الحوثي لا يصمد في المعارك الجادة


همدان الحقب

   لم يكن الحوثي يمتلك قوة بشرية تمكنه من السيطرة على الدولة، أو حتى الصمود أمام معركة خصم جاد ومرتب. راينا ذلك بشكل واضح خلال حروبٍ ستة خاضها مع نظام صالح وهُزِمَ فيها تباعا..
 
لكن الحوثيين كانوا يدركون أن ثمة قطعان بشرية، سائبة وجوفاء، يمكن شحنها بنزوع القتل وتجييرها لخدمة مشروعهم العنصري.
 
وفعلا أشتغل الحوثي في اوساط هذه القطاعان، وعزز فيها مجاميعه العقائدية، على قلة هذه المجاميع. ثم فطن الإماميون الجدد- بالاستناد إلى تجاربهم التاريخية في الصراع مع اليمنيين- أن عليهم إزاحة بعض الرموز الاجتماعية والأحزاب السياسية المؤثرة على الجماهير في المناطق الزيدية، كي يتفردوا في مجتمع تلك الجغرافيا ويعيدوا تشكيل ولاؤه، بعد أن رفعوا عناصر وأدوات التأثير عليه؛
 
بهذه الطريقة، كسرت حركة التمرد الحوثي حالة العزلة التي رزحت تحتها لستة حروب استمرت لسنين.
 
صحيح أن معارك نظام صالح ضد الحوثيين، كانت جادة في القضاء على حركة التمرد الحوثي، لكنها كانت تسير مع رغبة موازية لتدمير وإزاحة بعض أجنحة النظام، التي لم يكن صالح يضمن ولاءها المطلق. ولذلك عمد النظام على بث الحياة في الحركة الحوثية في اللحظة التي كان يطوقها الموت من كل اتجاه، أملا في إنجاز هذه المهمة. مهمة القضاء على الحوثي وتدمير إمكانات علي محسن وتحالفاته داخل النظام.
 
ولا شك أن هذا الخيار، الذي جدد جولات العنف بين نظام صالح والحوثيين حتى وصلت الجولة السادسة، كان من وحي العصبوية الهاشمية داخل النظام البائد. هذه العصبوية السلالية التي كانت تستحوذ على كثير من مفاصل الدولة وإمكاناتها وتضيق بأي فاعل آخر يزاحمها حصة الأسد.
 
 لقد تقاطعت مصالح كل من شلة صالح الفاسدة وشلة العصبوية الهاشمية في خيار التدمير والإزاحة، إلا أن صالح لم يكن يدرك أن حليفه أقدر منه وأجدر على الإمساك بخيوط اللعبة وإدارتها..!!
 
لم تنظر الهاشمية السياسية، داخل النظام، يوما لصالح سوى كغيمة تحجب سيطرتهم الناعمة على الدولة. وكانوا يدركون أنهم قادرون على قشع هذه الغيمة في الوقت المناسب الذي تتوافر فيه ظروف تبخيرها ليستولوا على اليمن دون شريك ودون الحاجة للتخفي. حدث ذلك تماما يوم قرروا إطلاق رصاصة الرحمة على حليفهم الذي مكنهم من كل شيء.
 
ولم تتوقف الهزائم التي مُنِي بها الحوثيين في الحروب الستة التي خاضوها مع الدولة، وإنما توالت عليهم بعد الحرب التي شنوها على الشرعية التوافقية بعد ثورة الشباب ومؤتمر الحوار الوطني الشامل. لقد هُزِمَ الحوثيين، ومعهم صالح، في كل المعارك التي اتسمت بجدية وواحدية موقف الخصوم، بالرغم من التفاوت الكبير في الإمكانات العسكرية المرجحة لصالحهم.
 
وفقط؛ كانت حركة التمرد الإمامية تصمد في الوقت الذي كانت تعوز فيه معارك الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الجدية الكافية، أو تلك اللحظة التي تغرق فيها هذه الجبهة أو تلك في الصراع البيني. أما المعارك التي انتفت فيها هذه الهنات، فقد أضافت إلى رصيدهم هزائما جديدة، اطاحت بحلم اغتصابهم لليمن واستبداد شعبها.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر