مع قرب نهاية الهدنة الأممية

نددت بالتواطؤ الدولي.. احتجاجات وحملات إلكترونية تدعو لإجبار مليشيات الحوثي على إنهاء حصار تعز (تقرير)

على مدى أسبوع كامل تصاعدت الاحتجاجات الشعبية والحملات الإلكترونية المكثفة للمطالبة بإنهاء الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية منذ أكثر من سبع سنوات على مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)؛ وفك الطرق تنفيذاً لبنود الُهدنة التي تراعها الأمم المتحدة منذ مطلع أبريل الماضي والتي أوشكت على الانتهاء.
 
وتضمن إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في الأول من أبريل الماضي موافقة الأطراف على وقف العمليات العسكرية و إجراءات لبناء الثقة من بينها تشكيل لجنة من الطرفين لإعادة فتح معابر تعز المغلقة.
 
وجاء في نص الإعلان الأممي عن الهدنة أنه "فور دخولها حيز التنفيذ سوف يدعو المبعوث الخاص الأطراف إلى اجتماع للاتفاق على فتح طرقات تعز وبقية المحافظات"؛ غير أن ذلك لم يتم حتى اليوم بفعل تعنت الحوثيين وعدم وجود ضغوط دولية كافية تلزمه بفعل ذلك حسب روايات رسمية واتهامات لفعاليات حقوقية وسياسية واجتماعية في المحافظة.
 

فعاليات احتجاجية

استمرار المليشيا في حصارها للمدينة وما قابله من تواطؤ دولي، دفع ناشطين حقوقيين ومنظمات وكيانات مجتمعية إلى تنفيذ وقفات احتجاجية يومية في عدد من منافذ الحصار التي تفرضها المليشيا الحوثية على المدينة، كما أقاموا صلاة الجمعة الأخيرة في المنفذ الشرقي للمدينة وطالبوا المليشيا بإنهاء الحصار وفك الطرق "فوراً" كحق أصيل وإنساني لأبناء المدينة وتنفيذاً لالتزامات الهُدنة التي تدخل أسبوعها الأخير.

 

وطالبت الفعاليات الحقوقية والشعبية في بياناتها، مجلس القيادة الرئاسي، التوقف عن سياسة التنازلات، واتخاذ موقف شجاع وتاريخي بوقف كل أشكال التشاور والمفاوضات مع الأمم المتحدة قبل رفع حصار تعز كاملا.
 
ودعت الفعاليات، الأمم المتحدة، إلى الكف عن هذا التجاهل المريب لكارثة إنسانية يعيشها الملايين في تعز، والتنفيذ الفوري لتعهداتها بفتح طرقات المدينة، وبدء عملية شاملة لإغاثة السكان المحرومين من المساعدات الإنسانية منذ سنوات.
 
واستغربوا من "تماهي الأمم المتحدة ومبعوثها للبلاد مع محاولات مليشيا الحوثي تحويل هذا الحق الانساني إلى مجال للمقايضة والابتزاز، وفرض شروط سياسية، في جريمة لا تقل قبحا وشناعة عن الحصار الذي تمارسه على تعز منذ سبع سنوات".
 
كما ناشد المحتجون العالم الحر بكافة منظماته، وهيئاته التدخل وممارسة الضغوط لرفع الحصار عن مدينة تعز بشكل كامل ، والمبادرة إلى إغاثة ملايين المتضررين، ودعم جهود استعادة الحياة في المحافظة.
 

صوت للعالم

واستمراراً للفعاليات الاحتجاجية ومحاولات لفت أنظار العالم للكارثة الإنسانية في تعز، نظم ناشطون ومغتربون يمنيون، أمس الأحد، وقفة احتجاجية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، للمطالبة برفع الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على مدينة تعز.
 
ورفع المحتجون لافتات ورددوا هتافات تندد بالصمت الدولي إزاء الحصار المفروض على المدينة التي يقطنها أكثر من 4 ملايين نسمة، مطالبين بإجبار مليشيات الحوثي على فتح الطرقات الرئيسية ونزع الألغام التي زرعتها.
 


وقال بيان الوقفة: "شهر واحد من الآن وستكون محافظة تعز قد بدأت عامها الثامن منذ بدء أطول حصار عرفته اليمن طوال تاريخها، حيث جاء الحوثيون بدبابات الدولة التي نهبوها من المعسكرات الحكومية في العاصمة صنعاء وغيرها، وقدموا إلى مدينة تعز وأحكموا الطوق عليها من جهاتها الأربع.
 
وأوضح البيان، أن المدينة قاومت الحصار الجائر وتمكنت من فتح طرق بديلة وعرة كلفت المحافظة آلاف الضحايا ومئات الملايين من الدولارات كخسائر اقتصادية  ودمار يحتاج لعقود طويلة لمعالجة هذه الحملة العسكرية الإجرامية.
 
وأضاف: "نقف اليوم أمام هذه محكمة العدل الدولية الموقرة، في محاولة منا لإيصال الصوت الغائب عن أسماع العالم، وإيصال الصورة التي يتعامى العالم عن مشاهدتها".
 
ولفت البيان إلى أن أكثر من أربعة ملايين مواطن يرزحون تحت قساوة الحصار، ورحمة الألغام والقناصة المنتشرين في التلال المحيطة بالمدينة، ومئات من الأطفال والنساء ممن سقطوا بنيران أولئك القناصين الذين لايفرقون بين طفل وامرأة أو رجل.
 
وجدد المحتجون مطالبة المجتمع الدولي بتحريك هذا الملف والضغط على هذه الجماعة المسلحة لإرغامها على إعادة حق استخدام الطرقات كأهم حق من حقوق الإنسان، والضغط على رفع الألغام والقناصة، وإعادة الحياة الاعتيادية إلى المحافظة.
 

تظاهرة إلكترونية
 
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، تظاهرة إلكترونية كبيرة سلطت الضوء على المعاناة المستمرة لأبناء وسكان تعز نتيجة استمرار الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية.
 
وجاءت التظاهرة الموسومة بـ (#ارفعوا_الحصار_عن_تعز #EndTaizSiege) استجابة لدعوة من أكثر من 20 منظمة حقوقية ضمن تحركات واسعة للمطالبة بفك الحصار الحوثي عن المدينة ذات الكثافة السكانية.
 
وهدفت الحملة إلى "خلق ضغط مجتمعي وحقوقي وسياسي على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية لإنهاء المأساة الإنسانية في تعز، وإيقاف مختلف الانتهاكات، وذلك برفع الحصار، وتحرير حركة المدنيين من القيود المفروضة بإغلاق المنافذ وزرع الألغام ونشر القناصة على الجبال والتلال وأسطح البنايات المحيطة بالمدينة"، حسب بيان للقائمين عليها.

 

كما سعت إلى "خلق رأي عام ضاغط على الأطراف الفاعلة والمؤثرة في المشهد اليمني لإلزام جماعة الحوثي برفع الحصار عن تعز، وفتح المنافذ وسحب القناصة والمدفعية وقاذفات الصواريخ من محيط المدينة، والكشف عن خرائط وحقول الألغام في المناطق المأهولة والطرقات، كما تعمل الحملة على إنتاج حراك شعبي مقاوم لحالة الحصار، وتنظيم المجتمع لمواجهة الانتهاكات التي تطال أفراده وفئاته".
 
ولفتت التظاهرة الأنظار إلى تعاطي المجتمع الدولي الهامشي لقضية حصار تعز والتعامل معها كقضية فرعية لا تلقى الاهتمام اللازم في جهود إنهاء الحرب في اليمن.
 
وسلّطت التظاهرة على الكارثة الإنسانية التي تشهدها المحافظة على مدى أكثر من سبع سنوات ولاتزال كإحدى تبعات الحصار، كاشفين عن أرقام صادمة حول انهيار البنى التحتية من مياه وكهرباء وطرق ومستشفيات نتيجة الحصار وآثار ذلك على المجتمع.
 
كما عرض نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من المشاهد المأساوية لحوادث سير تسبب بها لجوء مواطني تعز المحاصرة إلى سلوك طرق فرعية خطرة للتنقل بين مركز المدينة وباقي المناطق في أرياف المحافظة والمحافظات الأخرى.

 
وكشفت التظاهرة الإلكترونية أرقام صادمة عن ضحايا الانتهاكات الحوثية التي صاحبت الحصار التي تفرضه المليشيا على المدينة منذ ثمانية أعوام.
 

أرقام من وحي الكارثة
 
بحسب مركز تعز الحقوقي؛ فإن 3590 مدنيا قتلوا، منهم 761 طفلا و347 امرأة و289 مسنا، وأصيب 13736 آخرون، منهم 3155 طفلا و1180 امرأة و764 مسنا خلال الأعوام من 2015 إلى 2020، جراء أعمال القصف والقنص التي نفذتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق سكان المحافظة.
 
من جهته وثق تحالف رصد مقتل(549)مدنيا بينهم(92)طفلا و(49) امرأة و(33)مسنا وجرح (824)بينهم (155)طفلا و(51)امرأة و(38) مسنا جراء الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية وحولّت من خلالها مدينة تعز "منطقة موبوءة".
 
كما وثق التحالف الحقوقي، تسبب مخلفات الحرب الحوثية من ألغام وعبوات ناسفة وذخائر متفجرة في تعز في تدمير (10) مرافق تعليمية، وإلحاق أضرار جزئية ب(4) مرافق صحية، وتدمير(9) مقرات حكومية، إلى جانب تدمير (8) خزانات مياه، وتفجير (3) مساجد و(29) جسر وطريق.

 

من جهتها قالت رابطة أمهات المختطفين، إنها وثقت منذ بداية الحرب تعرض مالا يقل عن "417" مواطناً للاختطاف في نقاط التفتيش التابعة لجماعة الحوثي التي تحاصر مدينة تعز من اتجاهات متعددة.
 
وعن المعاناة التي تسبب بها إغلاق الطرق الرئيسية واضطرار الناس إلى سلوك خطوط وعرة كخط "هيجة العبد" كشفت تقارير رسمية، عن وفاة 32 شخصاً، وإصابة 152 آخرين في 21 حادث سير شهده الطريق (هيجة العبد)، خلال الفترة من 2017 إلى 2021م، علاوة على وقوع نحو 40 حادثة انقلاب شهريًا في الطريق والطرق الأخرى.


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر