"صنعاء القديمة".. شعارات الحوثيين بالطلاء تشوه جمال المدينة التأريخي (تقرير وصور خاصة)

[ شعارات الحوثيين على منزل تأريخي في أحد أحياء صنعاء القديمة (يمن شباب نت) ]

لم تسلم مدينة "صنعاء القديمة" بعمقها التاريخي وجمالها البديع من التشوية بالألون المختلفة من الطلاء للدعاية الحوثية المنتشرة في مناطق سيطرتهم، كما أن الحرب ومقاتلات التحالف العربي نالت منها في غارة جوية استهدفت منزل في أحيائها العتيقة، آلة الحرب والدعاية ثنائي ينهش في جمال العمارة والفن الذي اكتسبته صنعاء منذ آلاف السنين.

ما إن تدخل من بابها العتيق المسمى بـ "باب اليمن" حتى ترى لافتات كبيرة للشعارات الحوثية طمست كل ذلك الفن في عقد الباب وواجهته الرئيسة لتضيع كل ملامح تأريخ الباب القديم، مما يثير الاشمئزاز لدى كثير من زوار المدينة، حيث يجدون الألوان تغيرت في اعتداء على تأريخ عظيم يراد له الإهمال.
 
كثافة الألوان الدعائية

تنتشر الدعاية الحوثية في العاصمة صنعاء في كل الأحياء والشوارع والتي تحولت إلى ساحة مفتوحة للتعبئة الحوثية للمشاة، غير ان تشويه "صنعاء القديمة" بدا واضحا من خلال كثافة ألوان الطلاء الأخضر والأبيض في المنازل القديمة والشوارع بالإضافة إلى اللافتات التي يكتب عليها شعار الجماعة الشهير.

تشكل الألوان مظهراً نشاز للمدينة التاريخية والتي تحتفظ بجمالها الخاص والفن المعماري العتيق الذي يعج مفخرة لكل اليمنيين، الذين يزورونها بشكل مستمر، إما للتسوق في أسواقها الكلاسيكية المنتشرة، أو التجول في أحيائها وشرب القهوة على مشارف أسوارها المطلة على السائلة، او المقاهي أو ما يطلق عليها (سمسرة) وهو اسم قديم متعارف عليه في صنعاء القديمة.

مراسل "يمن شباب نت" تجول في أحياء المدينة والتقط صوراً متنوعة لانتشار الدعاية الحوثية والتي كان أبرزها الدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وشعار الحوثيين وعبارات ضخمة تُنسب لمرجعيات حوثية بالإضافة إلى صورا مكثفة لزعيم الحوثيين الراحل حسين الحوثي والذي قتل في العام 2004 أثناء الحرب من القوات المسلحة اليمنية حينها.
 
تشويه المدينة القديمة

يعمل الحوثيون على طلاء جدران منازل صنعاء القديمة وأسوارها المختلفة دون اكتراث لتشوية جمال المدينة، أو الرقابة التي تفرضها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالتراث الإنساني والثقافي في العالم، والتي لم تبدي موقفاً إلى حد الآن.

يقول أحد سكان مدينة صنعاء القديمة "أن الحوثيون لا يستأذنون أحد عندما يكتبون شعاراتهم بالطلاء الملون على المنازل في المدينة، في الوقت الذي يفرضون سطوتهم الأمنية بالقوة على كل العاصمة".

وأضاف في حديث عابر لـ"يمن شباب نت" أن اعتراض كثير من السكان على الطلاء في المنازل واجهه الحوثيون بالتهديدات والاتهامات بالعمالة للعدوان، وبعضهم يوافقون على الكتابة بمنازلهم لأنهم من انصار الجماعة".

ويستغرب الكثير من المواطنون من صمت الرأي العام إزاء تشويه المدينة التاريخية وتشويهها ضمن الحرب التي تجري في البلاد، والذي من المفترض أن تبقى بعيداً عن تأثير الدعاية السياسية والطائفية التي أفرزتها ظروف الصراع والتي يراد منها تشويه كل معالم اليمن الحضارية.
 
التخلف الحضاري

ويعكس تعمد ميلشيات الحوثي الانقلابية تشويه الآثار الحضارية اليمنية إلى التخلف والعدمية التي تعيشها الجماعة دون مراعاة وجدان اليمنيين وتأريخهم العريق، مفضلين شعارتهم التعبوية الطائفية على وجه المدينة الحضاري والتاريخي، في إهانة لوجدان اليمنيين الذين يفخرون بتراثهم الحضاري.

وفي هذا السياق كتب وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان "نداء للعالم أوقفوا هذه المهزلة، اليونسكو لن تسكت، ونحن أيضًا، أوقفوا تلطيخ بيوت مدينة صنعاء القديمة" مضيفا "هذه مدينة ضمن أهم مواقع التراث الإنساني والعالمي".

وخاطب الحوثيين في منشور بصفحته على فيسبوك "تذكّروا اليونسكو تابعة للأمم المتحدة، لستم ناقصين قرارات أليس كذلك؟ مازلتم عالقين في القرارات السابقة".

وتابع الرويشان قائلا "أتمنى فقط أن نصْحُوا صباحا وقد تمت إزالة هذه التشويهات التي ستقلب العالم على رؤوسكم اليوم قبل الغد".
 
التحالف وتدمير منازل صنعاء

لم تسلم "صنعاء القديمة" من الغارات العشوائية حيث شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية غارة على حي القاسمي في صنعاء القديمة في 12مايو/آيار 2015 بمنتصف الليل وأدت إلى تدمير ثلاثة منازل ومقتل خمسة مدنيين، بالإضافة إلى تضرر كثير من المنازل القديمة المجاورة.

وأدانت منظمة اليونسكو قصف منازل صنعاء القديمة وقالت المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا في بيان إنها تعبر عن حزنها " للتدمير الذي لحق بأقدم جواهر الحضارة الإسلامية" ودعت كافة الأطراف لاحترام وحماية التراث الثقافي في اليمن".

وأعتبر بيان اليونسكو أن المنازل الثلاثة تضررت أو "دمرت بشكل لا يمكن إصلاحه" وكانت قد أدرجت مدينة صنعاء القديمة عام 1986 على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي لما تحتويه من معالم أثرية متنوعة بين فن العمارة والأسواق القديمة والتي تصنف كأقدم مدينة مأهولة بالسكان منذ 2500 سنة.





مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر