مخاوف تكون "هدية للحوثيين".. بايدن يواجه ضغوطاً لاستئناف المساعدات بمناطق سيطرة الميلشيات (ترجمة)

مع اقتراب اليمن الفقير من المجاعة، يكثف النشطاء والمشرعون الامريكيون الضغط على البيت الأبيض لاستئناف عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات الإنسانية التي أوقفتها إدارة دونالد ترامب، العام الماضي.

 
وبحسب صحيفة «Al-Monitor» الامريكية، - ترجمة "يمن شباب نت" - كتب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي رسالة قالوا فيها "يحتاج المدنيون الأبرياء إلى مساعدتنا الآن أكثر من أي وقت مضى". ويوم الاثنين، حث وزير الخارجية أنطوني بلينكين، وغلوريا ستيل، القائم بأعمال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على "تنفيذ المساعدة بدون اعتبارات أو ضغوط سياسية".

 
وقال أعضاء مجلس الشيوخ: "لا سيما في حالات الطوارئ المعقدة والممتدة مثل تلك الموجودة في اليمن، فإن تقديم المساعدة المحايدة وغير المتحيزة والمبنية على الاحتياجات هو ضرورة إنسانية".
 

وتأتي دعوتهم بعد ما يقرب من عام من تعليق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 73 مليون دولار من المساعدات لشمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون في مارس/ آذار الماضي، مشيرة إلى مخاوف من تدخل المتمردين المتحالفين مع إيران في توزيع الإمدادات الإنسانية.

 
وقد خصصت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية استثناءات لتوفير التمويل "لنشاط المنظمات غير الحكومية المهم" لكن وكالات المعونة وصفت الإعفاءات بأنها ضيقة للغاية بحيث لا تكون فعالة.
 


وتحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار تعليق المساعدات سيؤدي إلى تفاقم ما تعتبره الأمم المتحدة بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ما يقرب من 80 ٪ من سكان اليمن - أكثر من 24 مليون شخص - يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، كما تقول الأمم المتحدة، مع وجود حوالي خمسة ملايين يمني "على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة".
 

وقال ائتلاف من جماعات المجتمع المدني المناهضة للحرب في رسالة إلى الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي: "إن هذه المعاناة التي لا داعي لها لن تتفاقم إلا بسبب استمرار تعليق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية". وأضافوا بالقول "نشعر بالقلق من أنه بغض النظر عن نشاط الحوثيين، فإن العبء الأكبر لهذا التعليق المستمر سيتحمله المدنيون المستضعفون، وليس المسؤولون والقادة الحوثيون".
 

ويشير الموقعون على الرسالة إلى أن الحوثيين خففوا من عراقيلهم، وأسقطوا مطالبهم بفرض ضريبة بنسبة 2٪ على الأنشطة الإنسانية والسماح للمنظمات غير الحكومية باستخدام القياسات الحيوية لرصد الاحتيال.

 
وكرر مسؤول إغاثة تحدث إلى المونيتور هذه المخاوف قائلا "من الصعب جدًا دفع الآخرين للتعهد عندما تقضي سياستك المعلنة بقطع المساعدات عن جزء كبير من البلاد لأننا لا نعتقد أن المساعدات تصل إلى من يجب أن يحصل عليها".


ومع استمرار الحرب المستمرة منذ ست سنوات، كافحت الأمم المتحدة لحشد التمويل الدولي لليمن، أفقر دولة في العالم العربي.  حيث جمع مؤتمر افتراضي عقد يوم الاثنين أقل من نصف هدف الأمم المتحدة البالغ 3.85 مليار دولار، مما يعني أن المزيد من وكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة ستشهد وضع خدماتها المنقذة للحياة في حالة توقف.
 

وقالت سلطانة بيغوم، مديرة المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين في اليمن: "الوضع خطير للغاية مع تخفيض الحصص الغذائية إلى النصف لملايين الناس في مواجهة تحذير من مجاعة رهيبة". مضيفة بالقول بأن "لدى إدارة بايدن فرصة للمساعدة في تغيير الوضع في اليمن".
 


وتأتي الجهود لاستعادة المساعدات إلى شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون مع تزايد الضغط على إدارة بايدن بشأن تعاملها مع الجماعة المتمردة. ففي الشهر الماضي، تراجعت الولايات المتحدة عن تصنيف إدارة ترامب للحوثيين كإرهابيين في خطوة رحبت بها وكالات الإغاثة التي حذرت من أن وضع المتمردين على القائمة السوداء سيعقد عملهم الإنساني ويقطع الواردات التجارية.
 

لكن فريق بايدن يتعرض لانتقادات بسبب رفع صفة الإرهاب دون الحصول على أي تنازلات من الحوثيين، الذين شنوا منذ ذلك الحين سلسلة من الهجمات عبر الحدود تستهدف المملكة العربية السعودية. قد يكون استئناف المساعدات الإنسانية للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون معقدًا بسبب الاتهامات بأن هذا التراجع، جنبًا إلى جنب مع إنهاء بايدن الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، كان هدية غير مقصودة للحوثيين.
 

وقال مسؤول إغاثة عن تعليق التمويل الأمريكي: "سيضطرون إلى التراجع عنها".  مضيفا "أعتقد أنهم يحاولون فقط معرفة، ما هي طريقة القيام بالمشي إلى الخلف الذي يحفظ معظم ماء الوجه ويؤدي إلى أقل قدر من الضرر؟".

 
وأعلنت إدارة بايدن، الثلاثاء، فرض عقوبات على اثنين من قادة الجماعة، متهمة الحوثيين بتأجيج "المحنة الإنسانية الأليمة للشعب اليمني".
 

تلوح كارثة إنسانية في الأفق في محافظة مأرب اليمنية، حيث كثف الحوثيون هجومهم على آخر معقل للحكومة المدعومة من السعودية في الشمال. تضخم عدد سكان المحافظة الغنية بالنفط خلال الحرب ليشمل حوالي 850 ألف نازح، وتحذر جماعات الإغاثة من أنه لن يكون هناك مكان آمن يلجأ إليه إذا نجح الحوثيون في الاستيلاء على مدينة مأرب.
 

يأتي الهجوم على مأرب في الوقت الذي تحذر فيه وكالات الأمم المتحدة من تفاقم أزمة الجوع في جميع أنحاء اليمن بسبب نقص التمويل. حيث أنه وبدون علاج عاجل، يتعرض ما يصل إلى 400 ألف طفل يمني دون سن الخامسة لخطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد هذا العام.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر