منافذ تعز.. الحكومة ترفض خطوة الحوثي.. والأوروبي يشدد.. وفرنسا تؤكد: لا حل إلا بفتح طريق رئيسي

[ تعز.. طريق "الأقروض" الجبلي والطويل هو الطريق الوحيد الذي اتاحته ميليشيات الحوثي لسفر أبناء تعز ما يعرضهم لخسائر فادحة ]

رفضت الحكومة اليمنية خطوة الحوثي الأخيرة بفتح طريق "غير معروف" بتعز قالت إنه لم يدخل ضمن الاتفاقات. وفي حين شدد الإتحاد الأوروبي على أنه قد "حان الوقت لقبول مقترحات المبعوث الأممي لإعادة فتح الطرق، لا سيما حول تعز"، أكدت فرنسا، بشكل مستقل، على أن "فتح طريق رئيسيّ واحد على الأقل في تعز هو الحل الوحيد لوضع حدّ لمعاناة الشعب في هذه المدينة، ولتحسين الوضع الإنساني، وللتأكيد على اختيار الحوثيين للسلام".
 
وأعتبر الإتحاد الأوروبي، في بيان مقتضب نشرته بعثة الإتحاد في اليمن على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) اليوم الخميس (7 يوليو)، أن القبول بمقترحات المبعوث الأممي لإعادة فتح الطرق، لا سيما حول تعز "سيمثل أفضل هدية عيد لليمنيين الذين يريدون السلام ويستحقونه".
 

 
ورحب الإتحاد الأوروبي- في البيان نفسه- بنتائج الاجتماع الثالث للجنة التنسيق العسكرية "الذي عزز الالتزام والتنسيق بين الأطراف بشأن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة". في إشارة إلى البيان الصادر عن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس الأربعاء، 6 يوليو، بخصوص نتائج آخر اجتماعات لجنة التنسيق العسكرية في الأردن.
 

الهدنة بين المفاوضات والواقع

وكان المبعوث الأممي أكد في البيان المذكور على أن ضباط الارتباط الممثلون للأطراف في لجنة التنسيق العسكرية "وافقوا على تثبيت الهدنة الحالية من خلال تجديد التزامهم بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه وتجميد الأنشطة العسكرية في الميدان".
 
وعلى العكس مما جاء في هذا البيان من تأكيد على تلك الالتزامات، كانت الأحداث على أرض الواقع تنحو منحا مختلفا تماما. حيث أعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، مساء الأربعاء نفسه، ارتكاب مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، 93 خرقاً للهدنة الأممية في جبهات سبع محافظات يمنية (الحديدة، تعز، الضالع، حجة، صعدة، الجوف، ومأرب)، ما بين "إطلاق النار على مواقع الجيش بالمدفعية والعيارات المختلفة، وبالطائرات المسيّرة المفخخة"، وذلك كحصيلة ليوم واحد فقط: الثلاثاء: 6 يوليو.
 
 
 منافذ تعز.. المعضلة الكبرى

أما ما يتعلق بفتح الطرقات، لا سيما في تعز بشكل خاص، فقد واصل الحوثيون رفضهم مقترحات المبعوث الأممي بهذا الخصوص، وبدلا من ذلك قاموا يوم أمس الأربعاء بالإعلان "من جانب واحد" عن فتح طريق فرعي يسمى طريق "الخمسين والستين"، وهو طريق كان الفريق الممثل للحكومة اليمنية في مفاوضات الأردن قد رفضه في وقت سابق، كونه طريق غير معروف وشقه الحوثيون مؤخرا ليبدو كأحد الطرقات الفرعية.
 
وقال رئيس الوفد الحكومي المفاوض عبد الكريم شيبان، في اتصال مع قناة "يمن شباب" عصر اليوم الخميس، إن هذا الطريق لم يوافق عليه ممثلو الجانب الحكومي في وقت سابق أثناء النقاشات التي تمت بين الوفدين بالأردن، منوها إلى أن الحوثيين الذين رفضوا تنفيذ مقترح المبعوث الأممي المقدم بتاريخ 6 يونيو الماضي، ما زالوا يتلاعبون بالوقت وبالاتفاقات كما هو عهدهم دائما..
 
وإذ جدد شيبان التأكيد على أن هذا الطريق غير معروف ولم يدخل ضمن الاتفاقات، كونه يعتبر موقعا حربيا، فقد شكك بنواياهم من وراء الإصرار على فتحه دون اتفاق..!!
 
وأبلغ مصدر في لجنة المفاوضات الحكومية "يمن شباب نت" أنه من المقرر أن يصدر الوفد الحكومي الليلة بيانا رسميا بشأن موقفه من فتح الحوثي ما يسمى "طريق الخمسين الستين" من طرف واحد.
 
من جانبها، أشادت فرنسا، في بيان مستقل اليوم الخميس، بنتائج اللجنة العسكرية التي اجتمعت في 5 يوليو في عمان بالأردن تحت رعاية الأمم المتحدة. لكنها شددت في الوقت نفسه على "ضرورة فتح الطرق الرئيسية، لا سيما في تعز، لتعزيز عملية السلام".
 
وقالت فرنسا، في بيان نشره السفير الفرنسي لدى اليمن السيد جان ماري صفا اليوم الخميس على صفحة السفارة الفرنسية الرسمية على تويتر: "قدمت الحكومة الشرعية العديد من التنازلات لأنها تعمل لخدمة الشعب اليمني".

وشددت على "إن فتح طريق رئيسي واحد على الأقل في تعز هو الحل الوحيد لوضع حد لمعاناة الشعب في هذه المدينة، ولتحسين الوضع الإنساني، وللتأكيد على اختيار الحوثيين للسلام".
 

 

المبعوث يزيد الطين 

وأمس الأربعاء (6 يوليو)، رفع الفريق الممثل للحكومة بمفوضات الأردن رسالة رسمية إلى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، أعرب فيها عن استغرابه بشأن تغيير المبعوث الأممي مقترحه السابق واستبداله بمقترح أخر جديد بتاريخ 3 يوليو الجاري "والذي لم يرد فيه فتح الطريق الرئيسي الذي ورد في مقترحكم السابق والذي تعاطينا معه بإيجابية..". وفقا للرسالة
 
كما استغرب الفريق، في رسالته المذكورة، من عدم دعوتهم لحضور الاجتماعات في عمّان "لمناقشة هذا التراجع، وأسباب ومبررات رفض الطرف الحوثي له، ولفتح طريق رئيسي، خاصة وأن وفد الطرف الأخر تم دعوته لحضور اجتماعات عمّان".       
 
وأوضحت الرسالة للمبعوث أن مقترحه الأخير بتاريخ 3 يوليو "لا يخفف من المعاناة التي يعانيها الناس، وتم استبعاد الطرق الرئيسة المعروفة التي تربط بين تعز والمدن الأخرى".
 
وذكرت الرسالة المنافذ الخمسة المقترحة التي يرغب الوفد الحكومي من الطرف الأخر بأن يتعاطى معها بإيجابية (أنظر نص الرسالة أدناه)
 

 اضغط على الصورة للحصول على حجمها الحقيقي الواضح

ولم تشر الرسالة إلى صيغة المقترح الجديد الذي تقدم به المبعوث الأممي في 3 يوليو، على أنقاض مقترحه السابق في 6 يونيو. لكنها اختتمت بتنويه المبعوث الأممي إلى أن "الطرف الأخر يستهلك الوقت في كل هدنة"، مؤكدة في الوقت نفسه على تحميله تبعات فشل الهدنة.
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر