مجلة أمريكية: وصول "ايرلو" إلى صنعاء يشير إلى حرب مطولة في اليمن ويثير الشكوك حول نوايا التحالف (ترجمة خاصة)

[ الايراني "حسن ايرلو" اثناء حضورة احتفالية للحوثيين بصنعاء ]

قالت مجلة أمريكية "إن إعلان إيران عن وصول "حسن اريلو" إلى صنعاء - التي يسيطر عليها الحوثيين - باعتباره سفيرا لها، أثار لدى اليمنيين عددًا لا يحصى من الأسئلة كما أثار شكوكًا جديدة حول دور ونوايا التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن". 
 

وأضافت مجلة «Inside Arabia» في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" - "بأن ست سنوات من الحرب والحصار المفروض على اليمن أدت إلى خلق ظروف إنسانية مزرية وعدم استقرار بالإضافة إلى حالة من التشرذم، حيث من أكثر الأمور التي دفع ثمنها اليمنيون صعوبة السفر إلى الخارج أو العودة إلى الوطن".
 

إقرأ أيضاً..
أبعاد وتداعيات تعيين إيران سفير لها لدى جماعة الحوثيين (تحليل خاص)


وقد بقيت المطارات والموانئ تحت سيطرة التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، والذي يقاتل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.  والغرض المزعوم للسيطرة على المطارات والموانئ اليمنية هو منع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وفقا للتقرير. 
 

ووفق المجلة، "عندما تكون الرحلة متجهة إلى اليمن أو تغادره، يجب تقديم أسماء جميع الركاب إلى التحالف مسبقًا.  فبدون موافقة التحالف، لن يتمكن المواطن اليمني من ركوب الطائرة"، وقد صدم إعلان إيران عن وصول سفيرها إلى صنعاء الكثير من اليمنيين وجعلهم يتساءلون لماذا لم يستطع التحالف منع الدبلوماسي الإيراني من أن تطأ قدمه أرض اليمن؟ حيث أثار هذا التطور العديد من التكهنات وأثار شكوكاً اخرى حول دور التحالف ونواياه في اليمن. 

في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن وصول مبعوث إيراني جديد إلى العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، ونقلت وكالة فارس للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن "حسن إيرلو" سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اليمن وصل إلى صنعاء"، وبالفعل في سبتمبر 2019، عين الحوثيون إبراهيم الديلمي سفيراً مفوضاً وفوق العادة لليمن في طهران. 
 

في ضوء نجاح إيران في إرسال سفيرها إلى اليمن، يمكن استنتاج تفسيرين، الأول أن التحالف الذي تقوده السعودية أغفل عن قصد استعداد إيران لإرسال سفير إلى اليمن، كان يمكن للتحالف أن يصد مثل هذا التطور، لكنه لم يرغب في ذلك، وقد يكون هدفه ببساطة هو إطالة أمد الحرب في اليمن وإضعاف الحكومة اليمنية الشرعية والمعترف بها دوليًا. 
 

وبالفعل، فإن التحالف، بقيادة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، قد قوض مرارًا وتكرارًا الحكومة اليمنية في الجنوب، مما أدى إلى إبعادها بالكامل، بما في ذلك رئيس الوزراء والرئيس، في الوقت الحاضر تعيش الحكومة في المنفى في السعودية بينما يظل الحوثيون حاكمين لشمال اليمن. 
 

بعد ست سنوات من الحرب السعودية ظاهريًا ضد إيران في اليمن، أرسلت إيران بتحد سفيرها إلى صنعاء مما أثار حالة من النشوة بين الحوثيين، فقد بات الحلفاء اليمنيون لطهران الآن أقوياء ومسيطرون بينما حلفاء السعوديين مشتتون ومغتربون، هذا الواقع بدد أي آمال في أن السعودية ستعيد الحكومة في شمال اليمن أو جنوبه.

لكي تعيد المملكة العربية السعودية الحكومة اليمنية إلى السلطة، يجب عليها أولاً الاعتراف بصدق بشرعيتها من خلال السماح لها بالعودة إلى المناطق المحررة من الحوثيين وإعطائها مساحة لإدارة هذه الأراضي دون تدخل كبير ما لم تتم دعوة الرياض.  ماعدا ذلك، فإن التحالف يستخدم الحكومة اليمنية فقط لإدامة سياساته المدمرة في البلاد بهدف الاستيلاء على الخطوط الساحلية أو الجزر الاستراتيجية كما تفعل الإمارات في جنوب اليمن. 


التفسير الثاني لوصول سفير إيران إلى اليمن هو أن السعودية فشلت في كشف وإحباط نقل الدبلوماسي الإيراني إلى اليمن الذي مزقته الحرب، وهذا مؤشر على إخفاقات أخرى فيما يتعلق بمنع أنشطة التهريب التي تغذي الحوثيين إلى حد كبير بالأسلحة اللازمة لمواصلة الحرب. 
 

لكن إلقاء اللوم على التهريب لا يمكن أن يحفظ ماء الوجه، وسواء غضت المملكة العربية السعودية الطرف عن سفر إيرلو إلى صنعاء أو لم تكشف عن حركته، فلن يكون ذلك جيدًا لسمعة الرياض ومكانتها، لا سيما في اوساط اليمنيين والعرب المعادين لإيران. 
 

وكما هو متوقع، رحب الحوثيون بوصول السفير الإيراني، وقال وزير الخارجية المعين من قبل الحوثيين، هشام شرف، إن وصول السفير الإيراني إلى صنعاء كان بمثابة مقدمة لعودة عدد من السفراء الأجانب في المستقبل القريب، فيما أدانت الحكومة اليمنية في الخارج ذلك، معتبرة وصوله انتهاكاً للاتفاقيات الدولية.
 

وقدمت الحكومة شكوى رسمية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووصفت الأمر بأنه "خرق للالتزامات الدولية"، ونص البيان على أن وصول السفير الإيراني إلى اليمن "يشكل سابقة خطيرة تمس جوهر حقوق الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتسمح للدول والانظمة المارقة بتمكين المتمردين من انتهاك سيادة الدولة"، ومع ذلك، فإن هذا الخطاب لن يمنع إيران من تعزيز شراكتها مع الحوثيين. 
 


على الرغم من أن الولايات المتحدة أعربت عن عدم موافقتها على وصول إيرلو إلى اليمن، لا يبدو أن هناك شيئًا قادرًا على إضعاف العلاقة بين إيران والحوثيين، وقد غرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورجان أورتاغوس على تويتر: "هرب النظام الإيراني حسن إيرلو، وهو عضو في الحرس الثوري الإيراني مرتبط بحزب الله اللبناني، إلى اليمن تحت ستار "السفير" لدى ميليشيا الحوثي، نية إيران استخدام الحوثيين لتوسيع نفوذها الخبيث واضحة، على الشعب اليمني أن يقول "لا" لإيرلو وإيران". 
 

وبغض النظر عن أي تصريحات أو مواقف بشأن وصول سفير إيران إلى اليمن، فإن هذا التطور يشير إلى أن الصراع في اليمن لم يقترب من نهايته، إنه تذكير بأن إيران تعمق دورها في اليمن بينما يبدو أن المملكة العربية السعودية تفضل استمرار الانقسام بين الميليشيات بدلاً من اليمن الموحد والمستقر والسيادة. 
 

عندما سقط العراق في هاوية لا يمكن تصورها في عام 2003، لم تتأثر المملكة العربية السعودية على الرغم من أن البلدين يشتركان في الحدود، ظلت المملكة مستقرة وغنية بينما كان العراق محاصرا في فوضى مزمنة، الآن يبدو أن النهج السعودي هو نفسه فيما يتعلق باليمن، فحتى لو ظل اليمن في حالة حرب وكثفت إيران وجودها في البلاد ، يبدو أن القيادة السعودية تعتقد أن بلدها لن يصبح غير آمن أو غير مستقر. 
 

حتى الآن، لم تكن الصواريخ والطائرات بدون طيار الحوثية المتكررة التي تضرب الأراضي السعودية كافية لدفع القيادة السعودية إلى التفكير في الخطر الذي يشكله الحوثيون.  تعتبر المملكة العربية السعودية الحوثيين المتحالفين مع إيران عدوًا وجماعة إرهابية، لكنها ترى في وجودهم فرصة لإبقاء اليمن دولة منقسمة وهشة، ووصول سفير إيران الجديد إلى صنعاء مبرر آخر للحرب المطولة حتى مع استمرار معاناة الشعب اليمني إلى ما لا نهاية. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر