الأخبار

بعد أسبوعين من اغتيال هنية في طهران.. الرد الإيراني في طاولة التفاوض وعروض أوروبية وأميركية

‫العالم‬| 13 أغسطس, 2024 - 9:51 م

image

أصبح الرد الإيراني على إسرائيل على طاولة التفاوض، بعد أسبوعين من اغتيال إسماعيل هنية في طهران، حيت تلقت طهران عروضاً أمريكية أوروبية للتخلي على الرد، في الوقت الذي تحدثت مصادر عن اعتزام إيران المشاركة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار إن السبيل الوحيد لمنع رد إيران المباشر على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال المحادثات المزمعة هذا الأسبوع.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إيراني كبير، وفقاً لوكالة "رويترز"، إن إيران وحلفاءها، مثل حزب الله، سيشنون هجوماً مباشراً إذا فشلت محادثات غزة، أو إذا شعرت أن إسرائيل تطيل أمد المفاوضات. ولم تحدد المصادر المدة التي ستسمح بها إيران للمحادثات بالتقدم قبل الرد.

كشفت مصادر، عن رفض إيراني عروضاً وتحذيرات أوروبية وأمريكية، حول مفاوضات غرة واستئناف المفاوضات النووية عن مهاجمة إسرائيل، والتراجع عن الرد على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران من قبل إسرائيل.

وفي تعليقات نشرت اليوم الثلاثاء، أكد السفير الأميركي في تركيا أن واشنطن تطلب من الحلفاء المساعدة في إقناع طهران بخفض التوترات. وتحدثت 3 مصادر حكومية في المنطقة لـ"رويترز"، عن إجراء محادثات مع الإيرانيين لتجنب التصعيد قبيل مفاوضات غزة التي من المقرر أن تبدأ يوم الخميس في مصر أو قطر.

إيران تدرس المشاركة في مفاوضات غزة

وفي حين أشار مراقبون إلى أن طهران ترغب في التوصل إلى اتفاق في غزة للحصول على حافز يوقف ردها المحتمل، قال اثنان من المصادر لـ"رويترز" إن إيران تدرس إرسال ممثل إلى محادثات وقف إطلاق النار. 

ولن يحضر الممثل الاجتماعات بشكل مباشر، ولكنه سيشارك في مناقشات خلف الكواليس لـ"الحفاظ على خط الاتصال الدبلوماسي" مع الولايات المتحدة أثناء استمرار المفاوضات.

وقال مصدران كبيران مقربان من حزب الله لـ"رويترز" إن طهران ستمنح المفاوضات فرصة، لكنها لن تتخلى عن نيّاتها في الرد. وقال أحد المصدرين إن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يمنح إيران غطاء لرد "رمزي" أصغر.

إلى ذلك، أكد مصدران إيرانيان أن إيران ستدعم حزب الله وحلفاء آخرين إذا أطلقوا ردودهم الخاصة على اغتيال هنية والقائد العسكري الأعلى لحزب الله فؤاد شكر الذي استشهد في ضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت في اليوم السابق لاغتيال هنية في طهران.

عروض أمريكية أوروبية

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر إيرانية، أن طهران رفضت تحذيرات وعروضاً حول مفاوضات غزة واستئناف المفاوضات النووية لثنيها عن مهاجمة إسرائيل، مشيرة إلى أن أطرافاً أوروبية ووسطاء (بينها وبين الولايات المتحدة) طالبوا إيران بتجنب مهاجمة إسرائيل، لمنح المزيد من الوقت لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وأوضحت المصادر أن طهران أبلغت الأطراف بأن المفاوضات في حاجة إلى ضغوط عملية على الاحتلال لوقف الحرب، و"ليس شراء المزيد من الوقت لمواصلتها". 

وبحسب المصادر ذاتها، لم يكن القرار الأميركي باستئناف المفاوضات، الخميس، ضمن تفاهم مع طهران، والهدف من الخطوة "غير الصادقة" هو ممارسة الضغط لتجنب الردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

ولفتت إلى أن إيران أكدت للأطراف التي تواصلت معها أن ردها "حتمي ولن يلغى"، مشيرة إلى أن الأطراف الأوروبية والغربية باتت على قناعة بحتمية الرد، وأصبحت تطالب بالحد من نطاقه وشدته.

وتحدثت المصادر "أن الأطراف الأوروبية والأميركية استخدمت سياسة العصا والجزر في اتصالاتها مع طهران لثنيها عن مهاجمة إسرائيل"، أشارت إلى أن هذه الأطراف قدّمت عروضاً تشمل تنمية العلاقات الإيرانية الأوروبية، واستئناف المفاوضات الرامية إلى رفع العقوبات "بشكل أكثر جدية" من قبل. 

وأكدت، أن الجانب الإيراني رفض التحذيرات والعروض "غير الجادة" معاً حول مفاوضات وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات النووية، وغيرها. 

وفي ظل المخاوف من توسّع رقعة الصراع في المنطقة وتحوّله إلى حرب شاملة، قالت المصادر إن طهران أكدت للأطراف التي تواصلت معها أنها تريد فقط تأديب الكيان الصهيوني على تجاوزه الخطوط الحمراء، ولا تسعى إلى حرب، لكنها أبلغت أميركا وأوروبا أن أي رد إسرائيلي على الهجوم سيجلب رداً إيرانياً أقوى.

 وبحسب المصادر، أبلغت إيران الأطراف الأخرى بأن أي تدخل أميركي أو غربي في أي هجوم إسرائيلي سيؤدي إلى إشعال حرب شاملة في المنطقة، لافتة إلى أن تكثيف الاتصالات الأوروبية المباشرة خلال الأيام الأخيرة جاءت بعد فشل الأطراف الوسيطة بين الإدارتين الإيرانية والأميركية في إقناع إيران بعدم مهاجمة إٍسرائيل.

رفض الضغوط الأوروبية

وفي سياق الاتصالات الأوروبية المكثفة مع إيران لإقناعها بعدم الرد على اغتيال هنية، أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فيما أكدت الخارجية الإيرانية في بيان اليوم الثلاثاء، رفض الضغوط الأوروبية بتجنب الردّ، مصوبة على ضرورة العمل على وقف الحرب على غزة.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الثلاثاء، رفض طهران البيان الثلاثي للترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الصادر أمس الاثنين، الذي حذر إيران من مهاجمة إسرائيل. 

وقال كنعاني في بيان، إن الدول الأوروبية الثلاث تصدر بيانها في وقت يرتكب الاحتلال الإسرائيلي أنواع الجرائم الدولية بدعم الدول الغربية، منها حرب الإبادة والجرائم الحربية ضد الشعب الفلسطيني العزل، مؤكداً أن عدم معاقبة الاحتلال زاده جرأة ووقاحة في ارتكاب أبشع الجرائم.

وأضاف أن الدول الغربية، بما فيها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، "لم تتخذ أي خطوة عملية ومؤثرة" لوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة، مشيراً إلى أن بيان الدول الأوروبية الثلاث "يطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بكل وقاحة، بعدم اتخاذ إجراء تأديبي ورادع ضد الكيان الصهيوني المعتدي على سيادتها وسلامة أراضيها، وذلك من دون تسجيل أي اعتراض على الجرائم الدولية للكيان الصهيوني".

وشدد المتحدث الإيراني على أن مطالبة أوروبا إيران بعدم الرد "لا يعتمد منطقاً سياسياً ويتعارض مع قواعد القانون الدولي"، قائلاً إنه يمثل "دعماً علنياً وعملياً لمصدر الجرائم الدولية والإرهاب في المنطقة، ومكافأة الآمرين والمتورطين في حرب الإبادة وجرائم الحرب، وجريمة ضد الإنسانية والإرهاب، وحثهم على مواصلة ذلك".

إلى ذلك، ذكّر بزشكيان في مباحثاته مع ستارمر، بالصمت الأوروبي والغربي والدولي تجاه الجرائم غير المسبوقة التي يرتكبها الاحتلال في غزة بدعم دول غربية، مشيراً إلى أن هذا الصمت والدعم "غير مسؤول، ويتعارض مع القواعد الدولية، ويحفز الكيان الصهيوني على استمرار جرائمه، وتهديد السلام والأمن الإقليميين والعالميين". 

وأكد بزشكيان أن "الحرب في أي نقطة في العالم ليست في مصلحة أي دولة"، مشدداً على أن "الرد التأديبي على المعتدي من حق الدول القانوني، وهو حل لوقف الجريمة والعدوان"، مرحباً بالعمل على تطوير العلاقات الثنائية مع بريطانيا، وبدء المفاوضات النووية، مشيراً إلى أن "قيام الطرفين بتنفيذ جميع تعهداتهما شرط لنجاح هذه المفاوضات". 

من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مباحثاته مع بزشكيان، ضرورة إنهاء الحرب على غزة، والبدء سريعاً بإرسال المساعدات إلى سكانها، داعياً طهران إلى المساعدة في تحقيق ذلك. وأعلن ستارمر استعداد بلاده لتوسيع العلاقات مع إيران في عهد بزشكيان، معرباً عن أمله في بدء سفيري البلدين مهمتهما سريعاً.

وفجر الأربعاء 31 يوليو/ تموز 2024 أعلنت حركة حماس اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران. وقالت حماس في بيان إن رئيس الحركة "قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران".

المصدر: يمن شباب نت + رويترز + العربي الجديد

| كلمات مفتاحية: غزة|إسرائيل|إيران|هنية

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024