الغارديان: غزة تحولت إلى الفشل الأخلاقي والسياسي الخارجي الأكثر إرباكًا لـ"بايدن"

[ حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة ]

اعتبر مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، بأن غزة تحولت إلى الفشل الأخلاقي والسياسي الخارجي الأكثر إرباكًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، متهماً إياه بإهدار نفوذه على نتنياهو حتى مع استمرار الزعيم الإسرائيلي في تقويضه.

ورأى الكاتب محمد بزي وهو أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك، بأن "جو بايدن" أظهر دعمًا شبه مطلق لإسرائيل وقادتها. إذ أرسلت إدارته مئات شحنات الأسلحة التي مكنت الجيش الإسرائيلي من مواصلة حربه الوحشية على غزة؛ واستخدمت حق النقض الأمريكي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع قرارات متعددة تطالب بوقف إطلاق النار؛ وقوضت شرعية محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بسبب انتقاداتهما للأفعال الإسرائيلية. 

وبحسب الكاتب، كان "بايدن" على استعداد لتدمير واجهة النظام الدولي القائم على القواعد لحماية إسرائيل والحكومة المتطرفة لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

وانتقد المقال "بايدن" لفشله في استخدام أكثر وسائل الضغط فعالية التي يمتلكها على الحكومة الإسرائيلية: وهي وقف شحنات الأسلحة الأمريكية وإجبار نتنياهو على قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي كانت إدارة بايدن تحاول التوسط فيه منذ أشهر. وبدلاً من ذلك، أظهر بايدن ضعفًا وأهدر أي نفوذ كان يمكن أن يتمتع به على نتنياهو وحرب إسرائيل، التي قتلت أكثر من 37 ألف فلسطيني ودفعت غزة إلى شفا المجاعة .

وتساءل الكاتب عن سبب سماح بايدن لنتنياهو بتقويضه، ولماذا تستمر إدارة بايدن في الاستجابة بشكل غير منتسب لزعيم أجنبي يعتمد على الولايات المتحدة أكثر بكثير من العكس؟

 وفي الوقت الذي يتجاهل الزعيم الإسرائيلي الولايات المتحدة أو يتحداها، يواصل بايدن مساعدته غير المشروطة بتدفق ثابت من الأسلحة والغطاء الدبلوماسي لحماية إسرائيل من اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة.

وتابع المقال: لقد كان من الواضح منذ أشهر أن نتنياهو لا يريد إنهاء حرب غزة، وقد عمل على تخريب المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس. 

إن نتنياهو هو ناجٍ سياسي وهو على استعداد لإطالة أمد الحرب من أجل البقاء في السلطة وتجنب المساءلة. ومن الواضح أن نتنياهو قد يقوض بايدن - والمصالح الأمريكية الأوسع نطاقًا - لإنقاذ نفسه. كل هذا يجعل استجابة بايدن الضعيفة وعجزه في مواجهة نتنياهو أكثر حيرة: فلماذا يخاطر الرئيس الأمريكي بمستقبله السياسي من خلال الاستمرار في دعم زعيم أجنبي يعمل على زعزعة استقراره؟

وختم الكاتب مقاله قائلا "لقد وقع بايدن وإدارته في نوع من التفكير السحري: فهم يطالبون نتنياهو وحكومته بوقف الحرب الوحشية، لكنهم يستمرون في توفير الأسلحة والغطاء السياسي الذي يمكّن إسرائيل من إطالة أمد إراقة الدماء".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر