في يومهم العالمي.. المعلمين اليمنيين "بلا رواتب" منذ عام والمدارس مغلقة

[ صورة أرشيفية لـ "طفلة يمنية" في طريقها إلى المدرسة ]

على سور إحدى المدارس الخالية بصنعاء مكتوب "كاد المعلم أن يكون رسولاً" هذا الشطر من قصيدة  للشاعر المصري الراحل أحمد شوقي، وفي اليوم العالمي للمعلم هذا العام يكاد المعلم اليمني أن يكون جائعا لا يجد ما يلبي فيه مصاريف أسرته بسبب انقطاع الرواتب منذ نحو قرابة عام.

يحتفل العالم اليوم الخميس باليوم العالمي للمعلمين، والذي يصادف 5 أكتوبر من كل عام، بينما التعليم في اليمن يشهد تدهورا غير مسبوق حيث يعيش المعلمون في اليمن بلا راتب والطلاب بلا مدارس  في الوقت الذي فشلت سلطات الأمر الواقع في بدء العام الدراسي الجديد في ظل مواصلة المعلمين إضرابهم الكلي عن التدريس.

ومنذ قرابة نحو عام توقفت رواتب المعلمين في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيين وحليفهم صالح، حيث يعيش المعلمون وضعاً إنسانيا سيئاً مما أضطرهم إلى البحث عن بدائل أخرى غير لتوفير احتياجاتهم الأساسية في العمل إما بمدارس خاصة أو أعمال حرة أخرى.

وضع معيشي سيئ

"معاذ الشرعبي" (42عام) مدرس حكومي في صنعاء منذ 15 عام يقف عاجزاً عن تسديد إيجار شقته التي يسكنها مع أسرته في أحد الأحياء بأمانة العاصمة، لا ينوي التدريس هذا العام ما لم يستطيع ضمانة أن تسلم رواتبه كاملة وانتظام تسليمها كل شهر مستقبلاً.

 يقول الشرعبي في حديث لـ"يمن شباب نت" نعيش وضع سيئي للغاية يقودنا للمجهول وقد استنفذنا كل ما لدينا من مدخرات لكي نعيش ونوفر الاحتياجات الضرورية لأسرنا ولم نستطيع تسليم إيجار الشقة".

وأضاف الشرعبي الذي يعول أربعة أبناء "نحن المدرسين نخاف على مستقبل أبنائنا الذين لم يبدؤا الدراسة إلى الآن في الوقت الذي لن نستطيع أن نقوم بالتدريس ونحن لا نستطيع توفير قيمة المواصلات إلى المدرسة".

وعن اليوم العالمي للمعلمين قال الشرعبي "لا شيء يستحق الاحتفاء في اليمن ونحن نعيش هذه الكارثة التي تهدد معيشتنا ومستقبل الأجيال القادمة من خلال توقف العملية التعليمة في غالبية المدارس الحكومية".


العمل خارج التعليم

اضطر غالبية المعلمين إلى العمل خارج مهنة التعليم بعد أشهر من انتظار الراتب الحكومي الذي لم يصل، بعضهم استطاع الحصول على فرصة للتدريس في المدارس الخاصة، وغالبيتهم كان مجبراً على الأعمال الحرة وبعضها شاقة لم يتعودوا عليها من قبل.

تقول المعلمة "ياسمين صالح" أنها منذ أشهر بدأت في العمل ممارسة أعمال يدوية لتوفير المصاريف الأساسية وأنها تعمل لساعات طويلة من أجل تسديد الديون المتراكمة عليها منذ انقطاع الراتب".

وأضافت في حديث لـ"يمن شباب نت" أن لا خيار أمامها في الوضع الحالي إلا أنها تحاول أن تكسب مهنة جديدة تستطيع من خلالها العيش، ولازالت تبحث عن فرصة للتعليم في المدارس الخاصة".

وهاجمت "ياسمين" المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان قائلة "أن الأمم المتحدة لا تجيد سوى الاستعراض فقط فيما أطلقت عليه اليوم العالمي للمعلم لكنها لم تقدم شيء للمعلم اليمني الذي انقطع راتبه".

وقالت "بإمكان الأمم المتحدة أن تحشد الرأي العام لقضية المعلمين اليمنيين أو تمارس الضغط على الأطراف المسئولة في اليمن لتسليم رواتبنا والتي هي المصدر الأساسي للعيش لدى الكثير من المعلمين.

166 ألف معلم بلا راتب

وكانت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة أعلنت  إن 166,443 معلماً ومعلمة في 13 محافظة يمنية بدون مرتبات وأن 13,146مدرسة تمثل حوالي 78? من إجمالي المدارس في اليمن متضررة من توقف الرواتب.

وقالت ممثلة اليونيسف في اليمن ميرتشل ريلانيو "أن العملية التعليمية في اليمن باتت على المحك، بسبب انقطاع المرتبات على المعلمين الذي بات يشكل خطرا على جودة التعليم، حيث يتلقى الطلاب تعليماً أقل وقد لا يحصلون على تعليم بالمطلق".

وتتعامل سلطات الحوثيين باستهتار مع مطالب المعلمين برواتبهم حيث تعزي السبب لنقل البنك المركزي إلى عدن، في الوقت التي تقول الحكومة في عدن أن الحوثيون امتنعوا عن توريد الإيرادات إلى البنك المركزي والذي من شانها أن تغطي رواتب المعلمين شهرياً.

ويهدد الحوثيون مابين الحين والأخر المعلمين المضربين بالفصل واستبدالهم بمتطوعين من خريجي الثانوية وطلاب الجامعات، في الوقت التي تعتزم رفع أسعار المشتقات النفطية لتوفير الرواتب بالإضافة إلى رفع الرسوم الدراسية للطلاب، لكن لم يحدث شيئا يمكن أن يغير واقع المعلمين.

اليوم العالمي للمعلم

في العام 1994 كان الاحتفاء الأول باليوم العالمي للمعلمين والذي يصادف يوم 5أكتوبرسنوياً، وهو بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين.

ووفقا لديباجة منظمة اليونسكو باليوم العالمي  حيث تقول "إن اتخاذ موقف لأجل مهنة التدريس يعني توفير التدريب الملائم، والتنمية المهنية المستمرة، وحماية حقوق المعلمين" لكن مثل هذا التسويق لليوم لم يعد يعني الكثير من المعلمين اليمنيين حيث تقف المنظمات الدولية صامته عن حقه في العيش المصادر من قبل سلطات الأمر الواقع وعدد من المحافظات.

                        طلاب بالقرب من مدرستهم المدمرة جراء الحرب الجارية في البلاد منذ قرابة 3أعوام

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر