تصعيد الحوثيين نسف فرص السلام.. الحكومة: اتفاق ستوكهولم أصبح غير مجدٍ

أكدت الحكومة اليمنية، اليوم الأربعاء، أن اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة أصبح غير مجد ولم يفض إلى شيء وأن تصعيد مليشيات الحوثي الأخير نسف ما تبقى من فرص السلام.

جاء ذلك في كلمة وزير الخارجية، محمد الحضرمي، إلى الدورة (154) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي عقد اليوم الأربعاء افتراضيا(وفق وكالة سبأ).

وقال الحضرمي: "ذهبت الحكومة إلى ستوكهولم قبل أكثر من عام ونصف بنوايا صادقة للتوصل إلى اتفاق يضع حدا لمعاناة الشعب اليمني وصولاً إلى حل سياسي سلمي للأزمة اليمنية ووضع نهاية للحرب الظالمة التي تشنها هذه المليشيات ضد شعبنا".

وأستدرك:"غير أننا أدركنا اليوم أن هذا الاتفاق أصبحا بسبب استمرار تعنت الحوثيين أصبح اتفاقا غير مجدِ ولم يفض إلى شيء، بل أنه تحول إلى مرحلة جديدة من التصعيد وتفاقم الصراع وزيادة معاناة اليمنيين.

وأشار إلى أن ذلك كله بسبب تصعيد واستهتار المليشيات الحوثية واستمرار تهربها من تنفيذ التزاماتها وفقا للاتفاق ستوكهولم. وهو الأمر الذي أن نسمح بأن يستمر".

وذكر الحضرمي أن أهم أسباب هذا التمادي والتصعيد من قبل المليشيات الحوثية يكمن في سوء استغلالها للاتفاقات وتحويلها لكل مبادرات السلام والتهدئة إلى فرصة جديدة للاقتتال والحرب.

ولفت إلى أن التصعيد الأخير في جبهات مأرب والجوف يؤكد ذلك، حيث سعت هذه المليشيات إلى حشد كل ما تستطيع مستغلة التهدئة واتفاق الحديدة لشن تصعيد غير مبرر يذهب ضحيته ألاف المغرر بهم من اليمنيين.

وأشار الحضرمي إلى تمادي المليشيات وتقويضها للعمل الإنساني وسرقة المساعدات الاغاثية وفرض إتاوات عليها في سابقة خطيرة تخالف كل مبادئ العمل الإنساني".

وقال إن الميليشيات استمرت في انتهاكاتها وممارساتها العنيفة تجاه شعبنا بما في ذلك القتل واستهداف المساكن ودور العبادة واستخدام الأطفال وزجهم في حربها العبثية واعتقال النساء والاعتداء عليهن في ظاهرة شكلت انتهاكا وخرقا لكل المعايير والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها.

وأكد أن استمرار هذا تصعيد وتعنت المليشيات الحوثية بهذا الشكل يعمل على نسف ما تبقى من فرص السلام في اليمن، وتتحمل المليشيات الحوثية بمفردها تبعات ذلك.

ودعا وزير الخارجية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى القيام بمسئولياتهم في إجبار الميليشيات الحوثية على تنفيذ الاتفاقات وإيقاف أعمالها العسكرية العدوانية في مأرب والجوف كون هذا التصعيد سيترتب عليه إطالة الحرب واستمرار المعانة الإنسانية بكل صورها.

ولفت الحضرمي إلى أن استمرار رفض المليشيات الحوثية السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى خزان النفط العائم "صافر" أمام السواحل الغربية لليمن والذي يحتوي على أكثر من مليون برميل نفط خام ينذر بحدوث كارثة بيئية خطيرة تهدد البحر الأحمر والمنطقة بأكملها.

وأكد أن هذه الكارثة أصبحت مهددة بالانفجار في أي لحظة مما سيؤدى إلى عواقب وخيمة تؤثر على اليمن والمنطقة والعالم.

كما أكد أن إيران وأذرعها العسكرية لا تزال تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي، لافتاً إلى أن إيران دولة مارقة لا تحترم القانون الدولي ولا التزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة.

وقال الحضرمي"أن إيران ألحقت باليمن والمنطقة ضررا بالغا حيث سخرت ثروات شعبها من اجل تسليح وتمويل مليشيا خارج أرضها في تدخل سافر في الشؤون الداخلية للدول العربية ومنها مليشيات الحوثي التي ترفع شعار الثورة الإيرانية وتنتهج نهجها في القمع والتنكيل والتعذيب" .
 
 
من جانب أخر أعرب وزير الخارجية عن تقدير الحكومة عاليا لجهود السعودية الرامية إلى تنفيذ اتفاق الرياض بكل بنوده كونه أصبح ضرورة من اجل استعادة الدولة ومؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن ومن اجل توحيد الجهود لمواجهة المشروع الحوثي الإيراني والحفاظ على الثوابت الوطنية وعلى أمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية" .

وعبر عن تطلع الحكومة في ذات الوقت إلى التنفيذ الكامل لآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض وإلى إعادة تطبيع الأوضاع في محافظة أرخبيل سقطرى جراء التمرد العسكري هناك وإلى سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بتحقيق ذلك.

وبشأن القضية الفلسطينية، جدد الحضرمي موقف الجمهورية اليمنية الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه غير القابلة للتصرف وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

وقال، أن اليمن قيادة وحكومة وشعباً ستظل داعمة ومساندة لنضال الشعب الفلسطيني وصموده التاريخي حتى نيل كافة حقوقه" ..لافتاً إلى أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت عام 2002.

وأضاف "كما أن إرساء السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق بتجاهل المطالب المشروعة لأصحاب الأرض أو مخالفة الشرعية الدولية أيا كان ذلك وبأي مسمى. فلا سلام الا مقابل الأرض ولا تطبيع مع الكيان الإسرائيلي إلا بإعادة الحقوق لأهلها" .

وأعرب الحضرمي عن ثقته بإن الشعب الفلسطيني سوف يحقق طموحاته في نيل حقوقه المشروعة، ولن يرضخ لمخططات تصفية قضيته العادلة، وسيواصل كفاحه لهزيمة الاحتلال والاستيطان، وتحقيق الحرية والاستقلال.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر