تحليل أمريكي: دعم التحالف للخصوم داخل تعز يفاقم الانقسام ويعرقل التقدم ضد الحوثيين (ترجمة خاصة)

قال تحليل لموقع «Gulf States Analytics» الامريكي ـ إن دعم السعودية والامارات لأطراف متنافسة داخل مدينة تعز اليمنية، يعمق من حالة الانقسام بين أعضاء التحالف في المدينة، برغم زعم كلا الدولتان دعمهما لحكومة الرئيس هادي.
 
أضاف التقرير الذي ترجمه "يمن شباب نت" إن الحوثيين الذين يسيطرون بالكامل على طريق تعز - عدن، والمدخل الشرقي للمدينة، بالاستمرار يقومون "بمنع وابتزاز مدفوعات مالية من المنظمات الإنسانية".
 
واشار الى أن "الاشتباكات المسلحة في مدينة تعز (وسط اليمن) استمرت بين الفصائل المتناحرة الموالية للحكومة" لافتا "بأنه وعلى مدار العام الماضي، أدت الجريمة والمناورة السياسية إلى تفاقم حالة الانقسام في صفوف حلفاء الحكومة المعترف بها دوليًا، في الوقت الذي يستمر فيه التنافس الإقليمي في الصراع من خلال دعم الجماعات التي تقاتل من أجل الهيمنة، مما يعرقل من تقدم القتال ضد الحوثيين".
 
وذكر بأن المملكة العربية السعودية مستمرة باستضافة قيادة هادي والإصلاح في الرياض، ولذا فهي تدعم محافظ تعز، من الناحية النظرية.
 
وتابع بأن "كافة المحافظين الثلاثة الجدد لتعز اشتكوا من قلة الدعم من التحالف والحكومة اليمنية، خاصة فيما يتعلق بالمرتبات ونقص الميزانية. وعلى الرغم من أن الرئيس هادي بقي في عدن لمدة ستة أسابيع تقريبًا، خلال الصيف الماضي، إلا أنه لم يزر تعز لحد اللحظة".
 
من ناحية أخرى، قدمت الإمارات الأموال والأسلحة لعناصر المقاومة الشعبية وأبو العباس منذ بداية الحرب ضد الحوثيين، حيث سمح عدم التنسيق منذ البداية ببروز خصومات بين المجموعات الباحثة عن دعم من خارج اليمن. وقد وجدت الإمارات في السلفيين، خصوصا المنحدرين من دماج على وجه الخصوص، أكثر موثوقية في الحرب ضد الحوثيين.
 
وذهب التحليل الى القول "بأن دعم الإمارات لعناصر مثل أبو العباس يعدا امتداد لعلاقاتها مع الانفصاليين الجنوبيين، حيث تتشارك العناصر الجنوبية وجهة النظر القائمة على اعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، ليس فقط كمجرد قوة محتلة شمالية، ولكن ايضا ككيان أجنبي في شبه الجزيرة".
 
وسواء أكان ذلك عبر الحراك أو المجلس الانتقالي الجنوبي، يؤكد التحليل بأن شيطنة الإصلاح " لازالت منتشرة على نطاق واسع في جميع المحافظات الجنوبية الثمانية وهي (أبين، عدن، الضالع، حضرموت، لحج، المهرة، شبوة، سقطرى).
 
وذكر بأنه " ومنذ قرابة العامين، يستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي، على وجه الخصوص، البنية التحتية للإصلاح، وغالبا ما تشن قوات الأمن المتحالفة مع الانتقالي الجنوبي مثل الحزام الأمني ?? وقوات النخبة في شبوة وحضرموت، هجمات لـ"مكافحة الإرهاب" ضد مقرات الحزب ومبانيه. ويعتبر هاني بن بريك، نائب رئيس الانتقالي الجنوبي والطالب السابق في دماج، حلقة الوصل الاساسية بين أبو العباس والإمارات العربية المتحدة".
 
فراغ القيادة
 
التحليل يرى بأنه " بات من الواضح أن مستوى الفوضى في تعز يتفاقم بشكل جلي، مرجعا ذلك الى ما قال بأنه "الافتقار إلى القيادة على الصعيدين المحلي والوطني". مشيرا الى انسحاب المحافظ السابق أمين أحمد محمود إلى كندا لعدة أشهر، أواخر عام 2018 قبل أن يحل محله نبيل شمسان.
 
وفي أعقاب الحملة الأمنية التي بدأت في 23 مارس، تراجع المحافظ شمسان إلى منزله في التربة مع تصاعد الاشتباكات بين عناصر أبو العباس وقوات الأمن، ولم يتدخل الرئيس هادي لحد الان، مع توقع البعض استبدال شمسان قريباً.
 
ويخشى المراقبون أن الاشتباكات داخل تعز لن تنتهي هذه المرة، إلى أن تتمكن احدى الاطراف من إعلان انتصار صريح. وتشمل خيارات الرئيس هادي تعيين مؤيد قوي للإصلاح أو أحد أعضاء الإصلاح، كمحافظ لتعز بدعم تام من كبار المسؤولين السعوديين، أو ربما بإمكانه تعيين عضو في الحزب الناصري، مما قد يرضي الإمارات، لكنه سيمنع الوصول للحل النهائي للمشاكل التي تعاني منها المدينة.
 
ووفقا للتحليل "قد لا تحمل العملية الأمنية التي أطلقها المحافظ شمسان أي دوافع سياسية، لكنها تبرز صعوبة القضاء على العناصر الإجرامية داخل المدينة، حيث لا يزال أبو العباس يسيطر على القطع الأثرية النفيسة للمتحف يرفض تسليمها إلى الحكومة نظرا لأن البعض يعتقدون أنه يتوقع حصوله على تعويضات لإبعادها عن التعرض للإضرار".
 
وخلص الى القول بأن استمرار الفوضى في تعز "تمنع احراز أي تقدم ضد عناصر الحوثيين داخل المدينة"، التي أدى القتال داخلها إلى توقف جميع المناقشات حول خطة ستوكهولم في ديسمبر 2018، والتي تهدف أيضًا إلى تحسين توصيل المساعدات الإنسانية إلى تعز.
 
ومع بروز المشاكل امام الرئيس هادي، يواصل المراقبون فقدان الثقة بقدرة الحكومة الحالية على نزع فتيل النزاعات بين مؤيديها. حيث انه إذا كانت الحكومة غير قادرة على حل مشاكلها الداخلية فكيف اذن يمكنها العمل من أجل التوصل إلى حل في الحديدة أو تهيئة البيئة للعودة إلى محادثات السلام الشاملة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر