هيومن رايتس ووتش: ألغام الحوثيين تحصد أرواح المدنيين وتعيق عودة النازحين في تعز

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش"، الحقوقية الدولية " إن استخدام قوات الحوثيين وحلفائها للألغام الأرضية في تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية، تسبب بالعديد من الإصابات في صفوف المدنيين ويعيق عودة الأسر التي نزحت بسبب القتال". 

ودعت المنظمة  مليشيا الحوثي وصالح التوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة والالتزام من  جميع أطراف النزاع في اليمن  بمعاهدة حظر الألغام لعام 1997، التي انضمت لها اليمن في 1998.

وقال ناشط محلي لـ هيومن رايتس ووتش إنه بتاريخ 9 أغسطس/آب 2016، قتل 11 مدنيا، بينهم 7 أطفال، بألغام مضادة للمركبات في حي الوازعية غربي تعز. طفلان منهم بعمر 4 سنوات.

من جهته قال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "باستخدام الألغام الأرضية، تُظهر قوات الحوثيين وحلفائها قسوة بالغة تجاه المدنيين. على الأطراف المتحاربة في اليمن التوقف فورا عن زرع الألغام، وتدمير أي ألغام بحوزتها، وضمان عمل فرق نزع الألغام دون عوائق حتى يتسنى للأسر العودة إلى بيوتها بسلام".

وأوضحت المنظمة في بيان لها حمل عنوان" الألغام التي يزرعها الحوثيون تحصد أرواح المدنيين في اليمن" أنها، قابلت 14 شخصا في تعز، منهم ضحايا الألغام الأرضية أو أقاربهم، والطواقم الطبية في تعز والعاملين على إزالة الألغام.

وأشارت إلى أن الأرقام الإجمالية لضحايا الألغام في تعز ما تزال غير متاحة، لافتة إلى أن  الألغام الأرضية قتلت  18 شخصا على الاقل وأصابت أكثر من 39 في محافظة تعز بين مايو/أيار 2015 وأبريل/نيسان 2016، وفقا لـ "المنظمة الوطنية لمكافحة الألغام"، وهي مجموعة مقرها في تعز. 

وذكرت أن كافة الوفيات الـ 18 الموثقة، باستثناء 1، ناتجة عن الألغام المضادة للمركبات، في حين أن 9 من 11 إصابة دائمة ناتجة عن الألغام المضادة للأفراد، كما وثقت المجموعة أن الألغام الأرضية في تعز قتلت 5 أطفال، وتسببت بإعاقات دائمة لأربعة، وأصابت 13 آخرين.


نص تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش

إن استخدام قوات الحوثيين وحلفائها للألغام الأرضية في تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية، تسبب بالعديد من الإصابات في صفوف المدنيين ويعيق عودة الأسر التي نزحت بسبب القتال. على الحوثيين، المعروفين أيضا بـ "أنصار الله"، وقوات التحالف الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح أن يوقفوا فورا استخدام هذه الأسلحة وعلى جميع أطراف النزاع في اليمن الالتزام بمعاهدة حظر الألغام لعام 1997، التي انضمت لها اليمن في 1998.

قال ناشط محلي لـ هيومن رايتس ووتش إنه بتاريخ 9 أغسطس/آب 2016، قتل 11 مدنيا، بينهم 7 أطفال، بألغام مضادة للمركبات في حي الوازعية غربي تعز. طفلان منهم بعمر 4 سنوات.

قال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "باستخدام الألغام الأرضية، تُظهر قوات الحوثيين وحلفائها قسوة بالغة تجاه المدنيين. على الأطراف المتحاربة في اليمن التوقف فورا عن زرع الألغام، وتدمير أي ألغام بحوزتها، وضمان عمل فرق نزع الألغام دون عوائق حتى يتسنى للأسر العودة إلى بيوتها بسلام".

قابلت هيومن رايتس ووتش 14 شخصا في تعز، منهم ضحايا الألغام الأرضية أو أقاربهم، والطواقم الطبية في تعز والعاملين على إزالة الألغام. تحدثت هيومن رايتس ووتش مع مسؤولي إزالة الألغام اليمنيين في شمال اليمن وناشط إزالة ألغام من الجنوب.

بينما ما تزال الأرقام الإجمالية لضحايا الألغام في تعز غير متاحة، قتلت الألغام الأرضية 18 شخصا على الاقل وأصابت أكثر من 39 في محافظة تعز بين مايو/أيار 2015 وأبريل/نيسان 2016، وفقا لـ "المنظمة الوطنية لمكافحة الألغام"، وهي مجموعة مقرها في تعز. كافة الوفيات الـ 18 الموثقة، باستثناء 1، ناتجة عن الألغام المضادة للمركبات، في حين أن 9 من 11 إصابة دائمة ناتجة عن الألغام المضادة للأفراد. وثقت المجموعة أن الألغام الأرضية في تعز قتلت 5 أطفال، وتسببت بإعاقات دائمة لأربعة، وأصابت 13 آخرين.

قال أخصائيون يمنيون في إزالة الألغام في تعز وطواقم طبية إن الألغام الأرضية تسببت في عشرات الإصابات بين المدنيين منذ مارس/آذار. حققت هيومن رايتس ووتش في 5 حالات لأشخاص بُترت أطرافهم بسبب الألغام المضادة للأفراد في تعز منذ مارس/آذار
في يونيو/حزيران، قال الدكتور سهيل الذبحاني مدير عام مستشفى الروضة في تعز لـ هيومن رايتس ووتش إن المستشفى تعامل منذ أواخر أبريل/نيسان مع 50 شخصا – 30 رجلا و8 نساء، و12 طفلا – عانوا من بتر طرف أو أكثر يُعتقد أنهم أصيبوا جراء الألغام الأرضية. أحد ضحايا الألغام الأرضية الذين عالجهم كان بعمر 9 سنوات.

قال عصام البتراء، الذي يرأس مجموعة من المتطوعين في مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل بتعز الذي يساعد الأشخاص الذين بترت أطرافهم، إن المركز تعامل مع 29 حالة على الأقل من الإصابات الناجمة عن الألغام الأرضية منذ إعادة فتحه في 9 مايو/أيار، بعد إغلاقه لعام تقريبا بسبب القتال في المدينة.

احتل الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق صالح أجزاء من تعز من مارس/آذار 2015 حتى مارس/آذار 2016، منها مناطق وثقت فيها هيومن رايتس ووتش سقوط ضحايا مدنيين جراء الألغام المضادة للأفراد. خبراء إزالة الألغام الذين دخلوا هذه المناطق مؤخرا، بعد انسحاب الحوثيين والقوات الحليفة لها، أزالوا ودمروا الألغام من مناطق حيث لم يُعرَف وجود الألغام قبل النزاع.

مسؤولون في وزارة حقوق الإنسان في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون و"حزب المؤتمر الشعبي" العام الذي يتزعمه صالح، قالوا لـ هيومن رايتس ووتش في أواخر يوليو/تموز إن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم لم يستخدموا الألغام المضادة للأفراد. قال مسؤول في مكتب "اللجنة الثورية العليا"، وهي هيئة حوثية، في أوائل أغسطس/آب إن المجموعة لم تزرع الألغام المضادة للأفراد في مدينة تعز. اعترف باستخدام الحوثيين للألغام المضادة للمركبات، لكنه قال إنها استُخدمت "في مناطق عسكرية" فقط، وادعى أن الضحايا المدنيين جراء الألغام المضادة للمركبات كانوا نادرين. زعم المسؤول أن جماعات مسلحة أخرى في اليمن، لم يُسَمّها، استخدمت الألغام المضادة للأفراد.

في سبتمبر/أيلول، استلمت هيومن رايتس ووتش رسالة من وزارة الخارجية في صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي. لم تتطرق الرسالة للنتائج التي توصلت إليها هيومن رايتس ووتش، ولكنها أكدت التزام اليمن بمعاهدة حظر الألغام، والإعداد لإنشاء لجنة للتحقيق في استخدام الألغام الأرضية في تعز بعد انتهاء النزاع.

قالت هيومن رايتس ووتش إنه يجب على صنعاء عدم انتظار التحقيق في استخدام الحوثيين وحلفائهم للألغام الأرضية، واتخاذ خطوات فورية لضمان توقف القوات التابعة لها عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتدمير أي مخزونات في حوزتها، وإلحاق العقاب المناسب بكل من يستخدم أسلحة عشوائية.

 

قال العقيد المهندس طاهر حميد، مهندس متطوع مع الجمعية الوطنية لإزالة الألغام بتعز، إن فريقه بدأ نزع الألغام في تعز في أوائل مارس/آذار في الأحياء التي انسحب منها الحوثيين والقوات المتحالفة معهم مؤخرا. أزال الفريق الألغام الأرضية من 16 موقعا، بما في ذلك حيّي الحصب والزنوج، حيث وثقت هيومن رايتس ووتش وقوع ضحايا مدنيين نتيجة الألغام المضادة للأفراد.

كما ذكر حميد أن فريقه أزال ودمر 24 عبوة ناسفة في مارس/آذار وأبريل/نيسان. العبوات الناسفة التي تنفجر عند ملامسة الضحية لها أو بسبب وجود شخص بالقرب منها أو ملامسته لها، تعرّف على أنها ألغام أرضية مضادة للأفراد وهي محظورة بموجب معاهدة حظر الألغام.

في أغسطس/آب، قال "المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام" في اليمن لـ هيومن رايتس ووتش إن موظفيه أزالوا 32 لغما مضادا للأفراد و25 لغما مضادا للمركبات في محافظة تعز منذ مارس/آذار.

تحظر معاهدة 1997 لحظر الألغام استخدام الألغام المضادة للأفراد تحت أي ظرف. أما الألغام المضادة للمركبات، غير المحرمة دوليا، فغالبا ما تستخدم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، على سبيل المثال عندما تستخدم عشوائيا أو دون اتخاذ احتياطات كافية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

قالت هيومن رايتس ووتش إن هناك حاجة ماسة إلى المساعدات الدولية في اليمن لتجهيز الموظفين وتدريبهم لمسح وإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب بأسلوب منهجي من المناطق التي شهدت قتالا مؤخرا. ينبغي تقديم التعويض المناسب والمساعدة والدعم للجرحى وأسر الضحايا، بما في ذلك الرعاية الطبية والتأهيل.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتماد توصية المفوض السامي لحقوق الإنسان بإنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق بالانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب التي ترتكبها جميع أطراف النزاع في اليمن.

هيومن رايتس ووتش عضو مؤسس في الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، التي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1997 لجهودها الرامية إلى تحقيق معاهدة حظر الألغام ومساهماتها في دبلوماسية دولية جديدة على أساس الضرورات الإنسانية.

قال غوس: "الألغام الأرضية المضادة للأفراد عشوائية بطبيعتها، ولا ينبغي استخدامها تحت أي ظرف. يزيد استخدامها في اليمن من بؤس الحرب المدمرة التي ستستمر آثارها لسنوات لاحقة".

استخدام الألغام الأرضية في تعز

تعز هي ثالث أكبر مدينة في اليمن، وتقع بين العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أواخر 2014، ومدينة عدن الساحلية، التي استعادتها القوات الموالية للحكومة في يوليو/تموز 2015. منذ سبتمبر/أيلول 2015 على الأقل، حدّ الحوثيون وحلفاؤهم، بما في ذلك القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، من وصول شحنات المواد الغذائية والإمدادات الطبية إلى تعز، بفرض حصار فعلي على المدينة ووضع نقاط التفتيش عند مدخليها الرئيسين. بعد أن بدأ النزاع الأخير في مارس/آذار 2015، فر ما لا يقل عن ثلثي سكان تعز المقيمين قبل الحرب، وفقا للأمم المتحدة

سيطرت القوى المعارضة للحوثيين على وسط المدينة، بما في ذلك "التجمع اليمني للإصلاح" وهو حزب سياسي إسلامي سني، وناشطون شباب، والسلفيون وغيرهم من الجماعات الإسلامية، وفقا للسكان المحليين.

في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2015، سيطر الحوثيون والقوات المتحالفة معهم على حيي الحصب والزنوج السكنيين، فضلا عن العديد من المناطق الأخرى في المدينة. قال هائل الهلالي محامي و ناشط حقوقي من تعز لـ هيومن رايتس ووتش إن الحوثيين وحلفاءهم سيطروا على هذه المناطق لعام تقريبا. بدأت القوى المعارضة للحوثيين، ابتداء من مطلع 2016، بدحر الحوثيين والقوات المتحالفة معهم خارج أجزاء مختلفة من المدينة.

تسبب القتال العنيف في كلا المنطقتين بفرار العديد من السكان. وعندما حاول بعض السكان العودة لمنازلهم، وجدوا أحياءهم السكنية السابقة مزروعة بالألغام. قال مسؤولو إزالة الألغام ونشطاء محليون إن الطرق المؤدية إلى تعز والتي انسحب الحوثيون وقوات التحالف منها، فضلا عن مناطق أخرى حول المدينة، مزروعة بالعديد من الألغام الأرضية.

في تقرير لشبكة "سكاي نيوز" في مارس/آذار، أورد محمد القاضي، الصحفي اليمني القاطن في تعز، أن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم زرعوا الألغام في العديد من الأحياء غربي تعز، بما في ذلك الحصب. وقال أحد السكان الذين عادوا مؤخرا إلى تعز بعد 11 شهرا من النزوح إن العديد من السكان الآخرين غير قادرين على العودة بسبب استمرار خطر الألغام الأرضية. وقال مسؤول محلي عن إزالة الألغام لـ سكاي نيوز إن فريقه وجد 30 عبوة ناسفة و27 لغما مضادا للمركبات على طول أحد الطرق الرئيسية المؤدية لتعز، والذي يستخدم لنقل الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في المدينة.

قال العقيد المهندس حميد إن فرق جمعية تعز الوطنية لإزالة الألغام دخلت حيي الحصب والزنوج بعد انسحاب قوات الحوثيين وحلفائها، وبدأ فريق نزع الألغام عمله أوائل مارس/آذار، بإزالة وتدمير الألغام الأرضية مما لا يقل عن 16 موقعا.

مع انهيار محادثات السلام أواخر يوليو/تموز، اشتد القتال في جميع أنحاء اليمن. قال ناشط بإزالة الألغام في جنوب اليمن لـ هيومن رايتس ووتش في أواخر يوليو/تموز إن سكان بلدة كرش قالوا إن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم زرعوا ألغاما مضادة للمركبات وألغاما مضادة للأفراد في منطقتهم، بين لحج وتعز.

أفاد خبراء بأن الألغام الأرضية، ومنها الألغام المزروعة حديثا خلال النزاع الحالي، تسببت بسقوط ضحايا من المدنيين في محافظات أخرى من اليمن. أفاد مسؤولون في المركز الوطني التنفيذي للأعمال المتعلقة بالألغام أن "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" (الذي يعارض التحالف الحوثي) زرع الألغام في أبين، ما منع المدنيين من العودة إلى ديارهم في المحافظة. قال ناشط في إزالة الألغام جنوبي اليمن لـ هيومن رايتس ووتش إن المسؤولين وجدوا مخزونات كبيرة من الألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للمركبات في ميناء المكلا يزعمون أنها للقاعدة، بعد حملة التحالف في أبريل/نيسان 2016 لإخراج هذه المجموعة من المدينة.

نقلت هيومن رايتس ووتش سابقا استخدام الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الألغام المضادة للأفراد في عدن في سبتمبر/أيلول 2015، وفي المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن في نوفمبر/تشرين الثاني 2015. وعلى مدى شهرين من سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قتلت الألغام الأرضية 12 شخصا وجرحت 9 على الأقل في عدن وأبين ومأرب ولحج وتعز. قتلت الألغام المضادة للمركبات 9 وجرحت 5، رغم أن التفاصيل عن كون الألغام مضادة للمركبات أو الأفراد لا تُذكر عادة في الأخبار المحلية.

تفاصيل 5 حوادث خلال العام الماضي حيث قتلت الألغام الأرضية أو أصابت أشخاصا في تعز موجودة أدناه. لأسباب أمنية، استخدمنا الأسماء الأولى فقط للضحايا.

حي ثعبات، 21 يونيو/حزيران 2016

أصيب سامي، مقاتل مع القوى المعارضة للحوثيين في تعز، بلغم أرضي مضاد للأفراد في 21 يونيو/حزيران 2016 أثناء عودته لمنزله عبر ثعبات، حي سكني، وفقا لشقيقه الأكبر رامي (29 عاما). الاشخاص الذين أنقذوا سامي أخبروا شقيقه أنه كان يسير في الحي حوالي الساعة 7:30 صباحا عندما انفجر شيء ما على الأرض فجأة. قال رامي لـ هيومن رايتس ووتش بعد شهر إن سامي كان ما يزال في المستشفى لإصابته الشديدة جراء الانفجار الذي أعماه وأدى لبتر ساقيه تحت الركبة. كما يعاني حاليا من صعوبة في النطق.

حي الزنوج، 23 أبريل/نيسان 2016

أصاب لغم ارضي عمار (32 عاما)، من سكان تعز، في حي الزنوج في 23 أبريل/نيسان. قال عمار لـ هيومن رايتس ووتش إنه ذهب إلى الزنوج في محاولة لانتشال جثة أحد الأصدقاء (20 عاما) الذي قتل قبل بضعة أسابيع. لم يتمكن أحد من انتشال الجثة بسبب انتشار القناصة التابعين للحوثيين والقوات المتحالفة معهم في المنطقة.

عندما وصل عمار حوالي الساعة 9:30 صباحا وجد "الحي فارغا، تركه قاطنوه بسب الحرب. فجأة وقع انفجار... ارتبكت، ظننته قنبلة يدوية، بدأت بالركض وأنا أعرج. شعرت بأنني أصبحت أقصر أو أنني خطوت على حفرة. نظرت فرأيت أني فقدت قدمي اليسرى". تلقى عمار العلاج في مستشفى الروضة حيث بُتر ما تبقى من قدمه اليسرى.

حي حصب، تعز، 1 أبريل/نيسان 2016

قال ياسر (23 عاما) إنه كان يعمل مع فريق إزالة الألغام في منطقة حصب بتاريخ 1 أبريل/نيسان. وصل الفريق المكون من 10 خبراء إزالة ألغام حوالي الساعة 8 صباحا:

كنت أمسح طريقا فرعيا [شارع صغير]... رأيت بعض الأغصان على الأرض، فنقلتها، انفجر شيء فجأة ولم أشعر بأي شيء، لم أقو على الحراك. جاء الفريق بعد لحظات ونقلني إلى مستشفى الروضة. فقدت ثلثي قدمي اليسرى.

حي حصب، تعز، 9 مارس/آذار 2016

أصاب لغم أرضي يوم 9 مارس/آذار الطالب الجامعي رائد (27 عاما)، وشقيقه قايد (26 عاما)، خلال محاولتهما العودة إلى منزل العائلة في حي حصب. كانت العائلة قد فرت في يونيو/حزيران 2015 بسبب القتال. وأضاف أن قوات الحوثيين احتلت الحي ولكنها انسحبت.

ذهبا إلى المنزل قرابة الساعة 10:30 صباحا، معتقدين أنه آمن. وجدا الباب الأمامي مغلقا فسارا إلى الجزء الخلفي من المنزل. قال رائد: "انفجر شيء فجأة. لم أشعر بشيء لكني سقطت على الأرض ورأيت أخي يسقط كذلك والغبار يتناثر حولنا. لم أستطع السير، ورأيت قدمي اليمنى تنزف".

حاول قايد إيقاف نزيف أخيه. حازم، شخص سمع الانفجار، هبّ لنجدتهما، لكن لغما آخر انفجر عندما كان على بعد 5 أمتار وعندها "سقط أرضا وساقه اليمنى تنزف وهي محطمة"، وفقا لقايد. عولج الرجال الثلاثة في مستشفى الثورة.

قال رائد:

أنا الآن قدمي اليمنى مبتورة بسبب الألغام الأرضية، كما قال لي الجميع لاحقا... إنه حي مدني، منعت المقاومة الآن [إشارة إلى الجماعات المسلحة المعارضة للحوثيين وحلفائهم] الجميع [من العودة] إلى الحي، لأنه مليء بالألغام الأرضية.
بُترت أيضا ساق حازم اليسرى.

طريق وادي الضباب، أطراف تعز، 23 سبتمبر/أيلول 2015

يوم 23 سبتمبر/أيلول، قُتل 6 أفراد من أسرة واحدة بينهم طفل، وأصيب 3 آخرون عندما اصطدمت سيارتهم بلغم مضاد للمركبات. قالت أمة الخالق (27 عاما) التي نجت من الحادث، إنهم كانوا في طريقهم من صنعاء إلى تعز لقضاء عطلة عيد الأضحى مع ذويهم.

قالت أمة الخالق إن 9 أشخاص كانوا في الشاحنة، منهم زوجها (32 عاما)، ابنتها (5 سنوات)، وطفلان آخران (11 و13 عاما). قالت إنها بعد الانفجار "فقدت الوعي لبضع دقائق. أصيبت ابنتي. قُتل جميع الرجال. أتذكر رؤيتهم ينزفون على الأرض".

قال علي، والد أحد الرجال الذين لقوا حتفهم، إنه علم بعد الهجوم أن الأسرة حُذّرت من أن الحوثيين زرعوا الطريق بالألغام في ذلك اليوم، أثناء مغادرتهم إثر غارة جوية على نقطة تفتيش قريبة. زوج أمة الخالق، الذي كان يقود المركبة، حاول الالتفاف. قال علي: "ابتعدت الإطارات بضع سنتيمترات فقط عن الطريق ووقع الانفجار".

اليمن ومعاهدة حظر الألغام
صادق اليمن على معاهدة حظر الألغام للعام 1997 في 1 سبتمبر/أيلول 1998، ملتزما بعدم استخدام الألغام المضادة للأفراد تحت أي ظرف من الظروف، ومنع الأنشطة المحظورة بموجب المعاهدة. ما مجموعه 162 دولة هي أطراف في المعاهدة التي تحظر بشكل شامل استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الألغام المضادة للأفراد وتتطلب إزالتها ومساعدة الضحايا. وتماشيا مع العرف الدولي الذي أنشئ بموجب معاهدة حظر الألغام، تدين هيومن رايتس ووتش أي استخدام للألغام المضادة للأفراد من قبل أي طرف في أي وقت.

في أبريل/نيسان 2002، أبلغ اليمن الأمم المتحدة أنه انتهى من تدمير مخزونه الذي يحوي 4 أنواع من الألغام المضادة للأفراد، كما هو مطلوب بموجب المعاهدة. ومع ذلك، ظهرت أنواع أخرى من الألغام المضادة للأفراد التي لم يبلغ اليمن عن حيازتها منذ ظهرت في البلاد.

قال العقيد المهندس حميد إنه منذ مارس/آذار إلى أغسطس/آب 2016، أزالت الجمعية الوطنية لإزالة الألغام في تعز 25 لغما من طراز "بي بي إم -2" (PPM-2)، منها 3 في حي الزنوج في أغسطس/آب. صُنعت ألغام بي بي إم -2 في ألمانيا الشرقية السابقة.


لم يبلغ اليمن عن تخزين ألغام بي بي إم-2، ما يوحي إما أن إعلان اليمن المقدم للأمين العام للأمم المتحدة بالانتهاء من تدمير مخزونه من الألغام عام 2002 كان غير صحيح، أو أنه حصل على هذه الألغام من مصدر آخر بعد عام 2002. في الرسالة التي بعثتها في سبتمبر/أيلول 2016، زعمت وزارة الخارجية أن أشخاصا هربوا أسلحة إلى اليمن، منها ألغام مضادة للأفراد، في السنوات الأخيرة، وأن الحكومة لم تكن قادرة على بسط سيطرتها على حدودها البرية والبحرية بسبب عدم الاستقرار والقتال. لم تقدّم الوزارة أي أدلة تثبت هذه المزاعم.


من غير المرجح أن أيا من الألغام المضادة للأفراد من طراز بي بي إم-2 التي وجدت في اليمن صُنعت مؤخرا. الألغام المضادة للأفراد من هذا الطراز التي وجدها العاملون في إزالة الألغام في تعز عليها علامات تفيد بأنها أنتجت عام 1981.

كما يبدو أن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم استخدموا الألغام المضادة للمركبات، بما في ذلك "تي إم-62" (TM-62) و"تي إم-57" (TM-57) المصنوعة في الاتحاد السوفييتي السابق والألغام المضادة للمركبات "يو كي إي-63" (UKA-63) المصنعة في المجر. قال حميد، المسؤول المحلي لإزالة الألغام، إن فرق إزالة الألغام أزالت ودمرت 66 لغما من طراز تي إم-57 في تعز بين مارس/آذار وأغسطس/آب 2016، 6 منها في طريق وادي الضباب في أغسطس/آب.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر