الأخبار

الاحتلال يخنق شمال غزة ويعزل آلاف المدنيين ويمنع الغذاء منذ 12 يوماً

‫غزة‬| 12 أكتوبر, 2024 - 11:06 م

image

فصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال القطاع عن مدينة غزة من خلال الدفع بالآليات وغطاء بالطائرات المسيّرة، وسط تدهور إنساني حاد، في الوقت الذي تواصل قوات الاحتلال منع الغذاء منذ 12 يوماً.

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعية في شمال قطاع غزة، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تمنع دخول المواد الغذائية إلى المنطقة منذ 12 يوما.

وأضاف حمدان، خلال مداخلة مع الجزيرة، أن الاحتلال يستهدف قتل أكثر من 150 ألف فلسطيني محاصرين في منطقة مخيم جباليا، شمالي القطاع، من خلال العملية العسكرية التي ينفذها ومنع وصول أي مياه أو مواد غذائية.

وأوضح حمدان أن الاحتلال فرض حصارًا شديدًا على مخيم جباليا، حيث قام بقطع المياه وتدمير آبارها، مما اضطر السكان لشرب مياه مختلطة بمياه الصرف الصحي، وأشار إلى أن قوات الاحتلال تحاول الضغط على سكان المخيم للرحيل، لكن المقاومة تتصدى لها بشراسة.

وكشف القيادي في حماس عن أساليب الاحتلال في استهداف المدنيين، حيث يقوم بإدخال ناقلات جند مفخخة إلى داخل المخيم وتفجيرها في المربعات السكنية، وهو ما أدى إلى تدمير مبانٍ عديدة. كما لفت إلى قصف مستشفى اليمن السعيد في المنطقة لمنع إنقاذ المصابين.

وأكد حمدان أن قرار الاحتلال هو حصار المخيم لمدة طويلة بهدف إنهاك السكان بالجوع والعطش والقصف المتواصل، وأضاف أن الاحتلال يخطط لطلب خروج السكان دون المقاتلين، حيث ستتلقاهم طائرات كواد كابتر وتطلق النار على من تظنه يمثل خطرًا، واصفًا هذه الممارسات بأنها جريمة ضد الإنسانية.

وشدد القيادي في حماس على أن الاحتلال لا يستهدف فقط المقاومة، بل يريد البطش بالشعب الفلسطيني بأكمله، وأشار إلى "خطة الجنرالات" الإسرائيلية التي تعتمد على فلسفة أميركية تجيز تجويع "العدو" حتى الموت، معتبرًا أن ذلك يعبر عن عجز الاحتلال عن مواجهة المقاومة.

4 مسارات للتصدي للتهجير

وعرض حمدان 4 مسارات أساسية للإستراتيجية الفلسطينية للتصدي لمشروع التهجير، تشمل دعم صمود الشعب الفلسطيني، وجهود المقاومة في صد العمليات العسكرية، والتحرك السياسي الدولي، وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.

وأكد القيادي في حماس أهمية الجهد الوطني الموحد لمواجهة مخططات الاحتلال، كما كشف عن لقاءات جارية في القاهرة بين وفد من قيادة حماس وآخر من حركة فتح للترتيب لعقد لقاء وطني موسع.

وأوضح حمدان أن هذه اللقاءات تهدف إلى معالجة مسألة المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على قاعدة استعادة المشروع الوطني.

وفيما يتعلق بـ"اليوم التالي" للحرب، أكد حمدان أن حماس ترفض أي وصاية خارجية وتسعى لتشكيل إدارة وطنية انتقالية لكل الوضع الفلسطيني، وأضاف أن هذه الإدارة ستكون مسؤولة عن إعادة الإعمار ومعالجة آثار العدوان والتحضير لانتخابات فلسطينية عامة.

وحذر حمدان من أن تداعيات استمرار الاحتلال في جرائمه ستكون أكبر من أن يستوعبها، ملمحًا إلى إمكانية حدوث ردة فعل فلسطينية مفاجئة نتيجة هذا السلوك الإسرائيلي المدعوم أميركيا.

وقال حمدان إن الشعب الفلسطيني أثبت تمسكه بحقوقه واستعداده للتضحية من أجلها، وأكد أن المعركة كشفت حقيقة الكيان الصهيوني وعورات النظام الدولي، كما شدد على أن المقاومة هي الخيار الحقيقي والأصيل للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه.

فصل شمال غزة

فصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة عن مدينة غزة من خلال الدفع بالآليات وغطاء بالطائرات المسيّرة، وسط تدهور إنساني حاد. وفق ما نقلت "الجزيرة".

وأوضحت المصادر أن جيش الاحتلال يضع سواتر ترابية في الشوارع الرئيسية بين مدينة غزة وشمال القطاع، وأن الاحتلال نسف عشرات المنازل في مخيم جباليا بالروبوتات المتفجرة.

وأكدت المصادر أن العملية الإسرائيلية مستمرة لليوم الثامن في شمال قطاع غزة، مضيفة إلى أن قوات الاحتلال ترسل تعزيزات.

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يعزل عشرات الآلاف من العائلات الباقية في مناطق جباليا وشمالي القطاع، مؤكدة أن قوات الاحتلال لم تسمح بدخول المساعدات الغذائية لسكان شمال قطاع غزة ما ينذر بمجاعة جديدة.

وتحدثت المصادر عن عدد كبير من الجثث لم تنتشل من مناطق شمال القطاع بسبب استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.

وأكد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنسف مباني عدة في محيط مفرق الاتصالات بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

إبادة جديدة

وفي السياق، قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعزز ممارسة الإبادة الجماعية في جباليا ومحافظة شمال قطاع غزة.

وشدد المكتب على أن "جيش الاحتلال يسعى لتحويل محافظة شمال غزة إلى منطقة خراب في إطار خطة تهجير لشعبنا".

وأكد المكتب أن جيش الاحتلال يرتكب مجازر ضد الإنسانية ويمارس القتل العمد بقصف مراكز النزوح والإيواء وتجمعات الأطفال والنساء عمدا.

واتهم مكتب الإعلام الحكومي جيش الاحتلال بالعمل على تدمير المنظومة الصحية بإخراج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشال أكثر من 75 شهيدا.

وفي هذا الإطار، قال بيان مشترك للفصائل الفلسطينية إن "حرب الإبادة بحق أهالي شمال غزة إرهاب واضح يمارسه الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد البيان أن حرب الإبادة في شمال قطاع غزة هدفها الانتقام من الذين رفضوا النزوح، وتمهيد لتنفيذ مخطط التهجير.

وضع كارثي شمال غزة

من جانبه، ناشد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة منير البرش المنظمات الدولية حماية الطواقم الطبية في شمال القطاع.

ووصف البرش الوضع في مستشفيات شمال القطاع بـ"الكارثي"، مشيرا إلى أن الاحتلال أغلق جميع مراكز الرعاية الأولية، وأن هناك عائلات بأكملها محاصرة لا تجد الماء والغذاء والدواء.

وثمّن -في حديث للجزيرة- رفض الطواقم الطبية قرار الاحتلال بإخلاء المستشفيات.

وعلى صعيد متصل، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان إن الكميات المحدودة من الوقود التي دخلت السبت للمستشفيات الثلاثة الرئيسية في المحافظة الشمالية لا تكفي سوى لأيام، في ظل ما تتعرض له المحافظة من هجوم بري وحصار مطبق وإبادة جماعية لليوم السابع على التوالي.

وأضاف أن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في المحافظة الشمالية ما زالت تعاني من ضغط شديد إثر وصول إصابات وشهداء على مدار الساعة، ورغم إدخال كميات محدودة من الوقود السبت.

وأوضح أبو صفية، أن شمال غزة استقبل نحو 20 ألف لتر من الوقود. وبيّن أن هذه الكمية بالكاد تكفي لتشغيل مستشفى كمال عدوان لـ10 أيام بالحد الأدنى، وكذلك لا تلبي حاجة المستشفيين الآخرين لـ5 أيام.

ويأتي دخول هذه الكميات المحدودة من الوقود للشمال، بعد أكثر من 5 محاولات منع خلالها الجيش الإسرائيلي وصول الشاحنات إلى المحافظة المحاصرة.

والخميس، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من توقف الخدمات الطبية في الشمال جراء نفاد الوقود ومنع وصوله إلى الشمال.

إلى جانب ذلك، فإن مركبات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية والدفاع المدني تعاني من ضغط شديد جراء تفاقم الأوضاع الميدانية تزامنا مع الهجوم البري الإسرائيلي على المحافظة ووسط نفاد الوقود، وفق المكتب الإعلامي.

ولليوم السابع على التوالي يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا وحصارا مطبقا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان.

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية في جباليا بذريعة منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية شمالي القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.

وبدعم أميركي واسع، خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام، أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: يمن شباب نت + الجزيرة

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024