مناطقية الحوثيين


سلمان الحميدي

 تنظر إلى وضع سلطان السامعي، فتحتار، هل تقف معه أو ضده، أو تجلس في وضع حيادي تكتفي بالفرجة وهو يتعرض لصنوف التهم، فتغمغم: يستاهل!.

لاشك أن نزرًا من المناطقية، إضافة إلى عنجهية الحوثيين، سيجعلك تتعاطف نسبيًا مع سلطان، الرجل الذي كان من أوائل المبشرين بالجماعة باعتبارهم قوة صاعدة ترعب الإمبريالية، كان ذلك إبان ثورة الشباب حين انخرط معهم بقوة، ليبدأ برحلاته المكوكية إلى قم وبيروت، ثم يعود ليقودهم لاختراق محافظة تعز.

لطالما ارتبط اسم سلطان السامعي بزميله البرلماني أحمد سيف حاشد، كونهما أول من جلسا على مقعدين متجاورين في الرحلة الأولى ناحية طهران، علاوة على خلفيتهما المصبوغة بحداثة اليسار وثوريته، لقد نسيا ذلك، ومن المؤسف أن القاضي أحمد حاشد هاشم، تحول إلى مجرد ناقل لأخبار زميله، وقد أعيته حيل المساعدة، مع جماعة خدعته في بواكير الاستقطاب، وتحرمه الآن من مجرد الوقفة التضامنية أمام منزل السامعي.

كان الخبر مرعبًا الذي نقله حاشد قبل أيام، لقد اقتحم الحوثيون منزل السامعي دون مراعاة لاحترام أسرته ولا لتاريخه النضالي العتيد معهم وتقديم خدماته بكل جهد وتفان للحوثيين، وبحسب حاشد فإنهم قد صادروا حتى هاتفه ليراقبوا محادثاته في الواتس آب، لقد خونوه وألقوا عليه تهم الارتزاق بعد أسابيع من نشر صورته بالبزة العسكرية برتبة لواء، كل ذلك لأنه فقط، اتهم أحد قيادات المليشيا بالفساد، والاثنان يعملان في المكان نفسه: عضوان في المجلس السياسي للحوثيين!.

تدخل لصفحة أسامة ساري، الصحفي التابع للجماعة، فترتعب من كمية التحامل على السامعي والانتقام منه، ونشر وثائق تدينه بفساد، وكل الإدانة تقتصر على تزكية الرجل لتوظيف أشخاص، كما أنهم يشعلون حربًا بينه وبين أناس من آنس بقضية قتل.

سينتصر "حامد على السامعي"، لأن المعركة تأخذ بعدًا مناطقيًا لا أكثر، وهو ما يجعل صورة الحوثيين مشوشة أمام المتحوثين، أبناء تعز وإب على وجه الخصوص، إذا كانوا فعل ذلك مع سلطان السامعي فكيف سيفعلون مع متحوث لم يخدمهم بشيء مقارنة بالخدمات التي قدمها سلطان؟

هناك أخبار عن إهانات تعرض لها السامعي، لا تستبعد، كان الرجل قد ظهر من قبل وهو يشكو الإقصاء والتهميش الذي يتعرض له من الحوثيين ويشيد بالرئيس الراحل صالح، الرجل الذي قتلته الجماعة نفسها.
هي شكوى تنطبق على كافة المتحوثين من الدرجة الأولى وتختزل حالهم، هل ينتظرون مثلًا أن يمنحوا متحوث من تعز لقب سيد، ويضعون على قبره ضريحًا وقبة مكهربة؟
هناك أبعاد للحوثية: السلالية، والمناطقية..

ولا يقتصر الأمر على إهانة المتحوثين، أو تهمشيهم، بل يتعدى ذلك إلى التعامل مع انتهاكات التحالف للمناطق التي تسيطر عليها المليشيا، فتداعيات ما يحدث في صنعاء لا تشبه تداعيات ما يحدث في تعز..
لننظر نظرة خاطفة لحدثين بذات الأداة: ضربة خاطئة للتحالف..

قبل أسبوع تقريبًا، نفذ التحالف ضربة خاطئة، ضربة مدانة بكل تأكيد، راح ضحيتها 13 شخصًا، أسرة واحدة ومارة، هذه الجريمة لم تلق ضجة من وسائل الحوثيين وأنصاره الذين يعملون في منظمات حقوقية، كما حدث لضربة مماثلة في شارع الرقاص أودت بحياة 6 أشخاص..
حتى في الضحايا..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر