.

ورغم البطش الحوثي وقوته الأمنية والعسكرية، يقول دشيلة إن "القبائل في المناطق الشرقية ستساهم ربما في قيادة انتفاضة قبلية في المستقبل.
 


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر