"منح الأولوية لمعاناة المدنيين".. هل يساعد النهج الأممي الجديد في إنهاء حرب اليمن؟

[ يمنيون في مدينة تعز يتسوقون في 2 إبريل 2022 مع بدء سريان الهدنة (رويترز) ]

انتهت العديد من الحروب عندما أدرك وسيط خارجي أن المدنيين المحاصرين في الصراع هم أدوات مفيدة لتحقيق السلام، إذ يمكن لمحنة الأبرياء أن تلزم الأطراف المتحاربة، من ثم يُنتج التعاطف المشترك الثقة المشتركة أثناء التفاوض.

ويرى موقع «Christian Science Monitor» الأمريكي، أن هذا التكتيك يساعد في تفسير الهدنة المفاجئة في اليمن بعد سبع سنوات من الحرب، وقال: "بأن حرب اليمن أمام نهج جديد من قبل وسيط جديد للأمم المتحدة يضع أولويات المدنيين أولاً، مما يؤدي إلى هدنة ومزايا أخرى واعدة بالسلام، وإذا أدى توقف العنف إلى سلام عادل، فيمكن اعتبار الناجين منتصرين لا ضحايا". 

وأشار تقرير الموقع الأمريكي الذي - ترجمة "يمن شباب نت" - بأن الهدنة التي بدأت في 2 أبريل/ نيسان، تعكس التحولات داخل وحول هذه الحرب الأهلية في شبه الجزيرة العربية، إذ يبدو أن الخصمين الخارجيين، إيران والمملكة العربية السعودية، قد سئموا من هذا القتال بالوكالة من أجل السيطرة على الشرق الأوسط. 

وأضاف "في اليمن يبدو الحل العسكري بين الفصائل المسلحة بعيداً". 

ولفت: "منذ أواخر عام 2021، كان الوقت قد حان لقيام وسيط جديد من الأمم المتحدة، هانز غروندبرغ، بإدخال نهج يتضمن الاستماع إلى المجموعات النسائية والقبائل والمجتمع المدني بشأن أولوياتهم، وكانت النتيجة هدنة تشمل إغاثة اقتصادية ذات مغزى اضافة لتوسيع المشاركة السياسية". 

وتابع التقرير: "تخلت المملكة العربية السعودية عن حليفها الرئيسي الذي لا يحظى بشعبية في اليمن، الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي الأسبوع الماضي، وساعدت أيضًا في إنشاء مجلس قيادة جديد واسع القاعدة قد يفتح الباب أمام المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران للاتفاق على حكم مشترك".

 ُبالإضافة إلى أنه سمح للسفن بالدخول إلى ميناء رئيسي لجلب الوقود الذي تشتد الحاجة إليه، وأيضا من المنتظر استئناف الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء، واتفقت الأطراف المتحاربة على فتح الطرق للسماح بتدفق المساعدات والتجارة والأشخاص بين المناطق المتنازع عليها، ووعدت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بحزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار. 

يعتمد نهج السيد غوندبرغ متعدد المسارات على الجهود المستمرة لمنح صوت لملايين اليمنيين الذين ما زالوا يعانون من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، المحادثات المباشرة نحو تسوية سياسية لم تبدأ بعد، وليس لدى الأمم المتحدة أشخاص على الأرض لمراقبة وقف إطلاق النار. 

ومع ذلك، يقول الدبلوماسي السويدي، "عبر تعدد الأصوات، ظهرت رسالة مشتركة - اليمنيون يريدون إنهاء الحرب، ويريدون سلامًا عادلًا ودائمًا". 

ووفقا للتقرير، تم توقيت الهدنة بشكل جيد لتتزامن مع شهر رمضان المبارك، إذ قد يساعد وقت الصيام والصلاة في إذابة أحد التوترات الأخرى في اليمن: وهو التنافس بين أفرع الإسلام، كما ساعد عمل السيد غروندبرغ أيضًا سلطنة عمان المجاورة، وهي دولة صغيرة تلعب دور وسيط محوري في الشرق الأوسط، فضلاً عن ضغوط الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية وإيران. 

ومع ذلك، يعود الفضل في السلام الناشئ إلى المدنيين اليمنيين، حيث قال السيد غروندبرغ إنهم "متحدون في رغبتهم في التمسك بالهدنة وتجديدها وترسيخها كخطوة نحو السلام".  فمن خلال الاستماع إلى أولويتهم الأولى - تعزيز الاقتصاد - وسع الوسطاء الباب أمام السلام السياسي. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر