الحوثي في تعز


سلمان الحميدي

 تُكثف مليشيا الحوثي من بطشها بالمواطنين في مناطق سيطرتها بمحافظة تعز، صارت هذه الأعمال "مدخل رزق" للجماعة ووسيلة لجني أموال مواطنين يعيشون بوضع بائس.
 
يأتي هذا التنكيل بالمحافظة، بالتزامن مع تزايد أحاديث المجتمع الدولي حول ضرورة إنهاء الحرب، والضغط على المليشيا للقبول بعملية سلام، وهي الأحاديث التي تَوَّجَتْها سلطنة عمان بزيارة وفد للحوثيين، نجم عنها تداولات حول فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وكأن تعز خارج الخارطة تماماً، ما يؤكد ذلك هو تصعيد المليشيا تجاه التعزيين بما فيهم المواطنين الذين يعيشون تحت سيطرتها، والتعامل مع التعزي كمدخل زرق ولابد من امتصاصه حتى يصير هيكلا، وعدم السماح له بأخذ نَفَس بسيط.
 
الحوثيون يبطشون بأي شيء، هذا هو النهج الذي تسير به الجماعة أصلاً، وهي حقيقة تاريخية متجذرة عند الأئمة، لكن تضاعف البطش كسلوك جمعي أو فردي في تعز، يكشف عن توجه الحوثيين، ويزيل الزيف عن أحاديث مفاوضيهم.
 
ما تقوم به المليشيا في جميع مناطق سيطرتها جريمة، وما يقومون به في محافظة تعز جريمة مضاعفة، يا لبؤس الحال الذي صار فيه المواطن ينادي بالمساواة في الظلم، والعدالة بالبطش، ويطالب من المجرم أن يكون عادلا ويعامله كأي ضحية في منطقة أخرى!..
 
مؤخرا.. تزايد قفز أنصار الحوثي إلى أدراج المحلات التجارية بتعز، يصادرون منها الأموال، لم يكتفوا بطلب حق أعياد الميلاد لرموزهم ومناسباتهم التي لا تنتهي، والمجهود الحربي والزكاة، وهلم جرا من النهب المنظم، الآن هم يقفزون إلى الأدراج مباشرة وينهبوها، إن فتح المنهوب فمه صادروه هو الآخر، وإن احترز ولم يجدوا شيئا أخذوه ولفقوا له أي مسمى وأجبروه على الدفع..
 
تنهب المحلات في الدمنة، في الحوبان، في الذكرة، في خط الستين، في الحصين، وفي كل مكان، ويُنهب المارة في الطرقات أيضاً، بذرائع سخيفة إما صورة، أو عملة جديدة، أو لصلة قرابة بشخص ما..
 
كانت هذه الجريمة تحدث على فترات متقطعة من قبل، أما الآن فقد تضاعفت بشكل مرعب..
 
يتحسس الحوثي جيبه، أو يريد أن يتفاخر بحصوله على أكبر مبلغ من زملائه النهابة، فيقفز إلى درج، أو يتفرس ملامح مواطن تعزي وأوقفه، وطالب بمبلغ هائل للإفراج عنه، حتى وإن حصل بجيب الموقوف مبلغا من العملة الجديدة، فلابد من مبلغ من الطبعة القديمة وأنتم أحرار..
 
يتحرك الناس لإعالة أسرهم بأي وسيلة، يكابدون مشقة الحياة تحت قساوة مليشيا الحوثي، يتحايلون بحثا عن أي عمل، لكن الحوثيين يقفون لهم بالمرصاد..
 
شبان كثيرون، يرون أصحابهم يذهبون لجلب البترول من سامع، يحصلون على قليل من الربح، يبيعون "بالدبة"، يقررون أن يفعلوا مثل أصحابهم مالكي الدراجات النارية، يستأجر أحدهم دراجة ويذهب، تستوقفه نقطة للحوثيين، ويجدون معه المبلغ الذي استلفه، من سوء حظه أن المبلغ من الطبعة الجديدة، 200 ألف، يسلبون المال والدراجة ويحتجزون الشاب، يبلغون أهله: إما أن تدفعوا خمسمائة ألف من الطبعة القديمة، أو سنرسله إلى ذمار! أكثر من عشرة أشخاص خلال هذا الأسبوع من منطقة تعزية واحدة تعرضوا لهذا الابتزاز الجريمة..
 
المغتربون أيضا، يتعرضون للتوقيف والتفتيش ومن ثم المطالبة بمبلغ للإفراج عنهم، وبما أن المغتربين مجبرين للوصول إلى مدينة تعز لأخذ لقاح كورونا، فقد أوقفت نقاط المليشيا وقيادتها في تعز الكثير من التعزيين وغيرهم من الباحثين عن اللقاح..  أحدهم لم يجرؤ من العودة، سألته عن السبب، قال بأنه خائف من بطش المليشيا..
 
ـ أنت مغترب، ولم تفعل شيء.. لا تخف..
 
فقال بأن الحوثيين في تعز يأخذون الناس من أجل الأموال فقط، مهما تأكدوا منه ومهما كانت واسطته، سيبحثون عن أن شيء لابتزازه.. "وجدوا مع صاحبي صورة بهاتفه وإلى الآن لم يخرج"..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر