"غير واضح الأهداف".. الائتلاف الوطني الجنوبي يعلن عدم مشاركته في اللقاء التشاوري الذي دعا له الانتقالي

أعلن الائتلاف الوطني الجنوبي، يوم الأربعاء، عدم مشاركته في اللقاء التشاوري الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي للمكونات الجنوبية المقرر إقامته في عدن خلال الأيام القادمة، بعد ساعات من موقف مماثل لتجمع القوى المدنية الجنوبية.
 
جاء ذلك في بيان للائتلاف الوطني اطلع عليه "يمن شباب نت"، أشار فيه إلى أنه بين أسباب عدم مشاركته في رسالة وجهها لرئيس فريق الحوار الداخلي بالمجلس الانتقال الدكتور صالح محسن الحاج.
 
وقال البيان إنه جاء في الرسالة: "بخصوص اللقاء التشاوري المشار إليه لا يزال بالنسبة لنا غير واضح، فنحن لم نشارك في التحضير له، ولم يتم دعوتنا للمشاركة في اللجان التحضيرية، ولم نوضع في التفاصيل حول عدد المكونات المشاركة فيه، ولا الملفات التي سيبحثها، ولا مستوى التمثيل وآلية العمل".
 
وأوضح أن "أفضل آلية لحوار سياسي مثمر هي عقد لقاء تحضيري بين قيادات كل المكونات السياسية في الساحة الجنوبية، ثم ينطلق منه إلى حوار وطني موسع".
 
وشدد على أن الهدف المنشود هو تحقيق وحدة الصف الجنوبي وتحقيق الشراكة في تمثيل الجنوب وتحقيق المصالحة الوطنية ومعالجة آثار الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن وبعض المحافظات في السنوات الماضية، ولا تزال يد الائتلاف ممدودة لتحقيق هذه الأهداف.
 
ولفت الائتلاف الوطني الجنوبي إلى أن ميثاق الشرف ينبغي أن يكون خلاصة الحوار والتتويج الأخير الذي يعكس التوافق في الملفات الأخرى، وليس العكس، مشددا على ضرورة إعادة ترتيب ملفات الحوار، بدءا بملفات بناء الثقة، ثم الملفات السياسية، وانتهاء بميثاق الشرف الوطني.

"دعوة مشبوهة لن تخدم التوافق"
 
في السياق، أعلن عبدالكريم السعدي رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية وعضو القيادة العليا للحراك الجنوبي السلمي مقاطعة تجمعهم لدعوة الانتقالي، ووصفها بالدعوة الفردية والمشبوهة".
 
وقال السعدي في بيان له، أمس الثلاثاء، ونشره على صفحته بالفيسبوك، إن "موقفهم في مواجهة مثل هذه الدعوات الفردية يأتي التزاما بالأهداف والمبادئ التي قام عليها عمل الحراك الجنوبي السلمي الذي يشكل الحاضنة لتجمع القوى المدنية الجنوبية".
 
وأوضح أن تلك الأهداف والمبادئ تقوم على أساس أن الجنوب لكل أبناءه وأن أي عمل أو فعل أو دعوات لن تصب في مصلحة الجنوب وتقارب أبناءه وانتصار قضيته إذا لم تقم تلك الدعوات على أساس الفعل الجمعي التوافقي الذي لا يلغي أحد والذي يبتعد في خطابه وآلياته عن ممارسة القوامة والوصاية على العمل الوطني الجنوبي.
 
وأكد السعدي مقاطعة تجمعهم لهذه الدعوة التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة طالما واستمر القائمون عليها على اختزال الجنوب في مكوناتهم وشخوصهم ومناطقهم وعلى الاحتفاظ بأسباب الفشل لهذه الدعوات والرحيل بها من دعوة إلى أخرى.
 
وأضاف، أن القوى الجنوبية التي رفضت أساسا مناقشة ملفات مكونات الانتقالي(السبعة) التي تعبر عن وجهة نظرة لن تلبي دعوات التوقيع على تلك الملفات، فمن يرفض محتوى تلك الملفات ويعتبرها وجهة نظرة احادية الجانب من الطبيعي أن لا يلبي دعوات التوقيع على إجازتها.
 
ونبه السعدي إلى أن تجمعهم قد أبلغ لجان مكون الانتقالي المتتابعة بأنه لن يكون جزءا من عمل يمهد للتمكين لطرف بعينه على حساب الأطراف الجنوبية الأخرى وعلى حساب قضية الجنوب وأن العمل الوطني الجمعي هو الوسيلة الأفضل لنجاح أي دعوات.
 
وأكد أن الدعوات التي ترتكز على تفريخ المكونات واستقطاب أعضاءها والعبث ببنيتها التنظيمية تعد دعوات مشبوهة لن تخدم التوافق الجنوبي ولن تفضي إلى الالتقاء الجنوبي وستسهم بشكل أو بآخر في المزيد من التمزيق للنسيج الجنوبي السياسي والاجتماعي وهو ما نحذر منه.
 
كما طالب كافة المكونات الجنوبية بالعودة إلى جادة الصواب والعمل على التخلي عن ثقافة التسابق على الجنوب وتبني آليات عمل وطنية توافقية لرعاية مؤتمر جنوبي وطني عام لا يستثني أحد.
 
وشدد رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية على أن "المرحلة دقيقة جدا وتتطلب التقارب الايجابي وليس السلبي وهذا لن يأتي إلا من خلال التسليم بمبدأ الشراكة والمواطنة المتساوية في الجنوب والابتعاد عن التفرد وتكرار أخطاء الماضي الجنوبي".

وأمس الثلاثاء، أعلن وكيل محافظة المهرة بدر كلشات، مقاطعة أبناء المحافظة، ومكوناتها للقاء التشاوري الذي دعا له المجلس الانتقالي بعدن.
 
وسبق أن أعلنت مكونات حضرمية وجنوبية بينها مؤتمر حضرموت الجامع ومرجعية قبائل حضرموت والمؤتمر الشعبي الجنوبي، عدم مشاركتها في اللقاء التشاوري، مؤكدة أن هذه اللقاءات "شكلية فقط".
 
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتيا، قد دعا الشخصيات والمكونات السياسية الجنوبية إلى لقاء تشاوري في عدن يوم الخميس 4 مايو، تحت مسمى "الحوار لوطني الجنوبي".

ويرى مراقبون أنه، بعد مواقف المكونات السياسية الجنوبية الفاعلة التي أعلنت رفضها المشاركة في هذا اللقاء التشاوري، وأخرها بيان الائتلاف الوطني الجنوبي، سيجد المجلس الانتقالي نفسه وحيدا وهو ما يعني أن اللقاء فشل قبل أن يبدأ.
 
ويبدو أن المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم إماراتيا، كان يسعى من خلال هذا اللقاء إلى حشد مختلف الفصائل السياسية جنوبية بهدف تصوير نفسه كممثل وحيد للقضية الجنوبية في مفاوضات الحل السياسي الشامل في البلاد.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر